بضغوط من ارتفاع أسعار النفط، تراجعت الأسهم الأميركية اليوم الجمعة، بقيادة أسهم شركات التكنولوجيا، إلا أنها سجلت ثاني أسبوع على التوالي من الارتفاعات، رغم الأحداث الجارية في الشرق الأوسط، ضمن عملية "طوفان الأقصى"، والرد الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة المحاصر.
وبنهاية تعاملات يوم الجمعة، كان مؤشر إس أند بي 500 متراجعاً بنسبة 0.50%، وكان مؤشر ناسداك خاسراً 1.23% من قيمته، بينما تمكن مؤشر داو جونز الصناعي من الارتفاع بنسبة بأقل من ثمن النقطة المئوية. لكن المؤشرات الثلاثة كانت في المنطقة الخضراء على المستوى الأسبوعي، وإن بنسب لم تتجاوز 0.79%.
ولا يسعد مستثمرو الأسهم عادة، باستثناء قطاع الطاقة، بارتفاع أسعار النفط، حيث يتسبب ذلك في ارتفاع تكاليف الإنتاج، كما يساهم في زيادة الضغوط التضخمية، ما قد يضطر بنك الاحتياط الفيدرالي لرفع الفائدة من جديد، مسبباً تراجع أسعار الأسهم.
وارتفع صندوق XLE المتخصص في أسهم شركات الطاقة والقابل للتداول في البورصة يوم الجمعة بأكثر من 2%.
وقفزت أسعار النفط نحو 6% اليوم الجمعة، وسجل خام برنت أعلى مكسب أسبوعي منذ فبراير/ شباط، مع تقدير المستثمرين احتمال اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط، مع بدء إسرائيل غارات برية داخل قطاع غزة.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 4.89 دولارات، أو 5.7%، إلى 90.89 دولارا للبرميل، كما ربح الخام الأميركي 4.78 دولارات، أو 5.8%، إلى 87.69 دولارا للبرميل، حيث سجل كلا الخامين القياسيين أعلى مكاسبهما اليومية بالنسبة المئوية منذ أبريل.
وسجل خام برنت أيضا مكسبا أسبوعيا بنسبة 7.5%، وهي أكبر زيادة من نوعها منذ فبراير. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط 5.9% هذا الأسبوع.
وعلى صلة بالأمر، نقلت وكالة شانا، التابعة لوزارة النفط الإيرانية، عن الوزير جواد أوجي القول اليوم الجمعة إنه من المتوقع أن تصل أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل، بسبب الوضع الراهن في الشرق الأوسط.
وفي أوروبا، تراجعت الأسهم اليوم الجمعة بعد أن غذت بيانات التضخم الأميركية مخاوف بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، بينما فاقمت بيانات التضخم الضعيفة من الصين المخاوف حيال تباطؤ الاقتصاد العالمي.
وتراجع مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية بنسبة 0.98% بنهاية تعاملات آخر أيام الأسبوع. وبسبب ارتفاع أسعار النفط، كانت أسهم شركات التعدين وشركات النفط والغاز من بين عدد قليل من الأسهم التي شهدت ارتفاعا يوم الجمعة.
وعلى الرغم من الارتفاع الحاد في التقلبات الجيوسياسية، الناتجة عن اندلاع الحرب بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، إلا أن أداء الأسهم كان قويا هذا الأسبوع، الذي سمح للمؤشر الأوروبي بتحقيق أفضل أداء أسبوعي له منذ شهر يوليو الماضي.
وانخفضت الأسهم الآسيوية أيضا متأثرة ببيانات واردة من الصين أشارت إلى استمرار الضغوط الانكماشية في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم.