انحدار مبيعات النسخ في المغرب... موت الصحافة الورقية؟

29 مايو 2018
خسارة بيع آلاف النسخ الورقية (عبدالحق سنة/فرانس برس)
+ الخط -
كشفت أرقام مكتب مراقبة توزيع الصحف بالمغرب لسنة 2017 عن مدى تراجع مبيعات الصحف الورقية من خلال خسارتها لآلاف النسخ مقارنة مع عام 2016، وهو وضع بات يقلق المهنيين والعاملين في هذه الصحف الورقية. 

وتتبوّأ جريدة الأخبار المرتبة الأولى في مبيعات الجرائد الورقية في المغرب، وفق مكتب مراقبة توزيع الصحف، ورغم ذلك فهي لم تبع سوى 37.320 نسخة فقط خلال عام 2017، بينما كانت تحقق رقم مبيعات يفوق 45 ألف نسخة في 2016، بمعنى فقدانها لبيع أكثر من 8 آلاف نسخة.

الخسارة نفسها تلقتها جريدة "الصباح" المغربية التي تأتي ثانية في معدل مبيعات الجرائد الورقية في البلاد، إذ لم يتجاوز عدد مبيعاتها 28.928 نسخة في نفس العام، بينما جريدة "المساء" التي جاءت ثالثة فقدت أكثر من 20 ألف نسخة مقارنة بـ2016.

وظلت جريدة "أخبار اليوم" التي كان يديرها الصحافي المعتقل توفيق بوعشرين الوحيدة التي حافظت على نفس وتيرة مبيعاتها بين 2016 و2017، إذ لم تتلق خسارة في هذا الصدد، رغم أنها احتلت المرتبة الرابعة في مبيعات الصحف الورقية في البلاد.

ووفق ذات الأرقام، فإن نزيف المبيعات لم يتوقف في جسد الصحف الحزبية، فصحيفة "العلم" التابعة لحزب الاستقلال لم تتجاوز مبيعاتها 6476 نسخة خلال 2017، وتأتي بعدها جريدة "الاتحاد الاشتراكي" بـ4477 نسخة، مسجلةً بذلك تراجعاً مخيفاً في مبيعاتها.



ويرى الخبير الإعلامي محجوب بنسعيد في تصريحات لـ"العربي الجديد" أن "تراجع مبيعات الصحف الورقية ليس حكرًا على المغرب بل هو ظاهرة عالمية تزداد انتشارًا يومًا بعد يوم بسبب التنامي المضطرد لاستعمالات تكنولوجيا المعلومات والاتصال والنشر الإلكتروني للأخبار على مدار الساعة بل تغطية الأحداث حين وقوعها مباشرة".

ويتابع بنسعيد أنّ هذا الوضع يحيل إلى نقاش مطروح منذ مدة بين المهنيين والخبراء، وهو هل ستموت الصحافة الورقية، ليجيب بأنه "في المغرب المشكل أكثر صعوبة وأشد تعقيدًا لأسباب يأتي في مقدمتها تدني نسبة القراءة بشكل فظيع ليس في أوساط العامة والبسطاء بل حتى في أوساط النخبة العالمة أو المثقفة".

ويسجل المتحدث ذاته أن "أغلب الصحف الورقية المغربية لم تطور نفسها على مستوى الشكل والمضمون بما يجعلها على الأقل في مستوى التحليل العميق والمفيد للأحداث المتسارعة".
أما بالنسبة للصحف الحزبية، يضيف بنسعيد، فقد "تراجعت عن أسلوبها التحريري النضالي واكتفت بتخصيص حيز صغير لتغطية أنشطة الحزب بينما باقي المواد تتشابه من صحيفة إلى أخرى".

ويسترسل الخبير بأن تراجع مبيعات الصحف الحزبية لا يمكن فصله عن تضاؤل مصداقية الأحزاب السياسية لدى المواطنين وعدم ثقتهم في خطابها السياسي وعدم وفائها بوعودها التي وزعتها يميناً ويسارًا خلال الحملات الانتخابية"، وفق تعبيره.
دلالات
المساهمون