أثارت تعليقات لأحد ضيوف برنامج حواري تعرضه القناة العراقية الرسمية، ليلة الأربعاء، أزمة جديدة في العراق، إذ انتُقد زعيم "فيلق القدس" الإيراني السابق قاسم سليماني، والمرشد الإيراني علي خامنئي، إضافة إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي فائق زيدان.
جاء التعليقات خلال برنامج "المحايد" الذي يقدمه الصحافي العراقي سعدون ضمد، واستضاف فيه الكاتب سرمد الطائي الذي قال إن "أي شخص يعترض على دور القضاء حالياً يُعتقل، حتى إن الوضع بات أخطر من فترة نوري المالكي وقاسم سليماني".
وأضاف الطائي: "نحن أمام ظهور ديكتاتورية جديدة، ولذلك فإن فائق زيدان في مواجهة التحولات الفكرية للشباب". وأكدّ أن "فخامة العراق أكبر من خامنئي، كما أن القاتل سليماني ذبحنا في انتفاضة تشرين، وفائق زيدان يمارس انقلاباً سياسياً وأمنياً".
#سرمد_الطائي: "فخامة #العراق أكبر من خامنئي ومن قاتل قاسم سليماني".
— ضيف يزن يونس (@dafeyazen) June 2, 2022
والعراق فعلًا أكبر من كل المسميات.
لا أستغرب ما قامت به شبكة الإعلام العراقي من منع ظهور @taee70 في برامجها وأخبارها؛ والحديث عن إلغاء برنامج "المحايد" لسعدون ضمد، فلا حياد للإعلام الحكومي.#سرمد_الطايي pic.twitter.com/CUvmByGcai
عقب انتشار هذه التعليقات، شنّت وسائل الإعلام التابعة للفصائل المسلحة الموالية لإيران، إضافة إلى محللين وصحافيين يتبعون هذه الفصائل، هجمة كبيرة على الصحافي سرمد الطائي، معتبرين إياه مدفوعاً من رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي.
كما وجهت مليشيات مستحدثة، منها "جبهة أبو جداحة، وربع الله وولد الشايب"، وهي جماعات مسلحة مرتبطة بفصائل معروفة، تهديدات إلى قناة العراقية ورئيسها نبيل جاسم، وتوعدت بالاحتجاج أمام مبنى المحطة في حي الصالحية في بغداد.
وعلى الرغم من أن شبكة الإعلام العراقي قررت منع ظهور سرمد الطائي في برامجها ونشراتها الإخبارية وإلغاء برنامج "المحايد"، فإن ذلك لم ينه موجة التهديدات ضد القناة، ومقدم البرنامج سعدون ضمد.
في غضون ذلك، أبدى مجلس القضاء الأعلى في العراق امتعاضه مما وصفه بـ"إساءة قناة الدولة العراقية" في إحدى البرامج الحوارية، وفق ما جاء في وثيقة رسمية، صادرة عن مكتب رئيس المجلس، موجهة إلى رئيس شبكة الإعلام العراقية، حملت عنوان "إساءة".
وجاء في الورقة أن "المجلس يحرص على حماية حرية التعبير عن الرأي والإعلام المكفولة بموجب المادة (38) من الدستور عبر التعميم على كافة المحاكم بضرورة مراعاة معاملة الإعلاميين معاملة تنسجم مع طبيعة عملهم ضمن الإطار الدستوري".
وأضاف المجلس أنه "يأسف لنهج قناة الدولة الرسمية (العراقية) بالإساءة إلى مجلس القضاء الأعلى كمؤسسة وشخوص القائمين على إدارتها بتعمد إضعاف ثقة المواطنين بالقضاء، وما يصدر عنه، عن طريق استضافة من لديهم رأي سلبي (متطرف) بالقضاء عبر برنامج يديره إعلامي لديه رأي شخصي سلبي ومتطرف أيضاً يتطابق مع من يتعمد استضافتهم، بقصد إخراج هذه الإساءات إلى جمهور المشاهدين وكأنها بدرت من ضيوف البرنامج لا من القناة".
وقال الصحافي والناشط ضيف يزن: "لا أستغرب ما قامت به شبكة الإعلام العراقي من منع ظهور سرمد الطائي في برامجها وأخبارها؛ والحديث عن إلغاء برنامج المحايد لسعدون ضمد، فلا حياد للإعلام الحكومي".
سرمد الطائي من مواليد مدينة البصرة العراقية، هو محرر صحافي عراقي يحمل شهادة البكالوريوس في علم الكلام واللاهوت الإسلامي من جامعة قم الإيرانية التي عاش فيها سنوات عدة، ويتنقل حالياً ما بين أربيل وإسطنبول التركية. ويُعرف بآرائه العلمانية التي عادة ما توصف من منتقديه بـ"المتطرفة". وله مؤلفات منشورة، منها "تحولات الفكر الإسلامي المعاصر" و"العراق خارج بورصة الفلفل".