حكمت قاضية في نيويورك على شركة غلينكور السويسرية للوساطة النفطية بدفع 700 مليون دولار كعقوبة جنائية على تهم رشى عالمية وتلاعب بأسعار الوقود في الولايات المتحدة، وذلك حسب تقرير بموقع مايننغ.كوم العالمي للتعدين والمناجم نشر مساء الثلاثاء.
وغلينكور واحدة من أكبر شركات تجارة السلع في العالم، ومن بين أكبر أربع شركات في وساطة السلع وتتخصص في تجارة النفط ومشتقاته ويوجد مقرها الرئيسي في سويسرا.
وحسب التقرير، فرضت قاضية المحكمة الجزئية في نيويورك، لورنا ج.سكوفيلد، يوم الثلاثاء، الحكم بموجب شروط صفقة "الإقرار بالذنب" مع المدعين العامين والتي سبقها إقرار شركة غلينكور بالذنب في مايو/ أيار في تهمة واحدة بالتآمر لخرق قانون الممارسات الأجنبية.
العقوبة جزء من 1.5 مليار دولار وافقت غلينكور على دفعها، لتسوية تحقيقات الرشوة والتلاعب بالسوق في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والبرازيل
ووفقاً للحكم القضائي ستدفع الشركة غرامة قدرها 428.5 مليون دولار و272.2 مليون دولار في المصادرة الجنائية.
والعقوبة جزء من مبلغ 1.5 مليار دولار وافقت شركة غلينكور على دفعه، لتسوية تحقيقات الرشوة والتلاعب بالسوق في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والبرازيل.
واعترفت وحدات غلينكور بقائمة التهم التي وجهت لها. وتراوحت التهم بين الرشوة والفساد في أميركا الجنوبية وأفريقيا، إلى جانب التلاعب بالأسعار في أسواق الوقود الأميركية.
وزعم ممثلو الادعاء أن شركة غلينكور دفعت أكثر من 100 مليون دولار في شكل رشاوى، لمسؤولين حكوميين في البرازيل ونيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وفنزويلا. وقالوا إن شركة غلينكور حققت 315 مليون دولار من عمليات الرشوة والتلاعب بالأسعار.
وحكمت القاضية سكوفيلد في محكمة مانهاتن بنيويورك على شركة غلينكور بدفع 29.6 مليون دولار لمؤسسي شركة تقدم خدمات الرعاية الصحية في 11 دولة أفريقية.
وكانت شركة غلينكور قد حكم عليها في سبتمبر/أيلول الماضي في ولاية كونيتيكت الأميركية، بدفع 486 مليون دولار كغرامات ومصادرة في قضية اعترفت فيها بالتآمر للتلاعب بمعايير أسعار النفط في الولايات المتحدة.
كما سبق أن فرض قاضٍ في لندن غرامة قدرها 276 مليون جنيه إسترليني (333 مليون دولار) على شركة غلينكور، بتهم رشوة قدمتها لمسؤولين حكوميين في صفقات نفطية.
وسجلت "غلينكور" السويسرية أرباحا قياسية في عام 2022، مستفيدة من ارتفاع أسعار الطاقة في أعقاب حرب روسيا في أوكرانيا.
ووفق بيانات الشركة، فإن أرباحها المعدلة قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك ارتفعت بنسبة 60% مسجلة 34 مليار دولار العام الماضي، وحققت عائدا قياسيا للمساهمين يبلغ 7.1 مليارات دولار.
وجاء أكثر من نصف هذه المكاسب من أعمال تعدين الفحم وحدها، حيث تضاعفت الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك في هذا القطاع أكثر من ثلاثة أضعاف لتصل إلى 17.9 مليار دولار.
واستفادت "غلينكور" من ارتفاع أسعار السلع التي تنتجها ومن التقلبات الشديدة في الأسواق، والتي دفعت بأرباح قسم التداول لديها إلى مستوى قياسي.
وشهدت شركات تجارة السلع الكبيرة، التي تستخرج وتبيع المواد الخام في جميع أنحاء العالم، أرباحا ضخمة نتيجة تقلبات أسعار الطاقة التي أثارها الغزو الروسي لأوكرانيا قبل عام تقريبا.