لم تكن هوليوود، يوماً، بعيدة عن الهموم السياسية والاقتصادية في الولايات المتّحدة. اليوم، وقبل أشهر قليلة على انتخاب رئيسها الخامس والأربعين، في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، أطلق عددٌ من صنّاع السينما في هوليوود سلسلة مواقف سلبية إزاء المرشّح الجمهوري دونالد ترامب (1946).
يكمن السبب في خطاب ترامب العنصري، وبثّه الكراهية، هو الذي يشنّ حملات ضدّ المسلمين واللاجئين والنساء وغيرهم، ويرغب في بناء جدار عازل، يفصل بلاده عن المكسيك، لمنع تدفّق الهجرة "غير القانونية" إلى الأراضي الأميركية. لكن الأمر لم يتوقّف عند النقد، بل تجاوزه إلى السخرية أيضاً.
بعد الخطأ الذي وقع فيه ترامب، في أحد خطاباته، عندما أراد أن يذكر هجوم 11 سبتمبر 2011، فقال "سفن إيلفن (7/ 11)" بدلاً من "ناين إيلفن (9/ 11)"، والأول اسم سلسلة محلات تجارية مشهورة في الولايات الأميركية كلّها، لم تجد الممثّلة سلمى حايك، سوى تقديم النصيحة له، عبر برنامج تلفزيوني، إذْ قالت له: "أنصحك بقراءة هذا الكتاب"، ملوّحةً بنسخة من كتاب "تاريخ الولايات المتحدّة الأميركية للأغبياء".
حايك استشهدت بما جاء في مذكّرات ترامب التي ذكر فيها أن أستاذ الموسيقى، في الدروس التمهيدية، كان يضربه بشدّة، لأنه لم يكن يستوعب شيئاً: "بعد سرده الحكاية هذه، يكتب ترامب أنه لا يزال هو نفسه، ذاك الصبي الذي شارك في الدروس التمهيدية تلك". تُضيف حايك ساخرةً: "لدينا ضحية دروس تمهيدية، يريد أن يُصبح رئيساً للولايات المتّحدة".
في الإطار نفسه، وردّاً على أقوال ترامب إزاء المكسيكيين، وجّهت الممثّلة إيفا لانغوريا، ذات الأصول المكسيكية، رسالة علنية إليه، قالت فيها إن عائلتها التي من تكساس، والتي لها أصول مكسيكية، كما حال كثيرين، لم تكن "مهاجِرة"، مضيفةً أن إقامتها في الولايات المتّحدة "شرعية".
من جهته، قال مات دايمون إنه سينتخب المرشَّحة الديمقراطية هيلاري كلينتون (1947)، مضيفاً، في حوار صحافي: "أنا قلقٌ جداً. إلى جانب خلافاتي مع آراء ترامب السياسية، أنا مرعوبٌ من سلوكه".
واستعاد دايمون مقالة لصحافي كتب فيها، قبل ثلاثين عاماً، أن لترامب "يدين صغيرتي الحجم". يُضيف الممثل: "منذ ذلك الحين، والصحافي يستلم، كل عام، طرداً بريدياً فيه صُوَر ليديّ ترامب، مع كلمة واحدة: بالنسبة إليّ، ليست يداي صغيرتين أبداً".
وعلّق دايمون، متسائلاً: "هل تتخيّلون رجلاً كهذا في البيت الأبيض؟"، مشيراً إلى أن المسألة لم تعد "سياسية"، بل تتعلّق بصحّته العقلية، وبالتهديد الذي يُشكّله، هو نفسه، على أمننا، وفق تعبيره.
من ناحية أخرى، أصدرت حملة "متّحدون ضد الكراهية"، الداعمة لكلينتون، بياناً وصفت فيه ترامب بأنه "رجلٌ يريد إعادة بلدنا إلى مرحلة حيث الخوف يُبرِّر العنف، والجشع يُغذّي التعصّب والتمييز، وحيث الدولة تُسجِّل الانتهاكات ضد الأقلّيات"، داعيةً الأميركيين إلى عدم انتخابه.
وذكّر البيان أن ترامب يهاجم المكسيكيين واللاتينيين والسود والمسلمين والمثليين ومتعدّدي الجنس وغيرهم، إضافةً إلى النساء والآسيويين واللاجئين والعمّال وذوي الاحتياجات الخاصّة والأميركيين الذين كانوا "سجناء"، أثناء الحروب.
بخصوص الملاحظة الأخيرة، كان ترامب هاجم، في في أيار/ مايو الماضي، المرشّح الرئاسي الجمهوري السابق جون ماكاين (1936) الذي سُجن في فيتنام عام 1967، بقوله: "ماكاين بطلٌ، لأنه كان مسجوناً. أنا أفضِّل أولئك الذين لم يكونوا سجناء".
وقد وقّع على البيان عددٌ من السينمائيين؛ أمثال جوليان مور، وكاتلين تورنر، ومِغْ راين، ومارك روفالو، وباتريسيا آركيت، ومايكل مان، ومايكل مور الذي وصف ترامب، على مدوّنته، بأنه "مهرّج مُعتلّ اجتماعياً"، محذّراً الأميركيين من انتخابه.