ارتفعت أسعار النفط، اليوم الإثنين، بعدما اجتاح إعصار "إيدا" القوي خليج المكسيك، ما أجبر السلطات الأميركية على إغلاق المئات من منصات النفط البحرية وإخلائها.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 84 سنتاً أو ما يعادل 1.2% إلى 73.54 دولارا للبرميل في التعاملات المبكرة، بعدما صعدت أكثر من 11% الأسبوع الماضي توقعاً لحدوث تعطل في إنتاج النفط.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 53 سنتاً أو ما يعادل 0.8% إلى 69.27 دولارا للبرميل، بعدما قفزت أكثر قليلا من 10% الأسبوع الماضي.
وكانت شركات الطاقة أوقفت بحلول السبت الماضي 91% من إنتاج النفط، أو 1.65 مليون برميل يوميا، في خليج المكسيك بالولايات المتحدة، وفقا لمكتب السلامة والإنفاذ البيئي، وذلك مع اتجاه الإعصار صوب منصات الحفر والبنية التحتية الأخرى.
وقالت هيئة تنظيمية إن شركات النفط والغاز أخلت 290 منشأة بحرية، ونقلت 11 سفينة حفر بعيداً عن طريق الخطر بحلول منتصف نهار السبت.
وبحسب وكالة بلومبيرغ الأميركية، تضمنت قائمة الشركات التي خفضت الإنتاج "بريتش بتروليوم بي إل سي"، "أتلانتس"، "ثاندر هورس"، "رويال دويتش شل بي إل سي"، "أكوينور أس ايه"، "بي اتش بي غروب"، "شيفرون كورب"، "فاليرو"، و"أكسون موبيل".
واجتاح الإعصار ولاية لويزيانا جنوب الولايات المتحدة، أمس الأحد، قادما من خليج المكسيك، فقطع الكهرباء عن مئات الآلاف. وكان قد وصل إلى اليابسة وهو في الفئة الرابعة الخطيرة، وفق مكتب السلامة والإنفاذ البيئي.
وذكر البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن، أعلن عن وقوع كارثة كبرى في ولاية لويزيانا، وأمر بتقديم مساعدات اتحادية لدعم جهود مواجهة الإعصار.
وقال البيت الأبيض وفق ما نقلته رويترز في ساعة مبكرة من صباح الإثنين: "المساعدات يمكن أن تشمل منحا للإسكان المؤقت وإصلاح المنازل وقروضا منخفضة الفائدة لتغطية خسائر الممتلكات غير المؤمن عليها، وغيرها من البرامج لمساعدة الأفراد وأصحاب الشركات على التعافي من آثار الكارثة".
ولا تقتصر تداعيات الإعصار على إنتاج النفط والغاز الطبيعي وإنما تطاول قطاعات تجارية وخدمية حيوية. إذ تحصّنت المحلات التجارية في ولاية لويزيانا خلف ألواح خشبية وأكياس رمل قبيل وصول الإعصار إلى اليابسة.
ويضرب الإعصار منطقة تعاني بالفعل من عودة انتشار فيروس كورونا، مع معدلات تطعيم منخفضة، وتفشي سلالة دلتا شديدة العدوى، وفق تقرير لوكالة أسوشييتد برس الأميركية، أمس، إذ تنطوي ملاجئ النازحين من ديارهم على خطر إضافي يتمثل في أن تصبح بؤرا لانتشار إصابات جديدة.
ومرّ الإعصار "إيدا" مساء الجمعة الماضي، على الساحل الجنوبي الغربي لكوبا، ولم يتسبب سوى بأضرار بسيطة فيما أخلى آلاف الأشخاص منازلهم وقُطع التيار الكهربائي بشكل احترازي.
ولا تزال ذكرى الإعصار كاترينا الذي لامس الأرض في 29 أغسطس/ آب 2005، منذ 16 عاماً تماماً، مؤلمة في لويزيانا. فقد أودى هذا الإعصار بحياة أكثر من 1800 شخص وتسببت الأمطار الغزيرة بأضرار جسيمة قدرت بعشرات مليارات الدولارات.