استمع إلى الملخص
- يلعب السوريون دوراً مهماً في الاقتصاد الألماني، حيث يعمل أكثر من 6,000 طبيب سوري في النظام الصحي و2,000 في قطاع النقل العام، مما يساهم في تخفيف النقص في هذه القطاعات.
- تجري ألمانيا اتصالات مع الإدارة السورية الجديدة لتعزيز العلاقات، وزار وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا دمشق للقاء ممثلي الإدارة والمجتمع المدني.
قال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية اليوم الجمعة، إن برلين تعتزم زيادة برنامج مالي للمواطنين السوريين الراغبين في العودة إلى بلدهم في أعقاب إسقاط المعارضة السورية للرئيس السوري السابق بشار الأسد في الثامن من ديسمبر /كانون الأول.
وأضاف المتحدث وفقاً لوكالة رويترز، "نريد التوسع في البرنامج في المستقبل لمن يرغبون في الرحيل طوعاً"، وذكر أن ألمانيا ستوفر نفقات سفر بقيمة 200 يورو (205 دولارات) وتكاليف بدء مشروع تجاري بقيمة ألف يورو لكل بالغ يرغب في مغادرة ألمانيا. وتابع "أعتقد أن الوضع لا يزال غير واضح تماماً في ما يخص تحركات العودة بأعداد كبيرة".
وأشارت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر الشهر الماضي، إلى أنه بغض النظر عن التطورات الأخيرة، يجب أن يشعر السوريون وغيرهم من المهاجرين في ألمانيا بالأمان، إذ لن تتم إعادتهم إلى أوطانهم إلا إذا كانوا يرغبون في ذلك. وحذرت الوزيرة فيزر من أن مغادرة السوريين لألمانيا يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على سوق العمل، مع التركيز على قطاع الصحة. ووفقاً لوزير الصحة الألماني، هناك أكثر من 6,000 طبيب سوري يعملون في النظام الصحي الألماني، وتُعتبر مساهمتهم ذات قيمة عالية.
ويعتمد الاقتصاد الألماني كثيراً على السوريين في العديد من قطاعاته، إذ يتجاوز عددهم مليون شخص، ونجح أغلبهم في الاندماج جيداً في المجتمع الألماني. وتُشير التقديرات إلى أن إجمالي عدد السوريين الذين يعملون ويدفعون الضرائب في ألمانيا يبلغ حالياً 236,000 شخص، ويُعد ما يقرب من ثلثيهم عمالاً أساسيين. وكشفت الجمعية الفيدرالية للأطباء في ألمانيا (Bundesärztekammer) أنه في نهاية عام 2023، كان هناك 5,758 طبيباً سورياً يعملون في ألمانيا، معظمهم (5,000 طبيب) في المستشفيات الألمانية.
وقال إنغو فورتمن، رئيس اتحاد شركات النقل الألمانية (VDV)، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (dpa) الشهر الماضي: "لا يمكننا الاستغناء عنهم في العديد من المجالات"، مشيراً إلى أن قرابة 2000 سوري يعملون في قطاع النقل العام في البلاد. وأضاف: "بدونهم، ستزداد حدة النقص الحالي، إذ تواجه معظم المدن الألمانية الكبرى بالفعل نقصاً في السائقين، وتنتشر في الشوارع لافتات تدعو الأشخاص إلى التقدم للعمل في قطاع النقل العام".
في السياق، قال المستشار الألماني أولاف شولتز اليوم الجمعة، إن برلين تجري اتصالات مكثفة مع الإدارة السورية الجديدة وتتواصل أيضاً مع فصائل المعارضة في البلاد، مشدداً على أهمية مشاركة الطوائف المختلفة في صياغة مستقبل سورية. وأضاف شولتز للصحافيين خلال زيارة لمصنع لرولز رويس جنوبي برلين "سننظر من كثب في كيفية تحقيق تقدم في تعزيز اتصالاتنا، وفي الوقت نفسه جعل هذه العملية ميسرة لتحقيق مستقبل أفضل لسورية دولةً ولمواطني سورية".
وأكد وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا أنهما سيلتقيان أحمد الشرع قائد الإدارة السورية الجديدة خلال زيارة لدمشق اليوم الجمعة، نيابة عن الاتحاد الأوروبي. ووفقاً لوزارتي خارجية البلدين، وصل الوزيران بشكل منفصل إلى دمشق صباح اليوم الجمعة، ومن المقرر أن يلتقيا أيضاً ممثلين للمجتمع المدني وأن يزورا سجن صيدنايا السجن الأسوأ سمعة في سورية.
وبيربوك ووزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو هما أول دبلوماسيين كبيرين من الاتحاد الأوروبي يزوران سورية منذ سيطرة المعارضة على دمشق في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول، مما أجبر الرئيس السوري السابق بشار الأسد على الفرار بعد أكثر من 13 عاماً من الحرب الأهلية لينتهي حكم عائلته المستمر منذ عقود.
(الدولار = 0.97 يورو)
(رويترز، العربي الجديد)