خلف طايع.. الكتابة بوصفها صورة

22 أكتوبر 2024
من المعرض
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يستعرض معرض "مركز الجزيرة للفنون" في القاهرة تجربة الفنان المصري خلف طايع، مسلطاً الضوء على استخدامه للأشكال الهندسية والمشاهد السريالية التي تثير التأمل في عوالم تجريدية.
- تميزت أعمال طايع بتوازن لوني مستوحى من أمواج البحر، واهتمامه بالمنمنمات الإسلامية كعلاقة بين الصورة والكلمة، مما أثرى تجربته الفنية والنظرية.
- قدم طايع بورتريهات لشخصيات بارزة في الصحافة، ودرس الخط العربي والزخارف، مؤلفاً كتباً حول تاريخ الكتابة والرسم، مما جعله رساماً صحافياً مميزاً.

في معرض افتتح مساء الثلاثاء الماضي، ويتواصل حتى الحادي والثلاثين من الشهر الجاري، يستعيد "مركز الجزيرة للفنون" في القاهرة تجربة الفنّان التشكيلي المصري خلف طايع (1943 - 2014)، مضيئاً مسارات متعدّدة في تجربته، سواء على صعيد الرسم أو التنظير.

لا تغيب الأشكال الهندسية، مثل الدائرة والمثلّث والأسطوانة، عن الكثير من أعمال الفنّان الراحل، حيث تمتزج مشاهد من الطبيعة الصامتة بمسحة سريالية، فلا تعود مفردات اللوحة تنتمي إلى واقع محسوس ومحدّد، إنّما تزيحها إلى عوالم تجريدية رمزية تشير إلى عالم لا مرئي يثير التأمّل.

درس المنمنمات الإسلامية كنموذج معبّر عن العلاقة بين الصورة والكلمة

شكّل بحْثُ طايع في ما وراء الطبيعة أساس تجربته، في احتفاء بالسكون والطاقة الروحانية لعوالمه التي يرسمها مستخدماً ألواناً قوية وصريحة في العادة، وكذلك تبايناً حادّاً في التعامل مع الظلّ والنور، خاصّة في تشكيل الفضاء أو السماء أو البحر الذي يحدّ الأشكال المرسومة، كما تعكسه اللوحات المعروضة.

من المعرض
من المعرض

استمدّ الفنّان المولود في مدينة الإسكندرية تلك الحركة العشوائية والمتقطّعة من أمواج البحر، وكذلك في التناغم اللوني الذي يبنيه على استخدام الألوان الباردة والحارّة بتدرجاتها في العمل نفسه، في اهتمام بخلق علاقات لونية متوازنة في مناخات تقترب من الصوفية.

كما يقدّم المعرض نماذج عديدة من البورتريهات التي رسمها طايع خلال عمله في الصحافة حوالي أربعة عقود، خاصّة تلك التي كانت تُنشر مع زاوية الروائي الراحل خيري شلبي في مجلّة "الإذاعة والتلفزيون" باسم "بورتريه"، لشخصيات مثل سيّد درويش وبيرم التونسي وصلاح عبد الصبور وصلاح جاهين وبليغ حمدي ومحمد الموجي وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وغيرهم.

بورتريه لسيد درويش، من المعرض
بورتريه لسيد درويش (من المعرض)

أمّا البُعد الأبرز في تجربة الفنّان، فتتعلّق ببحثه النظري والعملي حول الكتابة بوصفها صورة، من خلال دراسته للخطّ العربي والزخارف في إعداده لرسالة الدكتوراه، كما ألّف كتابين هما: "الحروف الأُولى.. دراسة في تاريخ الكتابة" (2004)، و"ورشة عمل.. الرسم بالقلم الرصاص" (2010).

يشير بيان المنظّمين إلى أنّ "عشرة أعوام مرّت على رحيل الفنّان خلف طايع، وهو واحد من هؤلاء الذين مزجوا بين الصورة والكلمة من أكثر من زاوية، فقد دأب في أبحاثه على البحث عن العلاقة بين الصورة والكلمة، ودرس أيضاً عن قُرب المعاني الفلسفية في المنمنمات الإسلامية، وهي أهمّ الأمثلة في تاريخ الفنّ تعبيراً عن تلك العلاقة".

ويضيف: "طايع رسّام صحافي من طراز رفيع، فقد امتزجت رسومه مع الكلمة المكتوبة وتسلّلت إلى وجداننا جميعاً، سواء كنّا متخصّصين أو مجرّد متلقّين. استغل طايع الصحافة الورقية وقوّة انتشارها في نشر فنّه للعامّة، واقترب منهم بالفعل بخطوطه المليئة بالحيوية".

يُذكر أن خلف طايع حاز درجة دكتوراه في الفلسفة عن أطروحته التي تحمل عنوان "المنمنمات الإسلامية ودورها في عمل تصوير إيضاحي معاصر" من "جامعة الإسكندرية" عام 1996، وأقام العديد من المعارض في الكويت وبغداد بالإضافة إلى مصر.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون