في ظل انتشار فيروس "كورونا" في معظم دول العالم وبعض الدول الأوروبية وخصوصاً إيطاليا، تستمر مباريات دوري أبطال أوروبا في دور الـ 16، وهذه المرة ستكون الأنظار متجهة إلى ملعب "أنفيلد" لمعرفة ما إذا كان فريق ليفربول سيصنع "ريمونتادا" تاريخية، وإلى ملعب "حديقة الأمراء" لمعرفة مل إذا كان فريق باريس سان جيرمان سيقلب الطاولة على بوروسيا دورتموند الألماني.
هل يصنع "أنفيلد" الحدث
خسر فريق ليفربول مواجهة الذهاب ضد أتلتيكو مدريد في ملعب "واندا ميتروبوليتانو" بهدف نظيف، هو خسر معركة لكنه لم يخسر الحرب بعد وهو يعرف جيداً ما عليه فعله في ملعب "أنفيلد"، وجماهيره تعرف جيداً أن صناعة "الريمونتادا" ليست مستحيلة بعد ما فعله الفريق في الموسم الماضي أمام برشلونة وتُوج بعدها باللقب الأوروبي التاريخي.
وليس هناك أي تخوف من غياب جمهور فريق ليفربول عن مدرجات ملعب "أنفيلد"، لأن إدارة فريق "الريدز" أكدت أن المدرجات لن تُغلق بسبب فيروس كورونا كما سيحدث في بعض المباريات الأوروبية. وبسبب هذا القرار سيحصل فريق ليفربول على أبرز قوة له وهي جمهوره في المدرجات.
واللافت أن أرقام ليفربول مع المدرب يورغن كلوب على أرض ملعب "أنفيلد"، إذ إن كلوب لم يخسر أي مباراة أوروبية على أرضه منذ استلامه تدريب ليفربول في 2015، وبلغ النهائي ثلاث مرات منذ ذلك الوقت (الدوري الأوروبي في 2016 ودوري الأبطال في 2018 و2019). وكان المدرب الألماني حذر بعد مباراة الذهاب "سيكون شباننا جاهزين. أهلا بكم في أنفيلد. لم ينته الأمر بعد".
وخلافاً لمباريات في إيطاليا، فرنسا وإسبانيا، لم يتم الإعلان عن إقامة المواجهات في إنكلترا دون جماهير بسبب تفشي فيروس كورونا في العالم.
ورغم الاعتماد الكبير على صخب جمهور ملعب "أنفيلد"، إلا أن دفاع فريق ليفربول الإنكليزي غير مطمئن في الفترة الأخيرة، إذ اهتزت شباكه عشر مرات في آخر 5 مباريات لعبها الفريق. كما وتعرض ليفربول لضربة قوية عبر إصابة الحارس الأساسي أليسون بيكير الذي يعتمد ليفربول عليه كثيراً.
وسيكون الحارس البديل أدريان أمام تحد كبير في ظل الأداء المهزوز وتسببه بأكثر من هدف في شباكه ليفربول، ومهمته ستكون الأصعب أمام أتلتيكو مدريد الإسباني لأن عليه المحافظة على نظافة شباكه لمدة 90 دقيقة، إذ إن أي هدف يدخل شباكه سيتسبب بمشكلة كبيرة لفريق "الريدز" وقد يكون السبب في الإقصاء من دوري أبطال أوروبا.
وطبعاً سيكون الاعتماد الكبير لفريق ليفربول على الثلاثي، المصري محمد صلاح، السنغالي ساديو ماني والبرازيلي روبيرتو فيرمينيو، الذين سيشكلون هجوماً شرساً وضغطا كبيرا على فريق أتلتيكو مدريد الذي سينتهج أسلوبا دفاعيا مع الاعتماد على المرتدات القاتلة والتي قد يُسجل منها أهدافا تُساعد في أقصاء ليفربول أمام جماهيره.
فهل يُكرر فريق ليفربول ما فعله في الموسم الماضي أمام برشلونة الإسباني عندما سجل رباعية تاريخية في ملعب "أنفيلد" بعد أن تأخر ذهاباً بثلاثة أهداف نظيفة في ملعب "كامب نو"، على أن يبلغ الدور نصف النهائي للعام الثالث توالياً بعد أن وصل إلى النهائي مرتين في أخر موسمين (خسر واحداً أمام ريال مدريد وتُوج باللقب أمام توتنهام).
"الباريسي" بدون دعم
يخوض فريق باريس سان جيرمان الفرنسي مهمة صعبة أمام منافسه بوروسيا دورتموند الألماني في إياب دور الـ 16، عندما يلعب على أرضه في ملعب "حديقة الأمراء" لكن دون جمهوره في المدرجات، وذلك بعد أن أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إقامة المباراة بدون جمهور بسبب تفشي فيروس "كورونا".
ويدخل النادي "الباريسي" المباراة وهو متأخر بنتيجة (2 – 1) من مواجهة الذهاب، وعليه تسجيل هدف على الأقل لكي يعبر إلى الدور ربع النهائي ويتخطى عقبة منافسه الألماني الصعب. ويكفي أن فريق بوروسيا دورتموند يملك خط هجوم ناريا يضم لاعبين أمثال هالاند وسانشو لكي يكون النادي "الباريسي" في خطر كبير.
ومع فقدان الدعم من الجمهور في مدرجات ملعب "حديقة الأمراء"، ستكون مهمة باريس سان جيرمان صعبة جداً وعليه الاعتماد على اللاعبين والنجوم وخصوصاً في خط المقدمة. وطبعاً كل الأنظار ستكون موجهة نحو المهاجم الفرنسي كيليان مبابي والبرازيلي نيمار للتلاعب بدفاع النادي الألماني وتسجيل الأهداف وضمان التأهل دون أي تعقيدات.
وبعيداً عن خط الهجوم، يجب على دفاع النادي "الباريسي" أن يكون متحضراً جيداً لهذه المواجهة لأن أي هدف سيهز الشباك سيكون بمثابة ضربة موجعة لآمال التأهل إلى الدور ربع النهائي من البطولة الأوروبية. خصوصاً أن الفريق الألماني لا يمكن الاستهانة به أبداً ويملك كل العناصر القوية في خط الهجوم لإسقاط دفاع "الباريسي".
فهل ستسير مباريات الإياب بنفس نسق مباريات الذهاب ويصل الفائزان أتلتيكو مدريد وبوروسيا دورتموند الألماني إلى الدور المقبل ويفشل كل من ليفربول وباريس سان جيرمان في تخطي نكسة لذهاب، والجواب سيكون خلال 90 دقيقة على أرض الملعب وقد تحسمها التفاصيل الصغيرة في إثارة لا تنتهي من منافسات دوري أبطال أوروبا التي اعتادت عليها الجماهير في الأدوار الإقصائية.