بدأ الصحافي الجزائري خالد درارني، الذي أفرج عنه الجمعة بعد حوالى عام على اعتقاله، حياته المهنية كمقدم برامج تلفزيونية، واكتسب شهرة، قبل أن يصبح رمزاً للنضال من أجل حرية الصحافة في بلده.
وقد أفرج عنه، الجمعة، بعد يوم من الانتظار الطويل لأقاربه وناشطين وزملاء صحافيين تجمعوا أمام سجن القليعة غرب العاصمة الجزائرية. وقد بدا هادئا وفي حالة جيدة وقد وضع كمامة.
وقال، في تسجيل فيديو تناقله رواد شبكات التواصل الاجتماعي "أشكر كل من ساندني ودعم معتقلي الرأي، لأن دعمكم ضروري لنا جميعا وهو دليل على براءتنا". وعند خروجه من السجن رفع شارة النصر بأصابعه التي لوح بها في السنوات الأخيرة في مواجهة ترهيب السلطات.
وُلد خالد درارني في العاصمة الجزائرية في العاشر من آب/أغسطس 1980 لعائلة ثرية، ودرس القانون والعلوم السياسية في كلية بن عكنون في العاصمة، قبل أن يبدأ حياته المهنية كصحافي.
كانت بداياته في وسائل الإعلام العامة، إلا أن خالد درارني أصبح مقدم برامج بارزا على محطات خاصة، اعتبارا من 2013، واشتهر خصوصا بعروضه على محطتي "دزاير تي في" و"الشروق".
وهو يحظى باحترام زملائه لمهنيته ورصانته. وقد أنشأ في 2017 موقع "قصبة تريبون" الإخباري الذي يغطي أخبار الجزائر، وحظرته السلطات، اعتبارا من كانون الأول/ديسمبر 2020. وعمل في الوقت نفسه مراسلا في الجزائر لقناة "تي في 5 موند" والمنظمة غير الحكومية "مراسلون بلا حدود".
وفي منتصف أيلول/سبتمبر، حكم على الصحافي البالغ من العمر أربعين عاما بالسجن عامين، بتهمة "التحريض على التجمع غير المسلح" و"المساس بالوحدة الوطنية". وقد بدا هزيلا خلال محاكمته، وأثار قلقا بشأن ظروف احتجازه.
وخالد دراريني أعزب. وقد تعرّض للتهديد مرات عدة من قبل الأجهزة الأمنية التي انتقدته لقربه من الحراك، حركة الاحتجاج الشعبي. وكان قد اعتقل في آذار/مارس 2020 في الجزائر العاصمة على هامش تظاهرة. لكن الصحافي دافع عن نفسه في المحكمة قائلاً "كل ما فعلته هو ممارسة مهنتي".
وقام بتغطية مسيرات الحراك منذ انطلاقه في شباط/فبراير 2019، لا سيما عبر حسابه على تويتر، الذي يتابعه مئات الآلاف من الأشخاص، ووضع فيه صورا وشعارات وبيانات مباشرة من مسيرات الاحتجاج.
وبينما أطلقت الملاحقات القضائية ضده الواحدة تلو الأخرى، تحرك صحافيون وناشطون في مجال حقوق الإنسان في الجزائر وكذلك في الخارج، للمطالبة بالإفراج الفوري عنه.
وألمح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي سمح بنفسه بالإفراج عن درارني عبر إصدار عفو رئاسي عن معتقلي الحراك، إلى أن خالد درارني جاسوس في خدمة السفارات الأجنبية، من دون أن يذكر اسمه.
وردّت منظمة "مراسلون بلا حدود" في تغريدة على تويتر "حر أخيرا! بعد أحد عشر شهرا من الاعتقال التعسفي لممارسة مهنته يستعيد مراسلنا في الجزائر خالد دراريني الحرية التي كان يجب ألا يفقدها إطلاقا!".
من جانبها، رحبت قناة "تي في 5 موند" بالإفراج عن مراسلها في الجزائر خالد درارني. وقال المدير العام للقناة إيف بيغو في بيان السبت "تم اعتقاله والحكم عليه لقيامه بعمله كصحافي. يسعدنا أن يستأنف عمله في أقرب وقت ممكن إذا رغب في ذلك".
كما أعربت مديرة الأخبار في القناة فرانسواز جولي، العضو النشط في لجنة دعم تحرير خالد درارني، عن ارتياحها الشديد وفرح جميع طاقم التحرير. وقالت إن "خالد درارني، الصحافي الحر والمستقل، لا ينبغي أن يتم سجنه".
وأضافت القناة الدولية الناطقة بالفرنسية "تي في 5 موند ترحب أيضا بإطلاق سراح العديد من السجناء الآخرين الذين تم توقيفهم في سياق احتجاجات الحراك منذ عامين".
(فرانس برس)