رولا بقسماتي: جدارة الأدوار الأولى
سجّلت الممثلة اللبنانية، رولا بقسماتي، حضوراً قوياً في الموسم الرمضاني 2021، من خلال دورها في مسلسل "عشرين عشرين"، إلى جانب قصي خولي ونادين نجيم، حيث لعبت شخصية "وردة" اللافتة والمؤثّرة في أحداث المسلسل، وذلك بعدما تألّقت في أدوار مهمّة في عدد من الأعمال الدرامية العربية، التي كان آخرها "خرزة زرقا"، إلى جانب معتصم النهار، ومسلسل "أنا"، إلى جانب تيم حسن.
الممثلة اللبنانية التي عرفها المشاهدون لسنوات طويلة في مجال تقديم البرامج، تحدّثت إلى "العربي الجديد" عن مشوارها الدرامي، وكشفت تفاصيل جديدة عن مشاركتها في فيلم "مفاتيح مكسورة" Broken Keys، لجيمي كيروز، الذي ترشّح رسمياً لتمثيل لبنان في جوائز الأوسكار هذا العام، والذي تمّ تصوير جزء كبير من مشاهده في مدينة الموصل العراقية، تحت ظروف أمنية استثنائية.
رولا بقسماتي السعيدة بأصداء مسلسل "عشرين عشرين"، من كتابة بلال شحادات ونادين جابر، وإخراج فيليب أسمر؛ ترى أن نجاح الشخصية التي لعبتها فيه مرتبط بجزء منه بتوقيت عرض المسلسل ضمن الموسم الرمضاني، الذي يعتبر موسم الذروة للعروض الدرامية: "الجمهور يشاهد التلفزيون أكثر، ويكون هناك منافسة بين مسلسلات عدة. فضلاً عن أنّ مسلسل "عشرين عشرين" سلّة متكاملة جميلة، لجهة الممثلين والإخراج والنص والإنتاج، فهو يتكوّن من مجموعة عناصر ساهمت في نجاحه، وبالتالي أخذت كلّ شخصية في المسلسل حقّها، فكل دور فيه هو دور بطولة لأن التركيبة الدرامية سمحت بذلك. كذلك هناك تناغم وكيمياء وتواصل بين الممثلين، ما أدى الى تقديم عمل جميل ومتناغم".
تعتبر بقسماتي أن كره الناس لشخصية "وردة"، التي تزرع العراقيل في درب قصة الحب بين البطلين طبيعي، ذلك "أن الناس تتماهى مع الأبطال وترغب دوماً بأن تكتمل قصتهم، وهذا دليل على نجاح الشخصية وتصديق الناس لها. فوردة تُحبّ وتُكرَه في الوقت نفسه، إذ يُمكن التعاطف معها لأنّ لا ذنب لها في كل ما حصل. فهي أحبّت صافي (قصي خولي) وانتظرته لسنوات ومن الطبيعي أن تحاول استعادة هذا الحب القديم الذي لم يفارقها".
وبالنسبة إلى نجاح الشخصيات التي تُكتب في إطار الدراما – النفسية، بحيث يجد الكاتب مبررات نفسية لتصرّفات الشخصيات وتطوّرها، تقول الممثلة اللبنانية: "حين يكتب الكاتب شخصية ويعطيها حقها ويفكر بخلفياتها وتفاصيلها، لا يمكنها إلا أن تنجح. ففي المسلسل يكون هناك أبطال كما هو الحال في "عشرين عشرين" مع نادين وقصي اللذين يبدعان في أداء شخصيتيهما، ويكون هناك حولهما ممثلين لا يكونون الأبطال الأول، ولكن حين تُعطى قيمة لهؤلاء الممثلين، فهذا يدعم المسلسل كله.
وحين يقوّي الكاتب الشخصيات ويتعمق فيها ويشعر بها فعلاً، يساعد الممثل في فهم شخصيته وفي تطويرها وبناء تفاصيلها بأداء صحيح. وهذا ما حصل في "عشرين عشرين"؛ فأنا مثلاً مغرمة بشخصية رسمية التي تؤدّيها كارمن لبس. شخصية مكتوبة بطريقة رائعة وكارمن تألّقت بأدائها". في ما يخص شخصية "وردة"، ترى بقسماتي أنّ الدور الذي أدته وأعطاها حقها تمثيلياً، هو الدور الذي لعبته إلى جانب تيم حسن في مسلسل "أنا"، المؤّلف من عشر حلقات. تقول: "أدّيت في هذا المسلسل شخصيّة أسيل التي وجدها البعض باردةً في ردود فعلها. ولكن بالنسبة لي، كان أداء هكذا شخصيّة تحدّياً كبيراً لأنها لا تشبهني في شيء، ولا سيّما في قدرتها على ضبط ردود فعلها وإخفاء مشاعرها حتى في أقسى المواقف. ومع ذلك، أمسكت الشخصية من أولها إلى آخرها كما هو مطلوب مني، وفهمت خلفياتها. ففي بعض المواقف، كان عليها ألا تظهر أي نوع من المشاعر، لا الغضب ولا الغيرة، ولا حتى الحزن؛ فهي قادمة من عائلة أرستقراطية، وتعتبر المشاعر انكساراً لا تريد الوقوع فيه. ولذلك، أجد أن هذه الشخصية، بالإضافة إلى شخصية وردة في "عشرين عشرين"، هما الدّوْران اللذان أعطياني حقي كممثلة، واستطعت من خلالهما أن أظهر قدرتي على لعب أدوار مختلفة تترك أثراً لدى المشاهد".
وعن تجربتها مع ثلاثة من أشهر نجوم الدراما، أي تيم حسن ومعتصم النهار وقصي خولي، تقول مازحةً: "كان لي الحظ بالعمل معهم، وأعتقد أن هذا جعلني مكروهة لدى المعجبات، وأخاف ممّا سيحدث لي فيما لو ظهرت مع ممثل جديد قوي". ظهور بقسماتي في هذه الأدوار الثلاثة الناجحة جاء متزامناً، في سنة واحدة، لكنها توضح: "لم أظهر فجأةّ في الأدوار الأولى، ولقد تدرجت تمثيلياً قبل أدوار البطولة. فلا يمكن أن تقدّم لي شركة بحجم شركة "الصباح" هذه الأدوار من دون أن تكون لمست عملي ورأت طاقتي، وأنا فخورة بثقتها بي لأنها أعطتني فرصة إظهار موهبتي وإثبات قدرتي على الوقوف أمام ممثلين كبار في هكذا أدوار أولى". توضح: "كان يفترض أن يُعرض "عشرين عشرين" في عام 2020، لكنه تأجل بسبب الظروف التي فرضتها جائحة كورونا. وسبق أن شاركت في أدوار عدة، منها في الفيلم اللبناني الدرامي – الكوميدي "خبصة"، الذي لاقى نجاحاً لافتاً، ودخل إلى قلوب الناس.
كذلك، وقفت على خشبة المسرح، وكانت لي تجارب مع كبار المسرحيين اللبنانيين، من أمثال كميل سلامة وغبريال يمين. وشاركت في فيلمين لم يعرضا بعد، أحدهما هو فيلم "يِربوا بعزكُن" الذي توقّفت عروضه بعد ثورة 17 تشرين، وظروف كورونا، والثاني هو "مفاتيح مكسورة" للمخرج جيمي كيروز الذي رشحه لبنان رسمياً ليمثله في جائزة "الأوسكار"، ولم يُعرض بعد بسبب كورونا وإغلاق دور السينما".