هل الرئيس الأميركي دونالد ترامب راغب حقاً في خوض حرب حقيقية ضد إيران؟ وهل هو راغب في اشعال فتيل حرب في منطقة الشرق الأوسط قد تنعكس ليس فقط على اقتصاد دول المنطقة، بل على الاقتصاد العالمي الذي يعتمد بدرجة كبيرة على النفط والغاز العربي؟
الإجابة بالطبع لا، لأسباب عدة، من أبرزها الكلفة المالية التي يتحملها المواطن والاقتصاد الأميركي جراء حرب خارجية، من قفزات في أسعار النفط، وتعطل الملاحة في بعض الممرات البحرية الدولية، وارتفاع تكاليف الشحن وتأمين ناقلات النفط، وهو ما تترتب عليه زيادة أسعار المشتقات البترولية مثل البنزين والسولار والغاز وغيرها.
وبالتالي زيادة معدل التضخم داخل الولايات المتحدة، وهو أمر، إن حدث، سيزعج الناخب الأميركي الذي يراهن ترامب على صوته في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها نهاية العام الجاري.
والكلام عن اندفاع ترامب نحو خوض حرب في منطقة الخليج وتدمير أهداف استراتيجية وتراثية داخل إيران قد لا يتحقق رغم تهديدات الرئيس الأميركي.
وربما الموقف الذي عبر عنه ترامب في نهاية شهر يونيو/ حزيران الماضي، وكرره مرات عدة هو الأكثر دقة، حينما قال: "أي حرب مع إيران لن تستمر طويلا، وأنه في حال حدوثها فإنها ستتم بدون إرسال جنود أميركيين إلى الأرض".
الحرب ليست نزهة، بل مكلفة مادياً لكل الأطراف بما فيها الطرف المنتصر، ففي حال اندلاع حرب بين أميركا وإيران على خلفية اغتيال قاسم سليماني أو لأسباب أخرى، فإن السيناريو المتوقع هو:
1- حدوث قفزة في أسعار النفط في الأسواق الدولية قد تدفع بسعر البرميل لأكثر من مائة دولار مرة واحدة وربما أكثر من ذلك منا حدث عقب حروب واضطرابات سابقة، وهذه القفزة ستغذيها عدة اعتبارات، منها زيادة المخاطر الجيوسياسية في منطقة الخليج الأكثر إنتاجا للنفط، حيث تنتج دوله الست نحو 18 مليون برميل يوميا، تشكل نسبتها 18.1% من الطلب العالمي على النفط، والنسبة ترتفع لأكثر من ذلك مع إضافة الإنتاج العراقي.
2- اندلاع حرب بين أميركا وإيران يترتب عليه تهديد حركة الملاحة والتجارة ونقل النفط من مختلف الممرات المائية، والتحذير الذي أصدرته الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، إلى السفن في الممرات المائية في الشرق الأوسط من "احتمال فعل إيراني ضد المصالح البحرية الأميركية، يؤكد ذلك.
3- اندلاع حرب في المنطقة قد يدفع إيران نحو إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، الذي ينقل تقريبا 20% من احتياجات العالم من النفط، إلى جانب شحنات الغاز الطبيعي، علما بأن طهران هددت مرات عدة بإغلاق الممر المائي في وجه ناقلات النفط من الخليج إلى العالم. كما تعتبر إيران المضيق أحد أبرز أدوات الردع في أي مواجهة محتملة، سواء مع أميركا أو مع بعض دول الخليج.
4- تحول العراق إلى ساحة حرب بين القوات الأميركية والإيرانية في حال طرد القوات الأميركية من العراق أو توجيه قوات الحشد الشعبي ضربات لمصالح أميركية في المنطقة يهدد إنتاج العراق النفطي، وهو أمر خطير لأن العراق ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك بعد السعودية حيث يصدر نحو 3.5 ملايين برميل يوميا معظمها من ميناء البصرة وعبر مضيق هرمز.
5- أضف إلى ذلك اعتبار آخر هو أن المواطن الأميركي لا يعنيه كثيراً الملف الخارجي وغير مهتم به أصلاً، سواء كان منتمياً إلى الحزب الجمهوري أو الحزب الديمقراطي، ما يهمه بالدرجة الأولى تحسن وضعه الاقتصادي والمعيشي والحصول على السلع والخدمات بكلفة أقل.
لكل هذه الاعتبارات وغيرها قد لا يخوض ترامب حرباً شاملة وطويلة ضد إيران حتى ولو أقدمت طهران على ارتكاب رد فعل انتقامي عنيف على مقتل سليماني.
الإجابة بالطبع لا، لأسباب عدة، من أبرزها الكلفة المالية التي يتحملها المواطن والاقتصاد الأميركي جراء حرب خارجية، من قفزات في أسعار النفط، وتعطل الملاحة في بعض الممرات البحرية الدولية، وارتفاع تكاليف الشحن وتأمين ناقلات النفط، وهو ما تترتب عليه زيادة أسعار المشتقات البترولية مثل البنزين والسولار والغاز وغيرها.
وبالتالي زيادة معدل التضخم داخل الولايات المتحدة، وهو أمر، إن حدث، سيزعج الناخب الأميركي الذي يراهن ترامب على صوته في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها نهاية العام الجاري.
والكلام عن اندفاع ترامب نحو خوض حرب في منطقة الخليج وتدمير أهداف استراتيجية وتراثية داخل إيران قد لا يتحقق رغم تهديدات الرئيس الأميركي.
وربما الموقف الذي عبر عنه ترامب في نهاية شهر يونيو/ حزيران الماضي، وكرره مرات عدة هو الأكثر دقة، حينما قال: "أي حرب مع إيران لن تستمر طويلا، وأنه في حال حدوثها فإنها ستتم بدون إرسال جنود أميركيين إلى الأرض".
الحرب ليست نزهة، بل مكلفة مادياً لكل الأطراف بما فيها الطرف المنتصر، ففي حال اندلاع حرب بين أميركا وإيران على خلفية اغتيال قاسم سليماني أو لأسباب أخرى، فإن السيناريو المتوقع هو:
1- حدوث قفزة في أسعار النفط في الأسواق الدولية قد تدفع بسعر البرميل لأكثر من مائة دولار مرة واحدة وربما أكثر من ذلك منا حدث عقب حروب واضطرابات سابقة، وهذه القفزة ستغذيها عدة اعتبارات، منها زيادة المخاطر الجيوسياسية في منطقة الخليج الأكثر إنتاجا للنفط، حيث تنتج دوله الست نحو 18 مليون برميل يوميا، تشكل نسبتها 18.1% من الطلب العالمي على النفط، والنسبة ترتفع لأكثر من ذلك مع إضافة الإنتاج العراقي.
2- اندلاع حرب بين أميركا وإيران يترتب عليه تهديد حركة الملاحة والتجارة ونقل النفط من مختلف الممرات المائية، والتحذير الذي أصدرته الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، إلى السفن في الممرات المائية في الشرق الأوسط من "احتمال فعل إيراني ضد المصالح البحرية الأميركية، يؤكد ذلك.
3- اندلاع حرب في المنطقة قد يدفع إيران نحو إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، الذي ينقل تقريبا 20% من احتياجات العالم من النفط، إلى جانب شحنات الغاز الطبيعي، علما بأن طهران هددت مرات عدة بإغلاق الممر المائي في وجه ناقلات النفط من الخليج إلى العالم. كما تعتبر إيران المضيق أحد أبرز أدوات الردع في أي مواجهة محتملة، سواء مع أميركا أو مع بعض دول الخليج.
4- تحول العراق إلى ساحة حرب بين القوات الأميركية والإيرانية في حال طرد القوات الأميركية من العراق أو توجيه قوات الحشد الشعبي ضربات لمصالح أميركية في المنطقة يهدد إنتاج العراق النفطي، وهو أمر خطير لأن العراق ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك بعد السعودية حيث يصدر نحو 3.5 ملايين برميل يوميا معظمها من ميناء البصرة وعبر مضيق هرمز.
5- أضف إلى ذلك اعتبار آخر هو أن المواطن الأميركي لا يعنيه كثيراً الملف الخارجي وغير مهتم به أصلاً، سواء كان منتمياً إلى الحزب الجمهوري أو الحزب الديمقراطي، ما يهمه بالدرجة الأولى تحسن وضعه الاقتصادي والمعيشي والحصول على السلع والخدمات بكلفة أقل.
لكل هذه الاعتبارات وغيرها قد لا يخوض ترامب حرباً شاملة وطويلة ضد إيران حتى ولو أقدمت طهران على ارتكاب رد فعل انتقامي عنيف على مقتل سليماني.