تحتل ألبانيا المركز الـ 45 في ترتيب منتخبات العالم في الفيفا، وستُشارك لأول مرة في بطولة عالمية أو قارية، فمنتخبها لم يصل في أي مناسبة إلى كأس العالم أو بطولة "يورو"، لذلك سيكون اليورو الفرنسي أول بطولة كبيرة يشارك بها المنتخب الذي يعرف بمنتخب "النسر"، وبشكل إجمالي فإن ألبانيا كلها تفتخر بشعار النسر الذي يعتبر من الشعارات الوطنية.
لمحة تاريخية
لا يملك منتخب ألبانيا تاريخاً كروياً يمكن الحديث عنه، فكما ذكرنا في البداية أن المنتخب فشل في التأهل إلى أي بطولة قارية أو عالمية، لأن ألبانيا بدأت بالتركيز على كرة القدم في وقت متأخر، لتشهد على إنجاز تاريخي وهو التأهل إلى يورو 2016، ليتحقق حلم الجماهير الألبانية التي انتظرت طويلاً بغية رؤية رجالها في بطولة كروية كبيرة.
ووُجد منتخب ألبانيا قبل حتى تأسيس الاتحاد الألباني لكرة القدم، لكنه لم يشارك في أي مباراة رسمية، إلى حين نشأة الاتحاد بشكل رسمي في العام 1930، وأول مباراة رسمية لعبتها ألبانيا كانت في العام 1946 ضد منتخب يوغسلافيا وخسرت أنذاك (3 - 2).
وشاركت ألبانيا لأول مرة في تصفيات كأس العالم 1966، لكن المنتخب حصد نقطة وحيدة من ست مباريات، كما فشلت في التأهل إلى "يورو" 1968، بعد ذلك غابت ألبانيا عن التصفيات المؤهلة إلى أي بطولة أعوام 1970، 1972، 1976، 1978 و1980، لأسباب سياسية لا تزال تلاحق بلاد "النسر".
هو من المنتخبات التي تعتبر ضعيفة على الصعيد الأوروبي، ولا يمكن اعتباره بمثابة المنتخب العملاق الذي يمكن أن يكون الحصان الأسود في بطولة يورو 2016، خصوصاً أن أكبر نتائجه تاريخياً كان الفوز على فييتنام بخمسة أهداف نظيفة ومثلها في مرمى المنتخب القبرصي. في وقت أن أكبر خسارة تعرض لها المنتخب الألباني كانت على يد المنتخب المجري بنتيجة (12 - صفر).
الطريق إلى اليورو
نعم حققت ألبانيا الإنجاز التاريخي ووصلت إلى يورو 2016 بعد أن حلت وصيفة للبرتغال في المجموعة التاسعة في التصفيات الأوروبية، بعد أن حصدت 14 نقطة في ثماني مباريات، كانت كافية لمنح هذا المنتخب الصغير بطاقة التأهل كوصيف للمجموعة عن جدارة واستحقاق.
بدأ المنتخب الألباني التصفيات بقوة وهزم البرتغال بهدف نظيف خارج الديار، وإن كان المنتخب البرتغالي يمر في أزمة في ذلك الوقت، إلا أن ألبانيا بقيادة المدرب الإيطالي جياني دي بياسي بدأت تُظهر للعالم أنها قادرة على تقديم كرة قدم جميلة على أرض الملعب.
في المباراة الثانية تعادلت ألبانيا مع الدنمارك (1 - 1)، قبل أن تفوز بالمباراة على صربيا بثلاثة أهداف نظيفة في اللقاء الثالث بقرار من الاتحاد الأوروبي بسبب مشكلة سياسية حدثت على أرض الملعب، بعد ذلك تابعت ألبانيا مشوارها الناجح وحققت فوزاً مثيراً على المنتخب الأرميني (2 - 1)، ثم خطفت نقطة ثمينة من أرض الدنمارك، قبل أن تخسر من البرتغال وصربيا بشكل متتال. لكن في الجولة الأخيرة من التصفيات نجحت ألبانيا في ضمان مركز مؤهل بعد فوز جنوني على أرمينيا بثلاثة أهداف نظيفة.
لم تملك ألبانيا هدافاً في التصفيات الأوروبية، وذلك لأن المنتخب لعب بجماعية وأكثر من ستة لاعبين تقاسموا أهداف المنتخب في ثماني مباريات. لكن المهم بالنسبة لألبانيا أنها تأهلت من مركز وصيف بشكل مباشر ولم تنتظر حسابات التصفيات، وأثبتت بعد قرون طويلة، أنها ستمثل جمهورها الألباني في أول بطولة كروية بشكل رسمي.
تكتيك المنتخب
لم يعتمد المدرب الإيطالي جياني على تكتيك واحد طوال التصفيات، خصوصاً في آخر خمس مباريات، التي اعتمد فيها على ثلاث تشكيلات مختلفة، لكن ألبانيا ركزت على الجانب الدفاعي، خصوصاً أن نفس المدافعين لعبوا كل التصفيات ولم تتلق شباكهم سوى خمسة أهداف في وقت سجل الهجوم عشرة أهداف.
ألبانيا تعتمد في مبارياتها على البناء من الخلف وانتظار الخصم، خصوصاً في وسط الملعب، والأهم من ذلك أن سلاح ألبانيا الفتاك هو الكرات العرضية، فتقريباً ستة من أهدافها في التصفيات جاءت من كرات عرضية، التي تعتمد على تمرير الكرة إلى وسط منطقة الجزاء، حيثُ يتمركز لاعب ألباني يتابع الكرة على "الطائر".
هذا السيناريو يمكن رؤيته في حال إعادة شريط التصفيات ومراقبة كل تحركات وتكتيك منتخب ألبانيا على أرض الملعب، خلال ثماني مباريات من التصفيات الأوروبية. بهذا التكتيك نجح المنتخب الألباني في الوصول إلى يورو 2016، فهل سيستعمل نفس التكتيك ويُحقق نتائج إيجابية في البطولة خلال الصيف؟
حظوظ ألبانيا في المجموعة
تلعب ألبانيا في المجموعة الأولى الصعبة للغاية، التي تضم كلا من صاحبة الأرض والجمهور فرنسا، والمنتخب الروماني وأخيراً المنتخب السويسري، في ظل تواجد هذه المنتخبات العملاقة مقارنة بألبانيا، أفضل شيء يمكن أن يركز عليه المنتخب الألباني هو الحصول على المركز الثالث المؤهل إلى الدور الثاني، وبذلك يُحقق إنجازا تاريخيا من أول مشاركة رسمية له.
وإن كان المنتخب الألباني يُفكر بأبعد من المركز الثالث في المجموعة، فليس هناك أي شيء مستحيل في عالم كرة القدم، لكن المشكلة الكبيرة التي من الممكن أن يواجهها هذا المنتخب، عامل الخبرة وعامل الفنيات مقارنةً بما تملكه فرنسا بشكل خاص ثم سويسرا ورومانيا بشكل عام.
يمكن على ألبانيا أن يلعب بروح قتالية عالية على أرض الملعب، لأنه لن يخسر شيئا إن هاجم مرمى الخصم مهما كان حجمه، لكن كل هذا يبقى كلاما على الورق، لأن يوم الامتحان يكرم المرء أو يُهان، وبالنسبة لألبانيا فهو سيلعب بدون ضغوطات في البطولة، لأنه ليس مطالبا بتحقيق لقب أو حتى نتائج كبيرة، فهو يشارك لأول مرة في تاريخه، والخروج بأقل الخسار الممكنة يُعتبر إنجازا للمنتخب الألباني.
عناصر ألبانيا المتوقعة
حراسة المرمى: إريك بيريشا، أورجيس، سيشي، ألبان هوكسها.
خط الدفاع: مارفاج، لوريك كانا، أندي ليلا، أرماند دالكو، سمير أوجكاني، بيريشا.
خط الوسط: أوديسي روشي، ميجيان باشا، أمير أبراشي، إرمير لينجاني، بوريم كوكيلي، إرجيس كاسي.
خط الهجوم: أرماندو ساديكو، سوكو سيكاليشي، بيكيم بالاج.