وقال مصدر مطلع لوكالة "رويترز" إن ترامب سيختار على الأرجح جيروم باول عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، ليكون الرئيس القادم للمصرف المركزي الأميركي.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع اجتماعاً حول السياسة النقدية قد تطغى عليه مسألة خلافة محافظ المصرف المركزي الحالي جانيت يلين، مع إعلان ترامب قريباً قراره بهذا الشأن.
فقد صرح ترامب الجمعة أنه سيعلن "الأسبوع المقبل" اسم الرئيس الجديد الذي سيعينه على رأس الاحتياطي الفيدرالي، مع إتمام جانيت يلين (71 عاماً) ولايتها الأولى في هذا المنصب في مطلع شباط/فبراير 2018.
وكتب ترامب على إنستاغرام "هناك شخص في ذهني، وأعتقد أنه سيثير إعجاب الجميع". وجانيت يلين الديمقراطية التي عينها الرئيس السابق باراك أوباما رئيسة للاحتياطي الفيدرالي، ووصفها ترامب بأنها "مثيرة للإعجاب"، تبقى مرشحة لولاية ثانية، غير أن العضو الحالي في هيئة حكام الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يبدو في موقع جيد لخلافتها.
وفي مطلق الأحوال، فهو سيجلس معها حول طاولة اللجنة النقدية خلال الاجتماع الذي يستمر يومي الثلاثاء والأربعاء.
وقال ديفيد ويسيل إن مسألة الخلافة "ستكون حاضرة في أذهان الجميع، سيبحثون المسألة لدى تناولهم كأساً عشية الاجتماع" لكن خلال الاجتماع "ماذا تريدونهم أن يقولوا بهذا الصدد؟ ستكون الأجواء غريبة بعض الشيء، مع جيروم باول جالساً في الطرف الآخر من الطاولة".
ويبقى الاحتمال مطروحاً أن يفاجئ البيت الأبيض الجميع، ويكشف عن اسم الرئيس الجديد قبل الاجتماع أو خلاله.
وبالإضافة إلى باول، وهو جمهوري معتدل يحظى بتقدير وزير الخزانة ستيفن منوتشين، ينظر دونالد ترامب في ثلاثة أسماء أخرى لتولي المنصب، هم أستاذ الاقتصاد في جامعة ستانفورد جون تايلور، والحاكم السابق في الاحتياطي الفيدرالي كيفن وارش القريب من دائرة ترامب، وكبير اقتصاديي البيت الأبيض غاري كون.
وقد يشمل قرار ترامب تعيينات أخرى، إذ يترتب على البيت الأبيض كذلك اختيار ثلاثة حكام بينهم المسؤول الثاني في البنك المركزي، بعد رحيل نائب الرئيسة ستانلي فيشر الأسبوع الماضي.
وقد يدخل ترامب عدداً من مرشحيه دفعة واحدة إلى مجلس إدارة المؤسسة النقدية البالغة النفوذ.
أما جانيت يلين، فإن كانت مهامها على رأس الاحتياطي الفيدرالي على وشك الانتهاء، إلا أنها تبقى حاكمة في المصرف حتى 2024.
في غياب أي تفاصيل حول القيادة الجديدة للاحتياطي الفيدرالي، تترقب الجهات المالية التي لا تتوقع أي بادرة بشأن معدلات الفائدة الأربعاء، إشارات تنبئ برفع النسب قريباً، وعلى الأرجح في كانون الأول/ديسمبر 2017.
وقال بول آشوورث من شركة "كابيتال إيكونوميكس" إن "الاجتماع قد يعطي مؤشرات حول ما إذا كانت هناك غالبية من الأعضاء تدعم رفع نسب الفائدة في كانون الأول/ديسمبر".
ويعقد الاجتماع في وقت سجل النمو الاقتصادي أداء جيداً في الفصل الثالث من السنة بلغ نسبة 3% بحسب تقديرات الحكومة الصادرة الجمعة.
وستنشر لجنة السياسة النقدية بياناً الأربعاء ومن غير المتوقع أن تعقد جانيت يلين مؤتمراً صحافياً.
وكان 12 من الأعضاء الـ16 في اللجنة أيدوا خلال الاجتماع السابق في أيلول/سبتمبر الماضي زيادة ثالثة وأخيرة لمعدلات الفائدة بربع نقطة مئوية هذه السنة لتوحيد كلفة القروض، غير أن البعض طالب بمزيد من التريث على ضوء نسبة التضخم الضعيفة.
وقال ديفيد ويسيل أنه أياً كان قرار ترامب بشأن خلافة يلين فهي "ستبقى رئيسة للاحتياطي الفيدرالي لشهر كانون الأول/ديسمبر، وأعتقد أنهم سيرفعون معدلات الفائدة".
وبعد سبع سنوات من معدلات فائدة تعادل الصفر سعياً لدعم الانتعاش الاقتصادي، رفع الاحتياطي الفيدرالي النسب أربع مرات منذ كانون الأول/ديسمبر 2016 لتتراوح ما بين 1% و1,25%، لكن جهود الاحتياطي الفيدرالي تصطدم بتضخم شبه منعدم لم تتخط نسبته 1.4% على أمد سنة بحسب مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو ما تنسبه يلين إلى عوامل ظرفية أكثر منه إلى تحول اقتصادي جوهري.
وتنتهي مدة جانيت يلين في فبراير/ شباط 2018، ولم يعلن الرئيس الأميركي حتى الآن نيته في استبدالها، لكنه أعلن قبل أيام أن لديه أربع مقابلات مع مرشحين للمنصب.
وكانت يلين أول امرأة تشغل المنصب، وبدأت فترة ولايتها في 1 فبراير 2014، كما عملت سابقاً نائباً لرئيس مجلس الاحتياط في الفترة من 2010 إلى 2014.
ويختار رئيس الولايات المتحدة رئيس البنك الفيدرالي من بين أعضاء مجلس المحافظين، ويخدم لمدة أربع سنوات بعد التعيين، ويجوز التجديد له لعدة فترات متتالية.
وكان ويليام مارتن صاحب أطول مدة كرئيس للبنك الفيدرالي، حيث شغل المنصب من 1951 إلى 1970.
وقال مسؤول بالبيت الأبيض يوم الخميس الماضي إن ترامب اجتمع مع جون تيلور أستاذ الاقتصاد بجامعة ستانفورد، في إطار سعيه لاختيار بديل محتمل ليلين التي تنتهي فترة رئاستها في فبراير/ شباط 2018.
وذكرت مصادر أن ترامب يدرس قائمة قصيرة للمنصب تضم أيضا جيروم باول، أحد محافظي مجلس الاحتياطي، وكيفن وورش وهو محافظ سابق بمجلس الاحتياطي، وجاري كوهن كبير مستشاريه الاقتصاديين.
وقال جون كيلي كبير موظفي البيت الأبيض إن ترامب ما زال أمامه "بعض الوقت"، قبل أن يتخذ قراراً بشأن من سيرشحه لرئاسة البنك المركزي.
(فرانس برس، العربي الجديد)