استمع إلى الملخص
- يعبر عن امتنانه لكونه كاتباً بعد أن عمل في مجالات متعددة، ويؤمن بأن الدنيا لا تساوي جناح بعوضة، وأن الكاتب هو سفير نفسه والناس.
- يعترف بتأثير العواطف عليه، ويشير إلى تحول إيمانه بالله بعد رحلة إلحاد طويلة، خاصة بعد أحداث قطاع غزة.
أتعلّم دوماً، لأنّي محظوظ. أتعلّم باسمي من الآخرين، وما من أبٍ أو مرجع إلّا في الأيديولوجيا. ولأنّ الكتابة مثل اللعبة، لا أكفّ عن اللعب بما أكتب.
كلّ نهار أُلقي كُرةً بين الخيال والواقع. أمّا الليل فللنوم فقط، كي أصحو على شقشقة الفجر ممتلئاً.
الفضول والمتعة غايتاي في الحياة، حتى لو تمخّض الخارجُ عن أوقات مضطربة. ألعب مع الحرف لأنّ اللّعب اتصالٌ أعلى بشيء له سمت الميتافيزيقا. أشكال لا حصر لها تردُّني حتى وأنا نائم، من المفردات، والجُمل، ومقاطع الشعر الموزون. إنّما نادراً ما أصطادُها عندما أستيقظ.
الحمد لله أنّي كاتب، بعد أن كنتُ عاملاً في كلّ شيء طوال عُمرٍ ولّى.
الحمد لله أنّي أعرف أنّ الدنيا لا تساوي جناح بعوضة، وأنّ السفر بريد العالم، وأنّ الكاتب سفير نفسه والناس، إنْ أحسن بصيرته وأسلوبه، وأنّ الفنون كلّها سياسة، شاء من شاء وأبى من أبى.
وقبل هذا وذاك، أنّي أكتب كما أعيش: على ما قُسِم وعلى باب الله.
إنّ المرء لمّا يزل كما ربّته أمُّه: رجُلَ عواطف، لأنّ رجُل العقل، والغرب نموذجاً، قاسٍ وقاتل.
إنّني لشدّ ما أبكي حين أرى أفلاماً ومسلسلات.
إنّ الله بعد رحلة إلحاد طويلة، عُمرها نصف قرن، صار يعني لي الحماية في الغربة، وكلّ هذا الانقلاب حصل خلال إبادة جزء حميم من بقايا بلدي اسمه: قطاع غزّة.
* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا