حذرت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، الحكومة الجزائرية من منح الإمارات فرصة امتلاك شركة جديدة للنقل الجوي الداخلي في البلاد، تعتزم الحكومة إنشاءها قريبا.
وقالت حنون في كلمة لها خلال اجتماع لقيادة الحزب والقيادات النقابية العمالية اليوم السيت، إننا "سمعنا في ما يتعلق بشركة النقل الجوي التي أعلنت الحكومة عن إنشائها والخاصة بالنقل الداخلي، أن إماراتيا أو شركة إماراتية لديها أطماع للاستحواذ عليها"، مؤكدة أنه "إذا ارتكبت الحكومة هذا الخطأ، ستقوم باستفزاز وتكون له عواقب وخيمة".
وأضافت حنون أنه "لا يوجد أي جزائري سيقبل أن تأتي شركة إماراتية بسبب الدور الذي يقوم به النظام الإماراتي الخطير في المنطقة من خلال التطبيع مع الكيان الصهيوني"، مؤكدة أنه "اذا حدث ذلك فسيكون الرد الشعبي كبيرا وفي مستوى الاستفزاز".
وكان وزير النقل الجزائري لزهر هاني قد أعلن قبل أيام عن قرب إنشاء شركة عمومية للنقل الجوي تتولى تسيير الرحلات في الخطوط الداخلية لتغطية عجز شركة الخطوط الجوية الجزائرية عن مواجهة الطلب المحلي على النقل الجوي، على مستوى 36 مطارا متواجدا على التراب الجزائري الشاسع، وتمهيدا لتحرير كامل قطاع النقل الجوي الداخلي في البلاد.
واعتبرت حنون أن هذه التحذيرات تأتي في سياق مؤشرات على توجه حكومي لخصخصة بعض الشركات العمومية في النقل والبنوك والخدمات، ووصفت ذلك بأنه "سياسة الأرض المحروقة التي تهدف إلى القضاء على مكتسبات الثورة والاستقلال" ، مشيرة إلى أن "الرئيس تبون لم يتحدث في برنامجه عن سياسات خوصصة، والحكومة الحالية لا تملك تفويضا للقيام بهذه الخطوة".
وثمنت أمين عام حزب العمال استمرار الجزائر في مقاومة التطبيع، على الرغم من الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي قد تصعب من موقف الجزائر في مواجهة موجة التطبيع التي انخرطت فيها دول أخرى، لكنها استغربت تصريح رئيس الحكومة عبد العزيز جراد بشأن تقوية الجبهة الداخلية.
وقالت إن "الدولة هي الملزمة بتقوية الجبهة الداخلية وليس الشعب الذي لا يملك أي سلطة للقرار في هذه الأوضاع"، مضيفة أن "شروط تقوية الجبهة الداخلية من بينها فتح المجال السياسي وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وفتح المجال الإعلامي ووقف الاستفزاز السياسي والاقتصادي".