نحلة مانشستر.. روح لا تُقهر

لندن

كاتيا يوسف

avata
كاتيا يوسف
06 يونيو 2017
4494DE35-CF79-406C-9083-B2CB58A64BAC
+ الخط -

تزامنت فعاليتان رئيسيتان في مدينة مانشستر، الأولى حفل الفنانة أريانا غراندي مع مجموعة من الفنّانين والنجوم، والثانية مباراة فريق كرة قدم مانشستر يونايتد، الذي احتفل بمرور 11 عاماً على انضمام اللاعب مايكل كاريك إلى صفوفه.

واكتظّت شوارع مانشستر بالقادمين إلى المدينة لحضور الفعاليتين، كما اصطف عناصر الشرطة وسياراتهم بكثافة في جميع أنحاء المكان.

ولم تمنع أحداث لندن التي أودت بحياة سبعة أشخاص، قبل يوم واحد، هؤلاء من الاستمرار، بما تهيّأوا له، رفضاً للإرهاب والخوف. سار العديد من مشجّعي فريق مانشستر، وهم يغنّون بصوت عال، وكأن الموت لم يقبض أرواح صغارهم منذ أقل من أسبوعين، وتزيّن أولئك الذين توجّهوا إلى الحفل بأجمل الملابس.



تلك المشاهد كانت كفيلة بأن تثبت حب هذا الشعب للحياة ورفضه الاستسلام أو التقوقع في بؤرة من الحزن، حيث أراد أن يؤكّد للعالم أنّه على قلب رجل واحد.

بدأ الجميع على عجلة للاصطفاف في الطوابير الطويلة لدخول المدرّج، بيد أنّ أماندا (16 عاماً)، قالت لـ"العربي الجديد": "لم تحضر الحفل السابق، لكنّها جاءت اليوم مع أصدقائها الذين اختبر عدد منهم مأساة الاعتداء، حين توجّهوا للاستمتاع بحضور مغنيتهم المفضلّة أريانا غراندي".

وأكدت أنها "سعيدة جداً ومتشوّقة لمشاهدة مجموعة من الفنّانين الذين تعشقهم". لكنّها لم تنكر أنّهنّ جميعا يشعرن بالتوتر والقليل من الخوف، كما أنّ "أهلها في غاية القلق عليها، وسمحوا لها بحضور الحفل لإيمانهم بضرورة الاستمرار في عيش حياتهم بشكل طبيعي".

وأردفت أنّها "وعدت بأن تتصل بوالديها لتطمئنهما أنّها بخير قبل بدء الحفل وبعده، وهي متلهّفة للاستمتاع بأجواء الحفل".

كذلك، انتشرت على الجدران والأسوار، يافطات حملت عنوان الحفل: "حب واحد مانشستر"، الذي هدف إلى التبرّع بريعه لعائلات الضحايا. واللافت تواجد بالغين في المدرّج أكثر من المتوقّع. هؤلاء جاؤوا ليقدّموا الدعم ويتضامنوا مع المصابين وأهالي الضحايا، أو ربّما ليبقوا إلى جانب أطفالهم، تحسبّا لأي طارئ.

ولم يقتصر الأمن المكثّف على عناصر الشرطة الذين امتطى بعض عناصرها الخيول، بل لم تهدأ طائرات الهليكوبتر فوق المنطقة.



ارتفع صوت الفرح والأغاني في المدينة ذاتها التي دفنت منذ فترة وجيزة أبرياء، وكان الجوّ مشحونا بالعواطف التي امتزج فيها الألم بإرادة الصمود.

نحلة مانشستر

تبقى صورة النحلة التي احتلّت واجهات محلاّت وجدران ومطاعم ومقاهي مانشستر، مثيرة لاهتمام الكثيرين ممّن قد يزورون هذه المدينة، بعد أن تحوّلت عقب الاعتداء إلى رمز للتضامن. وتبرّع كل من وشم جسده بها بالمال لأهالي الضحايا.

وبغية تخليد ذكرى الضحايا الـ22، تزيّن جدار بجانب مبنى "كوفي بوت"، في قلب الحي الشمالي للمدينة، برسومات لـ22 نحلة، تمثّل أعداد هؤلاء الأبرياء الذين فقدوا حياتهم في الهجوم المروّع، وبدت على الجدارية تلك النحلات العاملات تحوم حول العسل.

وكان المسؤولون عن المقهى قد رفضوا في الماضي جميع الطلبات لاستخدام جدار المبنى لأي زخرفات، لكنّهم وافقوا على هذا بعد اعتداء مانشستر. وقال الفنّان راسل ميهام، وهو رسّام غرافيتي، إنّ "فكرته بسيطة، لكنّها فعّالة وليست كئيبة". وتابع: "من الجميل أن يشارك في هذا المشروع، الذي يدرك كل منّ يمرّ بالقرب منه أنّه أنجزه".

ويعود تاريخ اعتماد النحلة كرمز في مانشستر، إلى الثورة الصناعية، حيث كانت تمثّل آنذاك العمل الشاق الذي يبذله سكّان مانشستر، خاصّة في معامل النسيج التي لطالما شبّهت في ذلك الزمن بخلايا النحل، ووُصف العاملين فيها بالنحلات العاملات، بيد أنّها تحوّلت بعد الاعتداء إلى رمز لروح مانشستر التي لا تقهر.


ذات صلة

الصورة
مسيرة في برايتون وهوف دعماً لغزة/5 يونيو 2024(Getty)

سياسة

خرج الآلاف من مدينة برايتون وهوف (جنوب شرقي بريطانيا) يوم الأحد في مسيرة جنائزية صامتة، تكريماً لأرواح الشهداء الفلسطينيين الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة
تظاهرة حاشدة في لندن (ربيع عيد)

سياسة

في الذكرى السنوية لحرب الإبادة الجماعية على غزة، خرج اليوم مئات الآلاف في العاصمة البريطانية، في تظاهرة تضامنية مع غزة والدعوة لمعاقبة إسرائيل على جرائمها
الصورة
تظاهرة سابقة في لندن أمام مقر الحكومة البريطانية (العربي الجديد)

سياسة

خرج العشرات في مدينة برايتون مساء اليوم الخميس في تظاهرة احتجاجية فجائية داخل محطة القطارات في المدينة، تنديدًا بالمجازر الإسرائيلية المستجدة بلبنان.
الصورة
المؤسس المشارك في حركة "بالستاين أكشن"، ريتشارد برنارد/سياسة/إكس

سياسة

يواجه ريتشارد برنارد، المؤسس المشارك في حركة "بالستاين أكشن"، ثلاث تهم تتعلق بدعم منظمة محظورة بموجب قانون الإرهاب في بريطانيا.
المساهمون