تخطط الحكومة الهولندية لإغلاق أكبر حقل غاز في أوروبا، وهو حقل "غرونينجن"، خلال العام الجاري، على الرغم من مخاوف إمدادات الغاز الطبيعي في أوروبا. ويأتي الإغلاق بسبب مخاطر الزلزال والكلف الباهظة التي تكبدتها الشركات المشغلة للحقل.
وقال مسؤول حكومي في لاهاي لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، اليوم الأثنين، إن الحقل خطير على السلامة في البلاد، وليست لدى الحكومة خطط لزيادة الإنتاج منه. وقال هانز فيلبريف، وزير الدولة للصناعات الاستخراجية، للصحيفة البريطانية: "لن نفتح الحقل للإنتاج بسبب قضايا السلامة". ومن غير المتوقع أن تتراجع الحكومة الهولندية عن قرار الإغلاق على الإطلاق من الناحية السياسية. ولكن بصرف النظر عن ذلك؛ فإن استمرار الحقل في الإنتاج يعني زيادة فرص حدوث الزلازل. وأضاف فيلبريف: "وهو ما لا أريد أن أكون مسؤولاً عنه".
ويقول فيلبريف: "الأمر بسيط للغاية، كل شخص لديه بعض المعرفة بخطر الزلازل يخبرني أنه من الخطير حقًا الاستمرار في الإنتاج من هذا الحقل. أنا مقتنع تمامًا بأن من الحكمة إغلاقه".
وتم تقليص الإنتاج من حقل "غرونينجن" بشكل كبير خلال العقد الماضي، وكانت هناك خطط للتخلص التدريجي من الإنتاج تمامًا، بسبب زيادة النشاط الزلزالي في محيط الحقل حتى قبل بدء أزمة الطاقة في عام 2021.
وعندما بدأت أسعار الغاز في الارتفاع في خريف عام 2021 أثيرت تكهنات بأن هولندا يمكن أن تبقي الحقل في الاستثمار للمساهمة في سد الفجوة في إمدادات الغاز في أوروبا، التي خلفتها أزمة الحرب الروسية على أوكرانيا.
ومنذ الثمانينيات، وحسب "فاينانشال تايمز"، يُرصد حوالى 100 زلزال سنويًاً حول حقل "غرونينجن"، ما أدى إلى أكثر من 150.000 مطالبة بتعويض عن أضرار في الممتلكات. وبسبب هذه الكلف الباهظة أُمر مشغل الحقل، وهو مشروع مشترك بين "شل" و"إكسون موبيل"، بالبدء في خفض الإنتاج التدريجي اعتباراً من عام 2013 بهدف إغلاق الحقل في نهاية المطاف.