عندما نفكّر في إفناء الشعوب، يتبادر إلى الذهن أشهر عمليات الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث. فالحقائق، حين تصبح قديمة، تُنسى بسرعة، وإذا كانت الإبادة الجماعية "مثالية" في اكتمالها، فلن يبقى أحد ليتحدث عنها.
لا يُمكن مقارنة الإبادات الحاصلة في العالم، والمُجسّدة سينمائياً، مع ما حدث للفلسطينيين عبر عقود من الزمن، لكنْ لم تتلقّفها السينما العالمية، وبقيت آهات آلاف الضحايا عالقة تحت التراب، تنتظر من يُعيد تجسيد آلامهم ولحظاتهم الأخيرة وهم يُصارعون الموت
لم تظهر الجرائم ضد الإنسانية، بشكلها الحالي، إلاّ في منتصف القرن الـ20، بعد الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945) تحديداً. محاكم نورمبيرغ ميدانٌ حُدِّدَت فيه الجرائم الدولية: حروب الإبادة، والعبودية، والاضطهاد الذي بُني على أسباب سياسية وعرقية ودينية