دجى داود

قد يتوقف مراسلو وسائل الإعلام الغربية عن الفضفضة العنصرية أمام الكاميرا خلال تغطيتهم من أوكرانيا، لكنّ نوعية التغطية بدمويتها وتعاطفها، تنطوي على تحيّز كامن، ومعايير تزدوج بين حربٍ وأخرى

تشنّ السلطات الروسية حملة قمعٍ شرسة على وسائل الإعلام التي تناقض سرديّتها حول اجتياح أوكرانيا، اعتُبرت "جبهةً ثانية"، فأغلقت وسائل مستقلة، فيما تهدد منصّات أخرى بالحظر والملاحقة بسبب التغطية للحرب.

تنشط روسيا في بثّ دعايتها السياسية عبر وسائل إعلامها ودبلوماسييها ومحلليها، محمّلةً أوكرانيا مسؤولية الحرب الدائرة على أراضيها، فيما حاولت كييف نقل روايتها للأحداث، وحشد رأي عام عالمي مناصر لها

من رحيل كريس كومو وجيف زاكر، وصولاً إلى انخفاض مستوى تقييمها وارتفاع الانتقادات لها، تهتزّ شبكة "سي أن أن" داخلياً، وسط قرب إطلاق منصّة البث الخاصة بها، واندماجها ضمن شركة "ديسكوفيري"

طوال 18 عاماً، ظلّت "فيسبوك" عملاقة التواصل الاجتماعي، تتمتع بانتشار عالٍ ومستخدمين كثر، وأرباح ضخمة. للمرة الأولى، يردّ المستخدمون على سياساتها، فيعزفون عنها، ويقلّصون قيمتها، في ما يشبه العقاب على فداحاتها

اغتيل 4 صحافيين في المكسيك في الشهر الأول من هذا العام، ما يزيد من حالة الغضب واليأس التي تضرب العاملين في المجال، في ظلّ إفلات المجرمين من العقاب في أغلب القضايا.

طوت "آبل ديلي" و"ستاند نيوز" و"سيتيزن نيوز" صفحاتها، مغادرةً عالم الصحافة المستقلّة في هونغ كونغ، بعد قمعٍ غير مسبوق تمارسه السلطات منذ عامين، إثر فرض الصين قانون الأمن القومي على المدينة.

بالرغم من انخفاض عدد الصحافيين المقتولين بسبب عملهم هذا العام، إلا أنّه يسجِّل رقماً قياسياً لعدد الصحافيين المعتقلين، ليبلغ 488 عاملاً في المجال الإعلامي، بحسب التقرير السنوي لـ"مراسلون بلا حدود".

في ظلّ الانهيار اللبناني، يحابي الإعلام التقليدي السلطة في أخباره ومحتواها، بينما تعزّز هي صفوفها داخله. كلّ ذلك وسط انحدار للخطاب، وارتفاع للكراهية ضدّ النساء، وانفصال فاقع عن واقع الناس وآلامهم.

تغلق صحيفة "ذا دايلي ستار" الناطقة بالإنكليزية، لتُضاف إلى سلسلة صحف ومؤسسات لبنانيّة هزمتها الأزمة الاقتصاديّة التي تضرب القطاع منذ سنوات، لتترك وراءها صحافيين وموظفين يعانون في ظل ظروف خانقة