واصلت الأسهم الأميركية تراجعها في تعاملات الجمعة، بضغوط من ارتفاع عائد سندات الخزانة لعشر سنوات، والذي تجاوز 5% لأول مرة منذ عام 2007، لتنهي المؤشرات الرئيسية تعاملات الأسبوع في المنطقة الحمراء، بينما يضفي اشتعال الصراع في غزة المزيد من المخاوف على أسواق العالم.
وتسارعت الخسائر في الدقائق الأخيرة من تعاملات آخر أيام الأسبوع، لينهي مؤشر داو جونز الصناعي اليوم متراجعاً بنسبة 0.86%، بعد خسارته 286 نقطة، ويخسر مؤشر إس أند بي 500 نسبة 1.26%، بينما وصلت الخسارة في مؤشر ناسداك إلى نسبة 1.53%.
وتجاوز عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات 5% للمرة الأولى منذ 16 عامًا يوم الجمعة، ما اعتبر معوقاً جديداً للنمو الاقتصادي الأميركي، تمكن إضافته لأقوى سياسة تشدد يشهدها أكبر اقتصاد في العالم منذ أكثر من أربعة عقود. لكن العائد تراجع قبل نهاية اليوم ليسجل 4.92%.
وقال أحد المحللين لقناة "سي أن أن" الإخبارية اليوم الجمعة: "يبدو أن الأسواق لا تصدق أن بنك الاحتياط الفيدرالي سيوقف رفع الفائدة".
وتؤثر عوائد السندات الأميركية، وخاصة سندات العشر سنوات، على أسعار الفائدة المطبقة على الرهن العقاري، وبطاقات الائتمان، وقروض السيارات، كما تحرم أسواق الأسهم من نسبة لا بأس بها من الأموال المتاحة للاستثمار.
وعلى نحو متصل، تراجعت الأسهم الأوروبية اليوم الجمعة، مسجلة أكبر خسارة أسبوعية في سبعة أشهر، بالتزامن مع زيادة المخاوف من تمدد الصراع في الشرق الأوسط، وارتفاع عوائد السندات الحكومية، بالإضافة إلى تقارير أرباح مخيبة للآمال.
وسجل مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية أدنى مستوى في سبعة أشهر، منخفضا 1.4%.
وتراجع المؤشر 3.4% خلال الأسبوع، إذ غذت المخاوف من اتساع رقعة الصراع القلق حيال انقطاع إمدادات النفط، مع استمرار توقع بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، مما أثر على المعنويات.
وأدى ارتفاع عوائد السندات الحكومية في أوروبا والولايات المتحدة إلى زيادة الإحجام عن المخاطرة، حيث أشار صناع السياسة بالبنوك المركزية، ومنهم رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي (المركزي الأميركي) جيروم باول، إلى أن معدلات الفائدة ربما تبقى على ارتفاعها، لفترات مطولة.
ولم تدعم أرباح الشركات المعنويات كثيرا، مع تحذير المحللين من مزيد من الضغوط على هوامش الربح، نتيجة لارتفاع الفائدة وأسعار الطاقة.
وقاد قطاع التعدين الهبوط وانخفض 3.4% متأثرا بتراجع 7.2% في سهم شركة بوليدن، بعد انخفاض أكبر من المتوقع في أرباح الربع الثالث، بفعل ارتفاع التكاليف.
وهبط مؤشر السفر والترفيه 2.3%، مع تراجع سهم مجموعة فنادق إنتركونتيننتال 4.5%، بعد تباطؤ صافي النمو الفصلي.
وكانت الأسهم المالية أيضا بمثابة عائق كبير، مع نزول سهم بنك "يو.بي.إس" 2.8%.
وانخفضت أسعار النفط عند التسوية اليوم الجمعة بعد أن أطلقت المقاومة الفلسطينية سراح محتجزتين أميركيتين من غزة، مما عزز الآمال في إمكانية عدم تفاقم الأزمة الإسرائيلية الفلسطينية، والحيلولة دون اتساع رقعتها لبقية منطقة الشرق الأوسط، وتعطيل إمدادات النفط.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 22 سنتا أو 0.2% إلى 92.16 دولارا للبرميل عند التسوية.
وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم نوفمبر/تشرين الأول، والتي انتهى أجلها بعد التسوية اليوم الجمعة، 62 سنتا أو 0.7% إلى 88.75 دولارا للبرميل. وانخفض عقد استحقاق شهر ديسمبر/كانون الأول الأكثر تداولا لخام غرب تكساس الوسيط 29 سنتا عند التسوية إلى 88.08 دولارا للبرميل.
وأعلن أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، اليوم الجمعة، إطلاق سراح محتجزتين أميركيتين، أم وابنتها، "لدواع إنسانية" استجابة لجهود وساطة قطرية في الحرب مع إسرائيل.
وارتفعت العقود الآجلة لكلا الخامين أكثر من دولار للبرميل في الساعات الأولى من جلسة اليوم، وسط تزايد المخاوف من احتدام الصراع.