بدأ أهالي مناطق شمال شرق سورية الخاضعة لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية – قسد"، يفقدون بعض المواد الغذائية في الأسواق، في وقت راحت أسعارها ترتفع يوما بعد آخر، في ظل إغلاق معبر سيمالكا على الحدود السورية العراقية.
وقال أحمد علي (57 عاما)، صاحب محل بقالة لـ"العربي الجديد": "زاد الطلب على بعض المواد الغذائية الأساسية، مثل مادتي السكر والزيت، في حين تراجع توريدها من قبل تجار الجملة، مما أدى إلى فقدانها من غالبية متاجر بيع المواد الغذائية بالمفرق".
واعتبر أن "سبب فقدان مادتي الزيت والسكر يعود لاحتكار متنفذين قريبين من الإدارة الذاتية استيراد المادتين"، لافتا إلى أنه "عندما ينخفض عرض أي مادة أساسية في ظل وجود توتر وحديث عن حصار المنطقة تزداد مخاوف الناس من العوز".
من جهته، قال فهد محمد (43 عاما)، صاحب متجر مواد غذائية، لـ"العربي الجديد"، إن "تجار الجملة الكبار عندما شعروا بالأزمة احتكروا المواد التي كثر الطلب اليومي عليها في مستودعاتهم بغية زيادة أرباحهم من خلال رفع الأسعار، فارتفع سعر كيلو السكر من 2300 ليرة سورية للكيلو الواحد، وأصبح الآن أكثر من 3500 ليرة، في حال توفره، وعبوة الزيت 4 ليترات وصل سعرها إلى 25 ألف ليرة سورية وهو في ازدياد (سعر صرف الدولار الأميركي يساوي 3500 ليرة).
من جانبها، قالت بهار عبدو (29 عاما)، وهي ربة منزل، لـ"العربي الجديد"، إن "الأعباء المعيشية تزداد يوما بعد آخر، حتى أصبحنا عاجزين عن تأمين الحد الأدنى من المواد الغذائية، مثل الشاي واللبن والبيض والخبز، أما اللحوم والخضروات فأصبحت ترفا".
وأضافت أنه "في الأيام الأخيرة بدأنا نفقد بعض المواد الأساسية، وخاصة الزيت والسكر، وأعتقد أن استمرار الأوضاع على ما هي عليه، سيحول المعيشة في مناطقنا لتكون مثل مناطق سيطرة النظام، بالرغم من أننا في ظروف أفضل نسبيا لوجود ثروات زراعية وحدود مفتوحة مع إقليم كردستان، والذي يتيح إمداد المنطقة بكل مستلزماتها، لولا سوء الإدارة عندنا والفساد الذي يستشري يوما بعد يوم لكانت أوضاعنا أفضل بكثير".
يشار إلى أن فقدان المواد الغذائية تفاقم في أسواق شمال شرق سورية، وذلك بعد إغلاق معبر سيمالكا الحدودي الخاضع لسيطرة قسد مع إقليم كردستان العراق، على خلفية هجوم عناصر من الشبيبة الثورية "جوانن شورشكر" المدعومين من حزب العمال الكردستاني على حراس أمن عراقيين بالمعبر.