"الفكر في الصين": إضاءة مشهد مجهول

13 فبراير 2021
زونغ بياو/ الصين
+ الخط -

قبل الجائحة العالمية التي انطلقت منها، قلّما كان هناك اهتمام بالصين في أوروبا أبعد من الجانب الاقتصادي، ومن ذلك الاهتمام بالحياة الثقافية بشكل عام، لا سيّما بالإنتاج الفكري. لكن يبدو أن توسيع الاهتمام بالصين فكرياً هو أحد الآثار الجانبية لفيروس كورونا.

في هذا السياق، يمكننا تلقّي الكتاب الجماعي "الفكر في الصين" الذي صدر مؤخراً عن منشورات "فوليو" تحت إشراف الباحثة الفرنسية من أصول صينية آن شانغ، وقد تضمّن العمل دراسات أنجزها باحثون من اختصاصات متنوعة، من أبرزهم: ناتان سبربر، وإيزابيل تيرو، ومارشال سلينز، وجون ماكيهام، وآن كيرلان، وروث غامبل، وجي غزوغزانغ.

ينطلق الكتاب من إشكالية تتعلق بالصورة المعروفة للصين كبلد يحكمه نظام قمعي معاد لحرية التعبير، وبالتالي فإن الوقوف على خارطة الفكر الصيني يمر بتساؤل: "هل أن التفكير في كل شيء ممكن في الصين؟" كما ورد في مقدّمة الكتاب.

التفكير في الصين

لكن العمل - بحسب المشرفة على تحريره - لا يهدف فقط إلى توضيح ملامح النشاط الفكري في الصين وتعداد مجالات اهتمام المنشغلين بالمعرفة، بل محاولة "موقعة الصين ضمن الخارطة الفكرية العالمية"، وخصوصاً عقد مقارنة بين انشغالات الباحثين الصينيين ونظرائهم في الغرب.

يدرس الكتاب أيضاً مساهمة المفكّرين الصينيين في عدّة مقولات تطرحها الدولة أبرزها تمجيد الماضي الإمبراطوري، وأيضاً تسويغ السياسات الرأسمالية في بلد يحكمه حزب شيوعي، وضمن هذا السياق جرت دراسة علاقة المناخ الفكري الحالي بأطروحات الزعيم السابق ماو تسي تونغ.

المساهمون