في جلسة هادئة، وفي انتظار الإعلان عن نتائج أعمال العديد من الشركات الكبرى، حاولت أسواق الأسهم الأميركية الخميس لملمة جراح خفض التصنيف الائتماني، بعد خسائر ضخمة منيت بها في الجلسة السابقة، في ما بدا مؤشراً على محدودية التأثير السلبي لقرار الوكالة الدولية، لكن المؤشرات الرئيسية الثلاثة بقيت في المنطقة الحمراء مع نهاية تعاملات اليوم.
وبينما حاول المستثمرون تجنب المخاطر، عشية إعلان عملاقي التكنولوجيا، أبل، مصنع هواتف آيفون وحواسب ماك، وأمازون، كبير التجارة الإلكترونية والتجزئة، عن نتائج أعمالهما في الربع الثاني من العام، تراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية الثلاثة، بنسب لم تتجاوز 0.25%.
وبنهاية تعاملات الخميس، سجل مؤشر إس أند بي 500 يومه الثالث على التوالي من التراجع، تأثراً بارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية لعشر سنوات، في أعقاب قرار وكالة فيتش تخفيض التصنيف الائتماني للاقتصاد الأكبر في العالم.
واعتبرت جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأميركية، أن قرار الوكالة "غير مبرر"، ومبني على بيانات قديمة، ووصفه جيمي ديمون، رئيس بنك جي بي مورغان، أكبر بنوك أميركا، بأنه "سخيف، ولن يكون له تأثير على الأسواق على المدى البعيد". ومع ذلك، عكست الأسواق نظرة المستثمرين للقرار على أنه سيرفع تكلفة اقتراض المؤسسات الأميركية، وهو ما قد يؤثر على ربحية الشركات.
وفي أوروبا، تراجعت أسواق الأسهم الأوروبية الخميس مع تقييم المستثمرين لموسم الأرباح، بالتزامن مع أحدث زيادة في أسعار الفائدة من قبل بنك إنكلترا (المركزي).
وأنهى مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية تعاملات اليوم متراجعا بنسبة 0.7%، مع انخفاض معظم القطاعات. وقادت أسهم التكنولوجيا الخسائر بانخفاض بنسبة 1.8%، مع استمرار تراجع المعنويات بعد تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من AAA إلى AA+ .
لكن قطاع النفط والغاز ارتفع بنسبة 0.7%، بعد أن أعلنت المملكة العربية السعودية عن تمديد إنتاج النفط الخام الطوعي بمقدار مليون برميل يومياً شهراً إضافياً، ليشمل القرار شهر سبتمبر/أيلول. وارتفعت أسعار النفط بنحو 2% الخميس، بعد القرار السعودي.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.94 دولار، أو 2.3%، لتبلغ 85.14 دولارا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الأميركي 2.06 دولار، أو 2.6%، ليصل إلى 81.55 دولارا، عند التسوية.
ومن المتوقع أن يبلغ إنتاج السعودية، بعد الخفض، نحو تسعة ملايين برميل يوميا في سبتمبر/أيلول.
كما قال ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي إن موسكو ستخفض صادرات النفط بمقدار 300 ألف برميل يوميا في سبتمبر/أيلول.
وتأتي هذه التخفيضات علاوة على قرار تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، في يونيو/حزيران، بخفض إمدادات النفط حتى عام 2024.
ومن المقرر أن يجتمع وزراء تحالف أوبك+ غدا الجمعة لمراجعة ظروف السوق، وفقاً لما نشرته رويترز.