يتكشّف سباق جديد على الفضاء، لكن هذه المرة ليس بين القوى العظمى وفي مقدمتها الولايات المتحدة والصين، أو مليارديرات التقنية مثل إيلون ماسك، وإنما بين شركات الطيران المدني الكبرى، وعلى رأسها "إيرباص".
وحسب تقرير في نشرة "أويل برايس" الأميركية نشرته مساء الأربعاء، فقد أظهرت تجربة حديثة أجرتها شركة "إيرباص" الأوروبية، عملاق الطيران المدني، أن إرسال الطاقة الشمسية مباشرة إلى الأرض من الفضاء الخارجي يمكن أن يكون احتمالاً حقيقياً، وربما لن يكون أكثر تكلفة من البنية التحتية للطاقة الموجودة على الأرض.
وفي حين أن الأمر يبدو وكأنه من الخيال العلمي، يعتقد العلماء في جميع أنحاء العالم، حسب التقرير، أنه يمكن أن يكون واقعاً يغير قواعد اللعبة في مجال الطاقة، حيث تتنافس المختبرات على الاستثمار لإجراء تحقيقات على مدار سنوات لتحقيق الفكرة.
ويشير التقرير إلى أن العرض التوضيحي الخارق لشركة "إيرباص" في مصنع" X-Works " للابتكار التابع لشركة "إيرباص" في ألمانيا في سبتمبر/أيلول يشير إلى أن العلماء في "إيرباص" نجحوا في نقل الطاقة الكهربائية على شكل أفران ميكروويف من لوحة كهروضوئية إلى جهاز استقبال.
ووفق موقع Space.com، فقد "تمكنت الطاقة التي تم بثها خلال التجربة من إضاءات مدينة نموذجية وشغّلت مولدًا للهيدروجين وثلاجة".
وحتى الآن، تمكن نظام النقل اللاسلكي في "إيرباص" من إرسال طاقة تزيد قليلاً عن 100 قدم (30 متراً)، وهي بعيدة كل البعد عن المسافة إلى الفضاء، لكن المهندسين قالوا إن لديهم القليل من الشك في أنه يمكنهم الوصول إلى تلك المسافة ضمن العشر سنوات المقبلة.
وحسب "أويل برايس"، فإن الخطوة التالية ستكون إرسال الطاقة الشمسية إلى الأرض من منصة جوية.
ويرى خبراء أنه لا ينبغي أن يكون مفاجئاً أن شركة إيرباص مهتمة بالتكنولوجيا الجديدة باعتبارها "عامل تغيير لقواعد اللعبة بالنسبة للطائرات".
وتقوم الفكرة على تجميع الطاقة وإرسالها مباشرة إلى الطائرات، كما أن الطائرات نفسها يمكن أن تكون بمثابة منصات متنقلة لنقل الطاقة في جميع أنحاء العالم. لكن إمكانيات التكنولوجيا تتجاوز قطاع الطيران.
ولا يستبعد أن يكون لإشعاع الطاقة الشمسية مباشرة من الفضاء تداعيات كبيرة على إزالة الكربون الملوث للبيئة، وتفادي نقص الطاقة في المستقبل
ولا يستبعد خبراء أن يكون لإشعاع الطاقة الشمسية مباشرة من الفضاء تداعيات كبيرة على إزالة الكربون الملوث للبيئة، بالإضافة إلى تفادي نقص الطاقة في المستقبل، وهي المشكلة الضخمة التي تعاني منها دول أوروبا وغيرها من دول العالم حاليا.
كما يمكن تجميع الطاقة الشمسية بكفاءة أكبر خارج الغلاف الجوي للأرض، حيث تعترض السحب والجسيمات وصولها.
وقال كبير المديرين في قسم "بلو سكاي" المبتكر في إيرباص، جان دومينيك كوست في بيان: "ستمكّن تقنيات إشعاع الطاقة من إنشاء شبكات طاقة جديدة في السماء، ويمكن أن تساعد في حل مشكلة الطاقة في المستقبل"