ظافر يوسف مغنٍّ وعازف عود ومؤلّف موسيقيّ تونسيّ، مسقط رأسه مدينة طبلبة التي تقع على ساحل تونس. وُلِدَ في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 1967. واستطاع ظافر يوسف أن يخلق اتجاهاً جديداً في عالم الموسيقى من خلال خلفيته الأكاديمية وتجاربه الخاصّة التي تجمع بين الشرق والغرب.
مؤخّراً لم يكن الوضع الأمني في لبنان مؤاتيًا لاستقبال الفنّانين والجمهور، ضمن مهرجانات بعلبك الدولية، فتمّ تأجيل حفل ظافر يوسف إلى 26 أغسطس/آب 2014 بعدما كان سافر إلى لبنان قبل أيّام من موعد الحفل المُلغى. لكنّنا سارعنا إلى "خطف" مقابلة منه، لأنّ أعماله مصدر وحي وإلهام للكثيرين كونها تخلط الجاز والموسيقى الإلكترونية والموسيقى الصوفيّة.
بدأ ظافر يوسف تجربته في المدرسة القرآنية، "الزاوية"، في طبلبة، ثم انتقل إلى أوروبا في العام 1990، حيث بدأ تجربته الموسيقية في عالم الجاز: "هناك نوع واحد من الموسيقى. بالنسبة لي ليس هناك أنواع، هناك أنماط تؤثّر في الموسيقى، فتأخذها باتّجهات مختلفة. الموسيقى هي الأشياء التي نسمعها ونقرؤها، فتَجمَع هذه المكوّنات وتطبُخ موسيقى خاصّة بك. أعتقد أنّ موسيقاي هي جملة هذه الثقافات والحضارات التي أتابعها، أسمعها، وأقرؤها. أحاول أن أستعمل الصوت كآلة موسيقية، وبعد التجارب الموسيقية التي مررتُ بها أحسستُ أنّ الآهات قد تحصر طاقتي الصوتية، وهناك حروف جميلة في اللغة العربية، فقصدت غناء قصائد لشعراء أحبّهم أمثال: الحلاّج وابن الفارض وأبو نواس، كما أنّني أحسّ أنّ كلام أبو نواس يناسب عصرنا".
ويعتقد ظافر أنّ الشعر العربي قوي بحدّ ذاته ولا يحتاج إلى لحن، ولكن هنا يكمن التحدي أمام اللحن الذي عليه أن يرتقي بالقصيدة.
في رصيده عشرة ألبومات .. هنا، ربما يكون مفيدا الإشارة إلى أنّ كثيرين راحوا مؤخّرا يؤطّرون الموسيقى ضمن تسميات صحافية خاطئة. فمن "الموسيقى البديلة" إلى موسيقى "Under Ground" وغيرها، والمقصود غالبا ما يكون "الموسيقى المستقلّة"، التي تعتمد على الإنتاج الذاتي. وأغلب الفرق المستقلّة تقدّم موسيقى متنوّعة بطرح جديد يشبه بيئتها وخلفيتها الثقافية. وهناك من يقسم موسيقى الجاز بين شرقي وغربي، والأصحّ أنّ الجاز هو مجموعة اتّجاهات موسيقية بين الشرق والغرب. وفي السياق نفسه، نجد من يعتبر ظافر يوسف "متصوّفًا"، والحقيقة أنّه موسيقيّ مبدع استطاع أن يقدّم موسيقى تخاطب روح المستمع، أتى بها من خلفيته الأكاديمية في المدرسة القرآنية، ومن تجربته في الجاز.