روبوتات التوصيل تغزو الشوارع البريطانية خلال جائحة كورونا

25 سبتمبر 2021
روبوتات التوصيل
+ الخط -

تتقاطع روبوتات صغيرة، تتنقل على عجلات ست مع صناديق بيضاء أنيقة، على الرصيف من دون أن تثير اهتمام أحد... ففي حي ميلتون كينز السكني، على بعد 80 كيلومتراً شمال لندن، باتت هذه الأجهزة المستخدمة للتوصيل الآلي للطلبيات جزءاً من المشهد منذ أكثر من ثلاث سنوات.

ويجوب حوالى مئتين من هذه الروبوتات شوارع البلدة ومدينة نورثامبتون المجاورة، حيث توصل إلى الزبائن المشتريات أو وجبات الطعام، وسيرتفع عددها قريباً إلى 50،0 كما سيتوسع نطاق عملها ليشمل خمس بلديات جديدة، خصوصاً في منطقة كامبريدج في شمال إنكلترا.

ويقول أندرو كورتيس، المسؤول في بريطانيا عن عمليات شركة "ستارشيب تكنولوجيز" التي تصنع هذه الروبوتات وتشغلها، "مع الجائحة، زاد الطلب كثيراً على الروبوتات، التي باتت ضرورية في ظل حاجة الجميع لعمليات توصيل من دون تلامس".

وزادت الشركة عدد عمليات التوصيل بواقع أربعة أضعاف، وباتت تجري ألف عملية يومياً في البلاد، كما أن "الطلب لم يتراجع" مع رفع القيود المرتبطة بمكافحة تفشي فيروس كورونا، بحسب كورتيس.

ووقّعت الشركة أخيراً اتفاقاً جديداً مع سلسلة متاجر "كو-أوب"، أحد شركائها التاريخيين، تضع بموجبه في تصرفها ثلاثمئة روبوت جديد بحلول نهاية العام، ما سيزيد عدد عمليات التوصيل بواقع ثلاثة أضعاف.

وأمام أحد متاجر الشركة في ميلتون كينز، هو الأول الذي فتح أبوابه سنة 2018، ينتظر حوالى مئة روبوت، وهذه الأجهزة الآلية أشبه بسيارات متصادمة مع هوائياتها التي تعلوها راية برتقالية صغيرة من أجل لفت الانتباه لدى مرورها في الشارع.

روبوتات في مهمة بيئية 

هذا الروبوت، المدجج بالكاميرات واللواقط، مستقل حركياً بنسبة 99 % بحسب الجهة المصنعة، وهي شركة أنشأها سنة 2014 اثنان من مؤسسي "سكايب" وتتخذ مقراً لها في إستونيا والولايات المتحدة، وفي حال واجه الروبوت عائقاً يمنع تقدمه في وضع مجهول، يمكن لمشغّل التحكم به من بعد.

وعند إطلاقه، ينجح الروبوت في تحديد الاتجاهات من دون أي مشكلات داخل متاهات طرق المشاة بين المنازل الحجرية الحمراء، وتصل سرعته إلى ستة كيلومترات في الساعة حين تكون الطريق سالكة، وهو يوصل الطلبيات إلى الزبائن في غضون أقل من ساعة.

وتمتاز هذه التقنية بالنسبة لـ"كو-أوب" ببعد بيئي أيضاً، إذ أشارت السلسلة في بيان إلى أنها تسعى إلى "تقليص انبعاثات الكربون في الكيلومترات الأخيرة من التوصيل، من خلال تفادي أن يقود الزبائن السيارات للتوجه إلى المتجر أو تلقي الطلبيات عبر مركبة تعمل على الوقود".

هذه الروبوتات مملوكة لـ"ستارشيب" ويتم تلقي الطلبيات من خلال تطبيق طوّرته الشركة، التي تدير حوالى ألف روبوت، خصوصاً في بريطانيا والولايات المتحدة إضافة إلى إستونيا وألمانيا والدنمارك.

وليست "ستارشيب" وحيدة في سباق روبوتات التوصيل، ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، تنتشر هذه الروبوتات في حرم الجامعات وهي تُستخدم من جانب شركات ناشئة وأخرى عملاقة في مجال الخدمات اللوجستية، بينها "أمازون" و"فيديكس" التي تجري تجارب على روبوتات توصيل في مناطق محددة.

هل تثير الروبوتات مخاوف الأيدي العاملة؟

غير أن الروبوتات على عجلات تثير انتقادات نقابات تخشى من أن تسحب طفرة الروبوتات هذه البساط من اليد العاملة البشرية، ووصل هذا النقاش إلى البرلمانات المحلية الأميركية المكلفة، خصوصاً، بتحديد المسافة التي يُسمح للروبوتات باجتيازها والرد على المخاوف المرتبطة بتشارك الأرصفة.

ويشدد أندرو كورتيس من "ستارشيب" على أن "لم نسجل يوماً أي حادث"، موضحاً أن الشركة حصلت في بريطانيا على ترخيص من السلطات المحلية لكل عملياتها.

وتؤكد شيلا روز (71 عاماً) لدى خروجها من المنزل متكئة على عصا لتسلم طلبية زهور أوصلها إليها الروبوت "بسبب وضعي الصحي السيئ، أجد صعوبة أحياناً في التبضع"، لذا فإن هذه الروبوتات شكّلت بالنسبة لي "هدية من السماء، خصوصاً خلال فترة كوفيد".

ذات صلة

الصورة
مسيرة في برايتون وهوف دعماً لغزة/5 يونيو 2024(Getty)

سياسة

خرج الآلاف من مدينة برايتون وهوف (جنوب شرقي بريطانيا) يوم الأحد في مسيرة جنائزية صامتة، تكريماً لأرواح الشهداء الفلسطينيين الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة
تظاهرة حاشدة في لندن (ربيع عيد)

سياسة

في الذكرى السنوية لحرب الإبادة الجماعية على غزة، خرج اليوم مئات الآلاف في العاصمة البريطانية، في تظاهرة تضامنية مع غزة والدعوة لمعاقبة إسرائيل على جرائمها
الصورة
تظاهرة سابقة في لندن أمام مقر الحكومة البريطانية (العربي الجديد)

سياسة

خرج العشرات في مدينة برايتون مساء اليوم الخميس في تظاهرة احتجاجية فجائية داخل محطة القطارات في المدينة، تنديدًا بالمجازر الإسرائيلية المستجدة بلبنان.
الصورة
متظاهرون أمام الفندق يحملون لافتات تقول "فلسطين ليست للبيع" (العربي الجديد)

سياسة

تظاهر ناشطون أمام فندق "هيلتون دبل تري" في مدينة بايكسفيل بولاية ماريلاند الأميركية الذي استضاف مزاداً لبيع مساكن أقيمت على الأراضي الفلسطينية المسروقة
المساهمون