"كاميرا"... أداة ضغط صهيونية على الإعلام الغربي

لندن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
23 نوفمبر 2023
"كاميرا".. منظمة داعمة لإسرائيل
+ الخط -

يوم الجمعة الماضي، نشر موقع سيمافور تقريراً يكشف فيه أن صحيفة لوس أنجليس تايمز الأميركية، أبلغت مجموعة من صحافييها بأنهم ممنوعون من متابعة وتغطية الحرب على غزة لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، بعدما وقعوا على رسالة مفتوحة شديدة اللهجة تنتقد العدوان الإسرائيلي على غزة.
وفي نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أقيل رئيس تحرير واحدة من أهم المجلات الفنية في العالم، بعد أن قال مالكو "آرتفوروم" (Artforum) إنّ قرار الموظفين بنشر رسالة مفتوحة حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فشلت في تلبية معايير المنظمة، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
وأعلن ديفيد فيلاسكو أنّه أُقيل من دوره رئيساً لتحرير مجلة "آرتفوروم"، بعد ست سنوات من توليه المنصب، مع العلم أنّه بدأ عمله في المؤسسة في عام 2005. قال فيلاسكو، في رسالة بالبريد الإلكتروني، إنّه "ليس نادماً"، لكنّه عبّر عن "خيبة أمله"، لأنّ "المجلة التي دافعت دائماً عن حرية التعبير وأصوات الفنانين خضعت للضغوط الخارجية".
ما هي الضغوط الخارجية التي يتعرّض لها الصحافيون العاملون في الصحف والمواقع والمنصات الأجنبية، سواءً في الولايات المتحدة أو أوروبا؟
يجيب عن هذا السؤال تقرير نشره موقع مسبار أخيراً. يوضح التقرير أن جماعات الضغط والمنظمات المؤيدة لإسرائيل مارست الضغط علناً، أو بشكل خاص، على وسائل الإعلام الغربية، لتأمين تغطية أكثر إيجابية منحازة لإسرائيل. وقد شمل ذلك في كثير من الأحيان وصف التغطية الإخبارية الحيادية بأنها معادية للسامية، التهمة التي تشكل تهديداً لمسيرة من تلتصق به.
يشير "مسبار" إلى أنّ الولايات المتحدة هي موطن 51 منظمة ضغط مختلفة مؤيدة لإسرائيل، تتراوح أحجامها بين الضخمة التي يتجاوز عدد أعضائها 100 ألف، مثل لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (آيباك)، والصغيرة التي يبلغ عدد أعضائها العشرات. وبين هذه وتلك، توجد "لجنة الدقة في إعداد التقارير عن الشرق الأوسط في أميركا"، (وتُعرف اختصاراً بـ "كاميرا") المسؤولة عن الضغط على وسائل الإعلام الأميركية والتحكم بخطوطها التحريرية عند تغطية القضايا المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
تقول منظمة "كاميرا" إنها تكرّس جهودها لـ"تعزيز التغطية الدقيقة والمتوازنة لإسرائيل والشرق الأوسط"؛ إذ تأسست عام 1982 "للرد على تغطية صحيفة واشنطن بوست للتوغل الإسرائيلي في لبنان"، التي انتقدت وحشيته حينها ولم تبرره، وللرد على ما تعتبره "تحيّزاً عاماً ضد إسرائيل" لدى وسائل الإعلام.
تصدر "كاميرا" تقارير لمواجهة ما تسميه "التوصيفات غير الدقيقة والمشوّهة في كثير من الأحيان لإسرائيل وللأحداث في الشرق الأوسط"، والتي تعتقد أنها "قد تغذي التحيز ضد إسرائيل واليهود". وتحشد المنظمة الاحتجاجات ضد ما تصفه بالتغطية الإعلامية غير العادلة، من خلال احتكار صفحات الإعلانات في الصحف الكبرى، وتنظيم المظاهرات ضد المؤسسات الإعلامية، وتشجيع الممولين على حجب الأموال، وتنظيم رسائل الاحتجاج الجماعية للمحررين ومديري القنوات.

تفيد "كاميرا" بأنه بات لديها أكثر من 65 ألف عضو مدفوعي الأجر، وأن 46 منفذاً إخبارياً قد أصدروا تصحيحات بناءً على عمل المنظمة. وفي سياق الحرب الإسرائيلية الجارية على غزة، نشرت المنظمة على موقعها مدونة تنتقد فيها تقريراً أعدته وحدة تدقيق المعلومات في وكالة أسوشييتد برس، حول مجزرة المستشفى المعمداني، التي وقعت يوم السابع عشر من أكتوبر الماضي.
ويذكر "مسبار" أن "كاميرا" تعتمد عدداً من الاستراتيجيات في ممارسة الضغط على وسائل الإعلام، التي تنشر أخباراً وتقارير ناقدة لإسرائيل، ولا تتماشى مع السردية الرسمية، إذ شرحت مديرة المنظمة أندريا ليفين في مقابلة مع مجلس القدس للعلاقات العامة الإسرائيلي عام 2005، كيفية مواجهة "كاميرا" لما وصفتها بـ "المعلومات الخاطئة ومحاولات التشويه حول إسرائيل، والصراع العربي الإسرائيلي، ومفاوضات السلام، والمعاملة الإسرائيلية للفلسطينيين، والسلوك العربي العام تجاه إسرائيل".

ذات صلة

الصورة
تلميذات تدرسن فوق الركام بمدينة خانيونس (هاني الشاعر/الأناضول)

مجتمع

تواجه المبادرات التعليمية الكثير من التحديات وسط الحرب في غزة نظراً إلى غياب الدعم الرسمي والتمويل الذي أوقف العديد منها.
الصورة
الكاتب والكوميدي البريطاني ديفيد باديل في أوكسفورد، 2 إبريل 2016 (ديفيد ليفنسون/ Getty)

منوعات

بعدما حذفت صحيفة جويش كرونيكل سلسلةَ تقارير لصحافي إسرائيلي احتوت معلومات مضللة عن حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، أعلن عددٌ من أهم كتابها الاستقالة.
الصورة
زائر يتفقد منتجات "إنتل" في معرض تكنولوجي بتل أبيب، 3 سبتمبر 2019 (فرانس برس)

اقتصاد

يسيطر الخوف على قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي، والاقتصاد بشكل عام، من تداعيات الأزمة الحادة التي تتعرض لها شركة إنتل، التي لديها أنشطة واسعة في إسرائيل.
الصورة
الصاروخ اليمني أحدث حفرة في موقع سقوطه شرق تل أبيب (إكس)

سياسة

أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأحد بأن صاروخاً أُطلق من اليمن سقط في منطقة مفتوحة وسط إسرائيل، دون إصابات، وسط دوي صفارات الإنذار في مناطق واسعة.
المساهمون