زينة الشرفا تُصور العنف ضد المرأة بـ"المكياج السينمائي"

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
20 مارس 2021
التوعية بالمكياج
+ الخط -

خرجت الفنانة الفلسطينية، زينة الشرفا، عن حدود إطارات اللوحات التشكيلية للتعبير عن قضايا المرأة، إذ حَوّلت وجهها إلى لوحة ملموسة لتصوير العنف المُمارس بحق النساء في مختلف المجالات. 

وتحاول الشرفا عبر المكياج السينمائي فضح مختلف الممارسات التي تتعرض لها المرأة، وعلى وجه التحديد، العنف الجسدي، الذي يسبّب كدمات وآثاراً، إذ ذهبت إلى تجسيدها عبر الألوان الداكنة، التي تُظهِر مدى الضرر الذي نتج منها. 
وتهدف الشرفا عبر استغلال قدرتها على الرسم ودمج الألوان المتناسبة مع الفكرة، إلى تصوير ذلك الواقع، وإثارة الرأي العام حول قضايا المرأة، بغرض التنبيه إلى آثارها السلبية على مختلف شرائح المجتمع. 

وبدأت الشرفا التي تقيم في غزة، بممارسة هوايتها مع الرسم منذ سنّ الثامنة، حين رسمت لوحة بسيطة لإحدى شخصيات الكارتون Donal duck، وحازت إعجاب الأهل والأصدقاء، وقد شجّعوها. وهذا التشجيع دفعها إلى البدء بتنمية مواهبها وتطويرها عبر التجارب والتعلُّم الذاتي في رسم الشخصيات الكارتونية ورسوم "الأنيماشن". وقد بدأت برسم لوحات طبيعية، إلى جانب التردد على عدد من المراكز الفنية، واستشارة الفنانين، إلى أن أصبحت مدربة بورتريه الفحم في أحد المراكز الفنية، فضلاً عن المشاركة في العديد من المعارض الفنية، والمسابقات الخاصة بمناهضة العنف ضد المرأة.

بدأ تعاملها مع فنّ المكياج السينمائي بهدف الترفيه، إلا أن ذلك الهدف لم يستمر طويلاً، حين أدركت أن بمقدورها إيصال رسائل أو قضايا مختلفة 

وبدأ تعاملها مع فنّ المكياج السينمائي بهدف الترفيه، إلا أن ذلك الهدف لم يستمر طويلاً، حين أدركت أن بمقدورها إيصال رسائل أو قضايا مختلفة، وبشكل واقعي وأكثر قرباً من المُشاهد، وأقدر على التأثير، ما دفعها إلى استخدامه لتجسيد تفاصيل العنف المُمارس بحق المرأة. وتقول الشُرفا لـ"العربي الجديد" إنها حاولت التركيز على قضية العنف ضد المرأة، على اعتبار أنها "مخفية، ولا تحظى بتسليط الضوء المُناسب لحجم القضية، حيث يتجه الجميع إلى الرسم أو الكتابة عن الجانب الإيجابي للمرأة وقصص نجاحها، في ظل تناسي وتهميش الحديث عن الاضطهاد والعنف الذي تمرّ به النساء، وخاصة مع بدء جائحة كورونا، والزيادة الملحوظة في نسبة العنف ضد النساء". 

وتُعبِّر اللوحات التي ترسمها الفنانة زينة عن مختلف أنواع العنف الذي تتعرض له المرأة. ورسمت بورتريه فحم يعبّر عن حرمان المرأة التعبير عن رأيها، إلى جانب حرمانها الحديث عمّا تتعرض له من عنف بدافع العادات والتقاليد، فيما صَوَّرت بلوحة أخرى رسمتها باللونين الأبيض والأسود ما يحدث داخل البيت من عُنف جسدي، وقد عبّرت عن فكرتها بمنازل ونوافذ، يظهر من خلف كل نافذة شكل من أشكال العنف. وتحاول عبر المكياج السينمائي تصوير آثار الندوب والتشوهات وآثار الكدمات على وجهها، فترى أنّ من الضروري "تخيل المشهد، ووضع نفسها مكان الضحية، بهدف الخروج بنتيجة عمل أقرب للواقع المُراد تجسيده". 

وتبدأ عملية الرسم باستخدام تلك التقنية، بعد تحضير الفكرة، ومن ثم تجهيز الأدوات اللازمة لإكمال عناصر المكياج السينمائي، الذي يرتكز على المكياج بألوانه، وعجينة النُّدب، والسائل الأحمر للتعبير عن الجروح والدم، والبدء بتنفيذ الفكرة. وتعتقد الفنانة الشرفا، أن المكياج السينمائي هو الوسيلة الأقرب من بين الفنون التشكيلية لإعطاء نتائج واقعية للعمل، وذلك بسبب قدرته على إظهار تفاصيل ونتائج ذلك العنف، فضلاً عن أنه يوصل الفكرة بأسلوب قريب ومباشر للجمهور، فيما تسعى عبر أدواتها إلى مُحاكاة مختلف المستجدات التي تمرّ فيها المرأة الفلسطينية.
 

ذات صلة

الصورة
	 المخرج الأميركي نيو سورا في عرض فيلم HappyEnd في مهرجان البندقية (فرانس برس)

منوعات

ها هو مهرجان البندقية يفتح النقاش مجدداً، حول الدور الأخلاقي لصنّاع السينما بالوقوف ضد الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 11 شهراً تقريباً
الصورة
حال صالات السينما في مدينة القامشلي

منوعات

مقاعد فارغة، وشاشة كبيرة نسيت الألوان والحركة، وأبواب مغلقة إلا من عشاق الحنين إلى الماضي؛ هو الحال بالنسبة لصالات السينما في مدينة القامشلي.
الصورة
كيف غيّر القائمون على فيلم "باربي" قواعد التسويق بتكلفة 150 مليون؟

منوعات

قرّرت وزارة الثقافة الجزائرية سحب ترخيص عرض فيلم "باربي" من صالات السينما في البلاد، بحسب ما ذكرته صحيفة الشروق الجزائرية. 
الصورة
"باربي" و"كين"

منوعات

عندما استعانت مخرجة فيلم "باربي" المقبل غريتا غيرويغ، بمصممة الإنتاج سارة غرينوود، ومصممة الديكور كاتي سبنسر، لبث الحياة في عالم باربي، لم يتصورن أبداً حدوث نقص دولي في الطلاء الوردي.
المساهمون