وشغل العماد أوّل مصطفى طلاس منصب وزير الدفاع ونائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة، ونائب رئيس مجلس الوزراء السوري، خلال المدة الممتدة من عام 1972 حتى عام 2004 ميلادي، وشملت تلك الحقبة أربع سنوات فقط من حكم رئيس النظام السوري الحالي بشار الأسد، أمّا الباقية كانت في عهد الرئيس السابق للنظام حافظ الأسد.
ومصطفى عبد القادر طلاس هو من مواليد 11 مايو/أيار 1932، وهو من أبناء مدينة الرستن الواقعة في ريف حمص الشمالي، والتي تعرف اليوم بأنها من أكبر المدن المعارضة للنظام السوري.
انضم طلاس إلى "حزب البعث العربي الاشتراكي" قبل انتهائه من دراسة المرحلة الثانوية في مدينة حمص عام 1947 بعام واحد، والتحق في العام 1952 بالكلية العسكرية وتخرج منها برتبة ملازم أول في سلاح المدرعات وذلك عام 1954.
تدرّج بعدها طلاس في مناصبه العسكرية، خاصة بعد مشاركته في انقلاب عسكري أطاح برئيس الجمهورية، أمين الحافظ، عام 1966 وأوصل نظام الأسد إلى الحكم. وعقبها بعامين وصل إلى منصب رئيس الأركان ونائب وزير الدفاع وكان حافظ الأسد يشغل منصب وزير الدفاع.
شارك النظام السوري في حرب نوفمبر/تشرين الثاني 1970، ووصل بعد عامين إلى منصب وزير الدفاع ونائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة السورية حافظ الأسد، ونائب رئيس مجلس الوزراء حتى تقاعده في عام 2004.
وقالت مصادر، إنّ مصطفى طلاس كان من أهم الذين لعبوا دوراً في المحافظة على حكم حافظ الأسد"، لا سيما في مشاركته إحباطَ محاولة انقلاب قادها شقيق رئيس النظام، رفعت الأسد، في عام 1984، بينما تتهمه المعارضة السورية بالمشاركة في قمع المعارضين للنظام وتنفيذ إعدامات في مجزرة حماة الشهيرة في فبراير/شباط عام 1982، إذ كان مسؤولاً عن تشكيل محاكم ميدانية في سجن تدمر الشهير وغيره من السجون.
عُرف عن مصطفى طلاس" علاقته الجيدة مع ضباط الجيش الروسي وشخصيات فرنسية وعربية رفيعة، حيث أمضى السنوات الأخيرة من حياته في فرنسا، منذ عام 2012 بعد إعلان ابنه، العميد مناف طلاس، انشقاقه عن قوات النظام.
وتتحدث مصادر خاصة عن حياة مصطفى طلاس بأن الأخير نال في فبراير/شباط 1972 دبلوم أكاديمية هيئة الأركان العامة (فوروشيلوف) من الاتحاد السوفييتي، وحصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من أكاديمية فوروشيلوف في1980، وحصل على شهادة الدكتوراه في العلوم التاريخية في 1990 من الاتحاد السوڤييتي.
ولم تمنح رتبة العماد أول في سورية لأي عسكري سوى لمصطفى طلاس، الذي كانت تربطه علاقة شخصية بحافظ الأسد. وتتحدث المصادر عن بعض الأحداث الغريبة التي جرت في حياة طلاس مثل إعجابه الشديد بالممثلة الإيطالية بجينا لولوبريجيدا، حيث كان يعلق صورتها في مكتبه، وزارته الممثلة عند عقد صفقة طائرات هيلوكبتر مع حكومة بلادها.
ومن الأحداث المسجلة على طلاس شتمه الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، في خطاب تلفزيوني مسجل ألقاه أثناء زيارته إلى موقع عسكري سوري في لبنان في مطلع أغسطس/آب 1999.
ووفقاً للمصادر ألّف مصطفى طلاس خلال حياته العديد من الكتب وصل عددها إلى ما يقارب خمسة وأربعين مؤلفاً في الشؤون العسكرية والسياسية والحروب، والمذكرات.