يبدي كثر دهشتهم من رؤية أشخاص في أنحاء مختلفة من العالم يلقون أنفسهم في مياه أنهر أو بحيرات مجلّدة من الصقيع، في وقت لا يحتملون هم أنفسهم مواجهة أي حرارة متدنية، ويعتبرون ملامستهم المياه الباردة لا المثلجة أشبه بعقاب.
وما يزيد دهشتهم أن مزاولي هذا النوع من النشاط غير الاعتيادي وسط مجموعة أشخاص يشاهدونهم بكامل عتاد ألبستهم لمواجهة البرد، قد يكونون متقدمين في السن، أو لا يترددون في الإقبال بحماسة كبيرة على السباحة في أجواء الصقيع ضمن عادات وطقوس في مناطقهم، وحتى في إطار ممارسات تهدف إلى تعزيز الصحة، وربما معالجة أمراض...
بالطبع من الصعب جداً السباحة في الماء البارد، خصوصاً في فصل الشتاء، لكن الدراسات العلمية تؤكد الفوائد المهّمة التي يجلبها هذا النشاط للجسم والصحة النفسية، فالسباحة في الماء البارد تحتم عمل الجسم بطاقة كبيرة كي يبقى دافئاً، ما يؤدي إلى حرق كميات كبيرة من السعرات التي تمهّد لإنقاص الوزن.
ولدى تنفيذ حركة القفز في الماء البارد، يفرض التغيّر الشديد في درجات الحرارة ضخ القلب مزيداً من الدم إلى الأعضاء، فتتحسن الدورة الدموية ويتخلص الجسم بسهولة أكبر من السموم. كما يزيد الإحساس اللاذع للماء البارد على البشرة إنتاج الجسم مادة "الإندورفين" المرتبطة بالسعادة.
ومع تكرار تجربة سباحة الصقيع تزداد صدمات الماء البارد التي تقوي جهاز المناعة لإنتاج مزيد من خلايا الدم البيضاء ومضادات الأكسدة.
(العربي الجديد)