فوفقاً لأبحاث مختلفة، فإن المكتبات في غضون 50 عاماً على وشك أن تصبح مساحات شاملة للتعلّم والاستهلاك والمشاركة والإبداع والتجربة، وليست مجرّد بنك كبير من الكتب والمعلومات، بل إنها ستعكس ما يعيشه الناس اليوم، وربما ما يتوقون إليه من اعتماد متزايد على وسائل التواصل الاجتماعي والوصول إلى أي معلومة بلا أدنى جهد، والوجود في محيط رقمي يتدفّق فيه المحتوى بشكل مستمر، مصادره سهلة ومفتوحة للبيانات.
هذه التصوّرات ليست بعيدة عن سؤال "ما هي النظرة المستقبلية إلى المكتبات في عصر التغيير وزمن التجديد والابتكار؟" الذي ينطلق منه مؤتمر "المكتبات المتجددة: الطريق إلى المستقبل" في التاسع من الشهر الجاري ويتواصل حتى 11 منه بتنظيم من "الجامعة اللبنانية" و"جمعية المكتبات" في بيروت.
على مدار ثلاثة أيام يناقش المؤتمرون محاور أساسها دور التكنولوجيا في تطوير المكتبات وفعاليتها في التنمية وعلاقتها مع المجتمع ومع المؤسسات الرسمية، وقدرة المكتبات على الابتكار والتغيير من أدوارها وأنماطها وتجديد وتجسير العلاقة بين المكتبة والبيئة التي تعمل فيها.
الجلسات تتنوّع بين أوراق حول علم البيانات والحواسيب وتقاطعها مع علم المكتبات، والببليومترية وتأثيرها في اتخاذ القرارات، والمكتبة ودعم التربية والتعليم، وقدرتها وأهميتها في محو الأمية الرقمية.
كما تتطرّق المداخلات إلى المكتبات والمجتمعات التي تخدمها، فتتعرّض إلى تحديات ومشكلات مكتبات المدارس والجامعات وتلك المتخصّصة والعامة.
في سياق آخر، تتطرّق بعض الأوراق إلى العلاقة بين المكتبة العامة وحفظ التراث والذاكرة الثقافية، بينما تتساءل أوراق أخرى حول دور المكتبات في المستقبل وتأثيرها في التنمية.
يقول بيان المؤتمر "إن التكنولوجيا هي التي تمكّن عملية التحوّل من التقليد الى التجديد والابتكار في المكتبات. فبفضل الخيال المبدع والرؤية الواضحة، تعمل المكتبات على التآلف مع التكنولوجيا الحديثة لخلق فضاءات ديناميكية ومستودعات رقمية وخدمات على مدار الساعة وبلا حدود لتوفير الوصول الى المجموعات المكتبية المادية والالكترونية عبر الشبكات والسحابات الحاسوبية".
ويضيف "يتمتع الكثير من المكتبات في العالم بأحدث المستويات من حيث التصميم والهندسة. كما ان هذه المكتبات أصبحت تؤدي دوراً مركزياً في الوصول إلى المعلومات والبحوث والتعاون على إتاحتها ومشاركتها على المستوى العالمي، رغم محدودية الموارد المالية. حتى أن هذه المكتبات عملت على التكيّف مع التغيير الحاصل في حاجات مستخدميها".
من المشاركين في المؤتمر الأكاديميون والمكتبيون غسان مراد، وعماد بشير، ورامي نجم، وحسين نصار، وجواد مكي، وماريت عطا لله، وليزلي ألتر الحاج، وغسان مراد، وفوز عبد الله.