بدأت زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى طوكيو، تؤتي نتائجها، عبر قرارات تصعيدية تجاه بيونغ يانغ، إذ جمدت اليابان أصول 35 منظمة وشخصية كورية شمالية، فيما واصل ترامب خطابه الناري، مؤكداً أن زمن "الصبر الاستراتيجي" حيال الأخيرة قد ولّى.
وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، اليوم الإثنين، إن واشنطن وطوكيو اتفقتا على ممارسة ضغوط أكبر على كوريا الشمالية لوقف نشاطها النووي.
وأضاف آبي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ترامب، أنه اتفق مع الرئيس الأميركي على ضرورة أن تلعب الصين دوراً أكبر في إقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن برامج أسلحتها النووية.
وأكّد أن اليابان تؤيد موقف ترامب بأن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع كوريا الشمالية، قائلاً: "ليس هناك أي حوار من أجل كوريا الشمالية".
كما أعلن رئيس الوزراء الياباني أن طوكيو تعتزم تجميد أصول 35 كياناً من كوريا الشمالية. وقال: "لقد قررت اتخاذ إجراءات عقوبات إضافية في جهودنا للتوصل إلى حل للقضية النووية والصاروخية في كوريا الشمالية، وسيصدُر غداً قرار بتجميد أصول 35 كياناً وكورياً شمالياً.
وأضاف أن "البعض يقول إن خطابي شديد اللهجة، لكن انظروا ماذا حدث مع خطاب ضعيف في السنوات الـ25 الأخيرة".
وألتقى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وزوجته ميلانيا، في وقت سابق الإثنين، مع إمبراطور اليابان أكيهيتو وزوجته الإمبراطورة ميتشيكو، بقصرهما في طوكيو، في محطة تعثر فيها سلفه باراك أوباما بسبب البروتوكول المرتبط بمسألة الانحناء أو عدم الانحناء أمام أكيهيتو.
وكان أوباما قد واجه انتقادات حادة في الولايات المتحدة في 2009 لأنه انحنى بقوة أمام الإمبراطور أكيهيتو، كما تفرض مراسم البلاط الإمبراطوري.
واعتبر المحافظون الأميركيون هذه المبادرة غير لائقة لأن الإمبراطور أكيهيتو (83 عاماً) هو نجل الإمبراطور هيروهيتو، الذي ارتبط اسمه بالإمبريالية اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية. لذلك كانت كل الأنظار متوجهة، الإثنين، إلى اللقاء بين ترامب وأكيهيتو.
وبعد ذلك انتقل ترامب وزوجته ميلانيا إلى إحدى قاعات القصر الإمبراطوري حيث تحادثا مع إمبراطور اليابان وزوجته ميشيكو بحضور مترجمين.
ونشر التلفزيون الياباني تسجيلاً مصوراً لاستقبال الإمبراطور والإمبراطورة ترامب وزوجته عند مدخل القصر، وتوديعهما. وذكرت قناة "أي أيتش كاي" أن اللقاء بين الإمبراطور وترامب استمر نحو 20 دقيقة.
وقال الإمبراطور أكيهيتو، أثناء اللقاء، إنه "سبق أن خاضت الولايات المتحدة واليابان حرباً ضد بعضهما البعض. لكن أعتقد أن اليابان موجودة في شكلها الحالي بفضل علاقات الصداقة مع الولايات المتحدة ومساعداتها".
من جهته، قال ترامب إن اللقاء مع الإمبراطور "الذي يحبه الشعب الياباني كله يشرفه"، مضيفاً أن "العلاقات الحالية بين الولايات المتحدة واليابان في حالة أفضل مما كانت عليها سابقاً".
ورداً على سؤال حول سير زيارته إلى اليابان، قال ترامب: "كل شيء على ما يرام. إننا نقوم بتبادل بنّاء للآراء في مختلف المواضيع بما فيها كوريا الشمالية والتعاون الاستراتيجي بين اليابان والولايات المتحدة والعلاقات التجارية".
غير أن ترامب قبل لقائه بالإمبراطور، هاجم في خطاب ألقاه في طوكيو الاثنين التبادلات التجارية بين الولايات المتحدة واليابان، معتبراً أنها "ليست عادلة".
وقال ترامب أمام ممثلين عن أوساط الأعمال في كلا البلدين "نريد تجارة عادلة ومفتوحة، ولكن حالياً تجارتنا مع اليابان ليست عادلة أو مفتوحة"، مؤكداً أن "الولايات المتحدة تعاني من عجز تجاري هائل مع اليابان منذ سنوات عدّة، لذلك يتعين علينا التفاوض وسنقوم بذلك بطريقة ودية".
(العربي الجديد، وكالات)