برزت جريمة بيع الأسماك النافقة في بحيرة القرعون في البقاع اللبناني للمواطنين في الأسواق المحلية خلال الأيام الماضية، رغم التقارير التي تؤكد أنها غير صالحة للاستهلاك البشري وخطرة على صحة متناولها.
ويعمد تجار، بأنفسهم أو بواسطة شركاء لهم من صيادين وعمّال، إلى تجميع الأسماك النافقة من نوع "الكارب" في بحيرة القرعون، بغرض بيعها في الأسواق بعددٍ من المناطق اللبنانية، ومنهم من يلجأ إلى خلطها مع أنواع أخرى من السمك لغش المواطنين وتحقيق أرباح طائلة.
وأعلنت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، الاثنين، أن حملة رفع الأسماك النافقة من بحيرة القرعون، بمؤازرة الجيش اللبناني والمتطوعين وجمعيات بيئية وأهلية، مستمرّة لليوم السادس، وقد بلغ المجموع 120 طناً.
اليوم السادس من حملة رفع #الاسماك_النافقة من #بحيرة_القرعون من قبل فرق #المصلحة_الوطنية_لنهر_الليطاني وبمؤازرة من #الجيش_اللبناني والمتطوعين، وقد بلغ مجموع الاسماك النافقة التي تم رفعها اكثر من 120 طن@LebarmyOfficial pic.twitter.com/V2zNiuLolm
— LRA Litani River Authority (@LRALitani) May 3, 2021
وتعمل عناصر الجيش اللبناني على منع المواطنين من الاقتراب من البحيرة أو التقاط الأسماك النافقة، نظراً إلى الضرر الذي قد يلحقه استهلاكها بالصحة.
وأكد المدير العام للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني سامي علوية حصول عملية متاجرة كبيرة في الأسماك النافقة، فاقت سبع أطنان، التي للأسف تباع إلى المواطنين في الأسواق رغم خطورتها.
وشدد علوية في وقتٍ سابقٍ لـ"العربي الجديد" على "أنّنا قمنا بكل الإجراءات والتدابير اللازمة والمراسلات إلى جميع الوزارات والمراجع المعنية، لمواجهة هذه الظاهرة ومنع استهلاكها أو بيعها ومخابرة الأجهزة الأمنية بذلك".
وضبطت فرق المراقبة في المصلحة عدداً من الأشخاص وهم يقومون بجمع الأسماك النافقة لبيعها، وتم تسليمهم إلى مخفر المحلّة.
من جهته، طلب المدير العام لوزارة الاقتصاد والتجارة محمد أبو حيدر من مصلحة حماية المستهلك "التقصي حول هذه القضية وإعلامه بالنتائج، بهدف اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المتورطين وإحالة ما يتوافر من معطيات إلى القضاء المختص حتى يبنى على الشيء مقتضاه، ولا سيما أن الأمن الغذائي للمواطن هو خط أحمر، ولا يمكن التهاون مع المجرمين بحق لقمة عيش المواطن كائناً من كانوا".
وأكد المدير العام أبو حيدر لـ"العربي الجديد" أنّ جولات عدة تقام في مختلف الأسواق اللبنانية، للكشف على الأسماك التي تباع للمواطنين وضبط تلك النافقة وغير الصالحة للاستهلاك، نظراً لما تشكله من خطورة على صحة الناس.
في هذا الإطار، دهم مراقبو مصلحة المسالخ في بلدية بيروت، بمؤازرة عناصر من مديرية أمن الدولة وفوج حرس العاصمة اللبنانية، اليوم الاثنين، السوق الشعبي في صبرا، حيث ضبطوا كمية من الأسماك من نوع "الكارب" وغيرها من الأنواع التي تفوح منها روائح كريهة.
ضبط كمية من اسماك "الكارب" النافقة وغيرها من الأنواع تفوح منها روائح كريهة معروضة للبيع في سوق صبرا الشعبي pic.twitter.com/tdK0J0E3Yd
— Rita El Jammal (@rita_jammal) May 3, 2021
وقال بيان صادر عن دائرة العلاقات العامة في بلدية بيروت أنه بعد الكشف عليها، لوحظ أن أعينها غائرة ولونها باهت، ويوجد على الغلاف الخارجي للأسماك مواد مخاطية، وبعد إجراء اختبار الضغط بالإصبع، خرجت من أمعاء تلك الأسماك مواد عفنة سوداء اللون، مشدداً على أنه تم إتلاف الأسماك الفاسدة الملوثة.
وتأتي عملية الدهم بناءً على توجيهات محافظ بيروت القاضي مروان عبود، إلى مصالح بلدية بيروت المعنيّة بحملة سلامة الغذاء، بضرورة التشدد أثناء عمليات الكشف الدوري على القطاعات الغذائية، لجهة ضمان جودة الأغذية وضبط المواد الفاسدة منها، وتحديداً في ما خص الأسماك النافقة التي يرجح أن يكون مصدرها بحيرة القرعون ويتم بيعها للمواطنين في محال الأسماك المحلية.
وكانت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني وجهت كتابين إلى كل من منظمة "فاو" وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، طلبت بموجبهما اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة كارثة الوباء الفتاك على حدِّ وصفها، الذي ضرب الحياة في بحيرة القرعون وأدى إلى نفوق أسماك الكارب منها.
وتفقد وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس مرتضى، يوم الجمعة الماضي، عمليات رفع الأسماك النافقة، مشدداً على أن السبب الأول والأخير للمشكلة هو التلوث، مؤكداً أن "السمك في البحيرة، تبعاً لمختبر (لاري)، غير صالح للاستهلاك البشري"، وهو ما أكدته أيضاً وزارة الصحة وحذّرت من خطورة استهلاكه.
في حين أشار تقرير صادر عن المصلحة الوطنية وجمعية حماية الطبيعة إلى أن "أسماك الكارب تعاني من انتشار مرض وبائي خطير، أدى إلى نفوقها بالآلاف في غضون أقل من أسبوع، وعلى الأغلب أن هذا الوباء هو فيروسي يصيب نوعاً محدداً أو فصيلة معينة من الأسماك".
وعمَّمَت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني صور عملية تشريح الأسماك النافقة، حيث يظهر وجود تقرحات وتلف في الأعضاء الداخلية ونزيف داخلي في الأحشاء، وهي عوامل مرتبطة بوباءٍ فيروسي، على حدّ شرح الخبير ماهر الأسطا.