مصطفى الرزاز.. الفن الشعبي بين الممارسة والتنظير

21 أكتوبر 2021
(من المعرض)
+ الخط -

بدأ الفنان المصري مصطفى الرزاز مشواره في ستينيات القرن الماضي، حيث استمّد عناصر تنتمي إلى الميثولوجيا المصرية القديمة وحضارة النوبة لتؤثث أعماله، قبل أن يتوجّه في السبعينيات إلى الرمزية والتعبيرية، وصولاً إلى تبنيه الفن المفاهيمي في فترة لاحقة.

"عبر الرحلة" عنوان معرضه الاستعادي الذي افتتح مساء الأحد الماضي في "قاعة الزمالك" بالقاهرة، ويتواصل حتى الأول من الشهر المقبل، ويضمّ أعمالاً متنوعة تشمل الرسم والنحت والفن الغرافيكي تمّ اختيارها من جميع مراحل تجربته.

(من المعرض)
(من المعرض)

الرزاز الذي نال درجة الدكتوراه في الفلسفة أقام أول معارضه الشخصية عام 1966، ومارس العمل الأكاديمي أستاذا للتصميم في كلية التربية الفنية بـ"جامعة حلوان"، يعود بعد أكثر من خمسة وخمسين عاماً ليقيم معرضاً يلخّص رؤيته التي جمعت بين الممارسة والتنظير حول الفن الشعبي.

يوظّف الفنان مجموعة من الموتيفات المستمّدة من التراث المصري، حيث تحضر الطيور بأنواعها المختلفة في لوحاته، ومنها العصفور ضمن دلالات مختلفة حيث يشير إلى الحرية أحياناً، وفي أحيان أخرى يعبّر عن طبيعة الحياة البسيطة للناس المنتمين إلى الطبقات الفقيرة يتعايش خلالها الإنسان مع الحيوانات والطيور، كما تتضمّن بعض الأعمال خيولاً وأحصنة.

(من المعرض)
(من المعرض)

يتناول الرزاز مشاهد من الذاكرة الشعبية، التي لا تزال الكثير من شخصياتها حيّة مثل عنترة بن شداد وأبي زيد الهلالي، وغيرها من العناصر التي اشتغل عليها في سياق تراكم تجارب عديدة أتت جزءاً من البحث عن الهوية المصرية، إلى جانب تقديمه مفردات من الطبيعة الصامتة من أوانٍ فخارية وزجاجية وعلب الكرتون وغيرها.

كما قدّم أعمالاً في مرحلة السبعينيات اتخذت بعداً صوفياً في تناولها موضوعات ميتافيزيقية، تلتها موجة أعمال هيمن عليها الأبيض والأسود، وتضمّنت مفاهيم تتعلّق بنظرية الإدراك البصري وتفسيرات كارل يونغ لدائرة الماندالا في الحضارات الهندية القديمة.

يشير بيان المعرض إلى أن "الرزاز يتمتع بقدرة مذهلة على الخوض في ذاكرته، تلك التي تزخر بالقصص والصور، من أجل إعادة اكتشاف لحظات عبر رحلته الغنية. لهذا السبب، هو دائماً مليء بالمفاجآت على الصعيدين الإنساني والفني. منذ حوالي ستين عاماً، كان الرزاز يمارس الفن يومياً ويبتكر أساليب وتقنيات جديدة؛ إما مستوحاة من تجاربه الشخصية، أو أعمال خياله النابض بالحياة أو الفحص الشامل للمخطوطات القديمة، كما شكلت دراسة الفنون الشعبية المصرية والقبطية والإسلامية مصدر إلهام رئيسي.
 

المساهمون