يستهدف الحوثيون في اليمن السفن في جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب بهجمات تقول الجماعة إنها تستهدف دعم الفلسطينيين في غمرة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
ومضيق باب المندب هو منفذ البحر الأحمر إلى المحيط الهندي، ويقع بين اليمن في شبه الجزيرة العربية وجيبوتي وإريتريا على الساحل الأفريقي.
ويعد باب المندب أحد أهم المسارات المائية في العالم لشحنات السلع العالمية المنقولة بحراً، وخاصة النفط الخام والوقود من الخليج، المتجه إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس أو خط أنابيب سوميد، بالإضافة إلى السلع المتجهة إلى آسيا، بما في ذلك النفط الروسي.
وشهد المضيق الحصار البحري الذي فرضته مصر على إسرائيل في حرب أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973. ويبلغ عرض باب المندب 30 كيلومتراً في أضيق نقاطه، ما يجعل حركة الناقلات صعبة ومقتصرة على قناتين للشحنات الواردة والصادرة، تفصل بينهما جزيرة بريم.
عبرت المضيق نحو 7.80 ملايين برميل يومياً من شحنات النفط الخام والوقود في أول 11 شهراً من 2023، ارتفاعاً من 6.60 ملايين برميل يومياً طوال 2022، وفقاً لشركة تحليلات النفط فورتيكسا. ورصدت "فورتيكسا" عبور 27 ناقلة محملة بالخام أو الوقود يومياً في المتوسط في عام 2023، ارتفاعاً من 20 في العام الماضي.
باب المندب ممر أساسي
وقالت إدارة معلومات الطاقة إنّ 12% من إجمالي النفط المنقول بحراً في النصف الأول من 2023، و8% من تجارة الغاز الطبيعي المسال، مرت من باب المندب وخط أنابيب سوميد وقناة السويس.
وأعلنت شركة الشحن الدنماركية ميرسك، اليوم الجمعة، أنها علّقت جميع عملياتها في البحر الأحمر. والخميس، قالت إنّ سفينتها "ميرسك جبل طارق" استُهدفت بصاروخ حينما كانت في طريقها من صلالة في سلطنة عمان إلى جدة في السعودية، لكنها نفت في وقت لاحق تعرضها للقصف. وقال الحوثيون إنهم أصابوا الناقلة بطائرة مسيّرة.
واليوم، قال مسؤول دفاعي أميركي إنّ مقذوفاً أطلق من منطقة باليمن يسيطر عليها الحوثيون أصاب سفينة الجسرة المملوكة لشركة ألمانية والتي ترفع علم ليبيريا، ما أدى إلى نشوب حريق من دون وقوع إصابات.
وفيما نفت "ميرسك" مزاعم حركة الحوثي بأنها نفذت عملية عسكرية بطائرة مسيّرة على سفينة تابعة لشركة ميرسك تبحر باتجاه إسرائيل، قالت إن الناقلة استُهدفت بصاروخ. وقالت مصادر ملاحية، يوم الخميس، إنّ سفن شركة ميرسك تانكرز لديها خيار تغيير مسارها عبر رأس الرجاء الصالح بسبب تدهور الوضع الأمني في البحر الأحمر.
ومنذ 3 أيام، قال المتحدث باسم الحوثيين إن الجماعة استهدفت الناقلة التجارية النرويجية ستريندا. وعلق مسؤول أميركي لـ"رويترز" قائلاً إنّ الهجوم وقع على بعد نحو 111 كيلومتراً شمالي مضيق باب المندب.
وفي 9 ديسمبر/ كانون الأول، حذر الحوثيون أنهم سيستهدفون جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل بغض النظر عن جنسيتها، وحذروا جميع شركات الشحن العالمية من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية. وقبل ذلك بستة أيام، قال الجيش الأميركي إن ثلاث سفن تجارية تعرضت لهجوم في المياه الدولية في جنوب البحر الأحمر، وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ على سفينتين إسرائيليتين في المنطقة.
وفي 19 نوفمبر/ تشرين الثاني، قالت إسرائيل إنّ الحوثيين استولوا على سفينة شحن مملوكة لبريطانيا وتديرها اليابان في جنوب البحر الأحمر.
(رويترز، العربي الجديد)