نساء غزّة يخاطبن المجتمع بأفلام قصيرة

27 نوفمبر 2014
نساء غزّة يخاطبن المجتمع بأفلام قصيرة(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
امتزجت أصوات الرياح التي كانت تعصف بقوة في كافة أرجاء قطاع غزّة، بحرارة تصفيق الجمهور لمخرجات وممثلات فلسطينيات جسدن بخمسة أفلام قصيرة قضايا نسائية محلية، وذلك ضمن فعاليات الكرنفال السينمائي لأفلام المرأة الذي أقيم في قاعة رشاد الشوا وسط مدينة غزّة، بتنظيم مركز شؤون المرأة.

وقدم الكرنفال السينمائي الذي استمرّ لنحو أربع ساعات، خمسة أفلام قصيرة، سلطت الضوء على قضايا اجتماعية تعاني منها المرأة في ظل تجاهل الكثير من حقوقها المشروعة.

وتشير مشرفة برنامج الفيديو بمركز شؤون المرأة، اعتماد وشاح، إلى أنّ الكرنفال هو خطوة في طريق تمكين المخرجات الفلسطينيات للانطلاق نحو مناقشة قضايا المجتمع وتقديم رؤية نسوية أكثر عمقاً.

وتبينّ وشاح في حديثها لـ "العربي الجديد"، أنّ أفلام هذا الكرنفال اقتصرت على المشاركة المحلية من قطاع غزة فقط، حيث تضمنت العديد من القصص والقضايا التي تهم المجتمع كلل والنساء بشكل خاص، خاصة وأن العدوان الإسرائيلي الأخير شكل دافعاً قوياً نحو إنتاج مجموعة من الأفلام التي تعكس معاناة المرأة الفلسطينية.

وبدأ الكرنفال بعرض فيلم روائي قصير للمخرجة عايدة الرواغ، والذي كانت دقائق عرضه التي لم تتجاوز 12 دقيقة، كفيلة بإبهار جموع الحضور الذين اكتظت بهم قاعة العرض، خاصة وأن الرواغ أكدت في رسالة فيلمها على حق المرأة في حضانة أولادها بعد وقوع الانفصال عن الزوج.

وقالت المخرجة الرواغ (36عاما): "اجتهدت خلال الفيلم الروائي الذي حمل عنوان "ريموت كونترول" في إيصال صرخة عشرات النساء الغزيّات اللواتي يطالبن بحقوقهن العادلة بضرورة تعديل القانون المعمول به حالياً، بما يضمن حق المرأة برعاية أولادها الذكور والإناث حتى بلوغهم سن الثامنة عشرة".

ولم تغب تداعيات الانقسام الفلسطيني الداخلي عن فكرة الفيلم ورسالته، فتُظهر إحدى لقطات الفيلم محاولة قتل رجل لزوجته في ساحة عامة مقابل مقر المجلس التشريعي وسط مدينة غزة، في إشارة إلى أنه استمد قوته من تعطل المجلس التشريعي وغياب الرادع القانوني.

وتأتي فكرة الكرنفال السينمائي من خلال مسابقة أقامها مركز شؤون المرأة بغزة، لأفضل نصوص أفلام تخص قضايا المرأة، استمرت لمدة سبع شهور، وتقدم للمشاركة 25 متسابقا، وفاز في التصفيات النهائية خمسة أفلام، سيجتهد أصحابها من أجل المشاركة في المسابقات الإقليمية والدولية.

من جهتها، قالت مديرة مركز شؤون المرأة آمال صيام إن المهرجان يعطي فرصة لعدد من المخرجات الفلسطينيات الشابات لتجسيد صورة كاملة عن المجتمع  بتفاصيله الجميلة والحزينة، وسط التداعيات السياسية التي تعصف بكافة شرائح المجتمع.

وتوضح صيام في حديثها لـ "العربي الجديد" أن المهرجان يأتي ضمن الخطوات الجادة لإيجاد بيئة سينمائية تعكس هموم المرأة الفلسطينية ومعاناتها، أثناء وبعد أي عدوان إسرائيلي يتعرض له القطاع، وكذلك نقل إنجازاتها وصور الصمود والكفاح إلى العالم الخارجي.

وأشارت صيام إلى أن العدوان الإسرائيلي الأخير شكل بيئة خصبة لإنتاج الأفلام بمختلف أنواعها، خاصة وأنه بات من المهم  لفت الأنظار إلى المرأة الفلسطينية التي نالت جزءا كبيرا من وحشية العدوان وبطش الاحتلال، مشددة على ضرورة صقل القدرات الإعلامية للمرأة  الفلسطينية ودعم الإنتاج السينمائي في المجتمع المحلي.

يذكر أن الأفلام الخمسة التي شاركت في الكرنفال السينمائي في نسخته الأولى، هي "بقايا الروح" لريما محمود، و"سلامووز" لسحر فسفوس، و"ريموت كونترول" لعايدة الرواغ، و"الغميضة" لحنين كلاب و"طوق الياسمين" لاعتماد وشاح، وجميعها أفلام روائية قصيرة.

دلالات
المساهمون