أعلن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أمس الجمعة، من بانغي عاصمة أفريقيا الوسطى، نهاية عملية "سانغاريس" الفرنسية في البلاد، داعياً إلى معاقبة الجناة في قضية الانتهاكات الجنسية التي استهدفت، لمرات، أطفالاً قصّر في البلد الأفريقي، ووجّهت فيها أصابع الاتهام إلى جنود فرنسيين وأمميين.
ووصل هولاند، بعد ظهر الجمعة بانغي، في زيارة تدوم لساعات، قبل أن يلتقي نظيره رئيس أفريقيا الوسطى، فوستن تواديرا.
ونقلت "الأناضول" عن هولاند، خلال مؤتمر صحافي عقده في بانغي عقب لقائه تواديرا، قوله "مسؤوليتي تكمن في وقف العملية الفرنسية في أفريقيا الوسطى (سانغاريىس)، والتي انطلقت أواخر 2013، لأنّ الجيش (الفرنسي) مدعوّ إلى جبهات أخرى، كما أنه مطالب أيضاً بضمان اليقظة والحذر على الأراضي الفرنسية، المعرّضة لتهديدات إرهابية مستمرّة".
وكان من المفترض أن تنتهي العملية العسكرية الفرنسية، وبشكل تدريجي، في ديسمبر/كانون الأول المقبل، بحسب مصادر عسكرية فرنسية ومن أفريقيا الوسطى.
وبلغ عدد القوات الفرنسية التي دخلت أفريقيا الوسطى لوضع حد للحرب الأهلية آنذاك 2000 جندي، لم يبق منهم حالياً سوى 650 سينسحبون في غضون الأشهر المقبلة بشكل تدريجي.
وتمكنت القوات الفرنسية، بدعمٍ من قوات الاتحاد الأفريقي وبعثة الأمم المتحدة، من تأمين المرحلة الانتقالية والمحافظة على مؤسسات الدولة الهشة واحتواء المواجهات العرقية وأعمال العنف تحديداً في بانغي بين المسيحيين والمسلمين.
وتبقى النقطة الأكثر قتامة في تجربة التدخل الفرنسي في أفريقيا الوسطى، هي الفضائح الجنسية، التي لطخت سمعة الجيش بعد نشر عدة تقارير العام الماضي، "تُثبت تورّط جنود فرنسيين عاملين في قوة سنغاريس في جرائم اغتصاب بحق قاصرين، ومقايضة خدمات جنسية بالطعام"، وهو الأمر الذي وضع قيادة الجيش الفرنسي في موقف حرج.
ووعد هولاند بإنزال أقسى العقوبات بحق الجنود الفرنسيين المتورطين في هذه الفضائح. وتعتبر فرنسا حليفاً قوياً لأفريقيا الوسطى، وستواصل مساعدتها لهذا البلد في إعادة الإعمار وتعزيز الاستقرار الأمني، وإقامة مصالحة وطنية بين مختلف المكونات العرقية.
ومن المقرر أن ينتقل هولاند إلى العاصمة النيجيرية أبوجا، للمشاركة في قمة مخصصة لمحاربة جماعة "بوكو حرام"، يترأسها الرئيس النيجيري محمد بخاري. ويشارك في هذه القمة عدة قادة وزعماء أفارقة من جيران نيجيريا المنخرطين في محاربة "بوكو حرام"، من أجل تعزيز التعاون العسكري لاستئصال هذه الجماعة، التي نقلت مسرح عملياتها إلى تشاد وكاميرون والنيجر في الآونة الآخيرة.