أثار الفنان السوري ياسر العظمة جدلاً كبيراً بحديثه عن أسباب هجرة السوريين وسوء الأوضاع الاقتصادية.
تطرق العظمة في برنامجه على "يوتيوب" إلى الدراما السورية وأوضاعها في فترة الحرب، وما بعد هدوء المعارك قليلا، واصفاً الإنتاجات الدرامية بـ "الدراما المريضة"، مؤكداً أنه لم يشاهد حتى الآن، ومنذ فترة، عملاً يفتخر به، لافتاً إلى أن من يقف وراء الدراما في الوقت الحالي إما جاهل أو تاجر أو غبي أو أمّي، أو جميع هذه الصفات معاً.
كلام العظمة، جاء من بيروت، في ظل غياب صاحب "مرايا" عن موطنه منذ سنوات، وإقامته في دبي، واعتماده على إنتاجات لم تلق الصدى المطلوب، ومنها مسلسل "السنونو" الذي أنتج في الإمارات العربية المتحدة، وتولى إخراجه خيري بشارة، وشاركت فيه مجموعة من الممثلين، منهم عابد فهد وتقلا شمعون. لكنه لم يثبت نجاحه لأسباب كثيرة، منها الشعور بأن ما يحمله هذا المسلسل من رسائل ليس واقعياً، ولا يقترب من نوعية الدراما المصنفة في خانة "الأعمال المشتركة"، والتي تنال حصة الأسد من النجاح هذه الأيام، وهي الحصان الرابح للمنتج.
هل عانت الدراما السورية؟ بالتأكيد نعم، هكذا رد بعض المتابعين على الانتقادات التي طاولت العظمة في مستهل حديثه عن عالم الدراما السورية، وانقسمت الآراء، في ما بعد، بين من يشير إلى حق الممثل في تسمية بعض الأعمال بالاسم، مثلما فعل في "جوقة عزيزة" للكاتب خلدون قتلان، الذي لم يتوان عن الرد على العظمة، وكذلك فعلت الشركة المنتجة لـ "جوقة عزيزة" عبر إصدارها بيانا شديد اللهجة ضد العظمة وبرنامجه، الذي يرى هؤلاء أن آراءه مجرد ترهات لصاحب تاريخ طويل منحته إياه دمشق، وسط تساؤل عن كل هذا الهجوم على الدراما السورية، وهو مقيم في الخارج لأسباب أصبحت واهية، خصوصاً أن معظم شركات الإنتاج في سورية تُنجز مزيداً من الأعمال التي تلقى الصدى المطلوب.
يدفع ياسر العظمة من خلال الانتقادات التي وجهت له حساب غيابه عن دمشق، وحتى عن الإنتاجات. يحاول الرجل الذي عُرف في مسلسل "مرايا" (استمرعرضه عقوداً)، من خلال هذا الإنتاج الأشبه ببرامج "الحكواتي" القول إنه لا يزال حاضراً، خصوصاً أن الإعلان عن البرنامج استحوذ على اهتمام جمهور عريض من متابعي العظمة، ولا سيما في سورية، وتحول مع الوقت إلى جدل واسع، بعدما اعتمد الراوي طرح قضايا تهم الناس، ومنها الدراما والهجرة، في الحلقات الأولى من برنامجه على "يوتيوب"، متخذاً من بيروت مسرحاً لاستعراض آرائه، لتعيده العاصمة اللبنانية بالصوت والصورة إلى الضوء، مع نجاح مضمون، سواء من قبل الذين اختلفوا معه، أو تقبلوا رأيه.
ينقذ ياسر العظمة نفسه من حالة الركود، ويسعى جاهداً إلى محاسبة البعض من باب الخبرة الطويلة التي عاشها في دراما المسلسلات أو المسرحيات، ويبدو مباغتاً في عصر تغلب فيه المصالح والمحسوبيات، وربما بالنسبة له، يصبح لزاماً عليه العودة بعناوين وقضايا تشد من عصب المتابعين. في هذا السياق، يتساءل كثيرون: ما الذي يريده العظمة من هذه العودة؟ وهل يحق له إطلاق الأحكام جزافاً بهذه الطريقة؟