تعدّ الصفحات على موقع "فيسبوك" في الجزائر ساحة مهمة للدعاية الانتخابية للمرشحين الخمسة، في انتخابات الرئاسة المقررة في 12 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وسط قلق من صفحات مجهولة تقود حملات ضد المنافسين لصالح آخرين.
وبدأت معركة الانتخابات الرئاسية الجزائرية باكراً على المواقع الافتراضية، قبل بدء الحملة الانتخابية يوم الأحد الماضي، إذ بادر القائمون على حملات المرشحين إلى فتح فضاءات وصفحات على موقع "فيسبوك"، تديرها فرق مختصة وإعلاميون وخبراء في الإعلام والاتصال، لتسويق صورة المرشح الرئاسي وبرنامجه وأنشطته، ونقل تحركاته وندواته الصحافية بالصوت والصورة.
ويظهر المرشح عبد القادر بن قرينة صاحب القدرة الكبرى على استغلال وسائط التواصل الاجتماعي، مقارنة بمنافسيه، إذ حرص شخصياً على متابعة صفحته، لكن مع قرب موعد الحملة الانتخابية سلّم فريقاً خاصاً إدارتها وتزويدها بالصور ومقاطع الفيديو والتصريحات ومقاطع للتجمعات الشعبية التي ينشطها. كذلك أطلقت حملته ومؤيدوه مجموعة من الصفحات الإضافية التي تروج له.
وحتى قبل إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية، أظهر رئيس الحكومة السابق، علي بن فليس، نيته المنافسة على المنصب، فكان أول من أطلق صفحة خاصة على "فيسبوك" حيث بدأ بنشر تصريحات وحوارات سابقة له تظهر مواقفه السياسية ومعارضته لنظام عبد العزيز بوتفليقة منذ عام 2004. ومع بداية الحملة الانتخابية، شرع فريق حملته بتفعيل حضوره بشكل لافت على الوسائط الافتراضية، عبر تضمين صفحته الرئيسية وصفحة حزبه، "طلائع الحريات"، مزيداً من الصور ومقاطع الفيديو لحوارات بن فليس الصحافية، كما عمد إلى تسجيل حوارات قصيرة تتضمن رداً على أسئلة وهواجس يطرحها الرأي العام. في المقابل، لا يبدي المرشح الرئاسي ورئيس الحكومة السابق، عبد المجيد تبون، اهتماماً كبيراً بالوسائط الافتراضية، ولا ينشط عليها بما يخدم حملته الانتخابية، وعدا الصفحة الرسمية لمديرية حملته الانتخابية لم ينجز تبون خريطة افتراضية، رغم أنه محاط بصحافيين معروفين ويدير حملته إعلامياً أستاذ جامعي في كلية الصحافة. لكن اللافت اعتماد تبون على صفحات جاهزة، تملك عدداً كبيراً من المتابعين، وانخرطت في حملة انتخابية لصالحه، وتقوم بالدعاية له، كما تهاجم خصومه، وتحديداً علي بن فليس.
الطبيب المرشح للرئاسة، عبد العزيز بلعيد، هو أقل المرشحين حضوراً في مجال الدعاية على وسائط التواصل الاجتماعي، ولا يراهن كثيراً على الخوض في هذه الساحة، وعدا صفحته الخاصة على "فيسبوك" لم توفر مديرية حملته الانتخابية حسابات تنشط في مجال الدعاية الانتخابية. والحال نفسه ينطبق على المرشح الخامس، وزير الثقافة السابق عز الدين ميهوبي الذي لا يعزز حضوره بالشكل المطلوب على وسائط التواصل الاجتماعي، ويفتقر فريق حملته إلى القدرة على النشاط الافتراضي، ولا أثر لوجود جهد فعلي في هذا الاتجاه. وقد راهن فريق الحملة على تسويق صورة ميهوبي كشاعر ومثقف، واتخذت الصفحة تسمية في هذا الاتجاه "كلنا المثقف عز الدين ميهوبي"، كما لا يتضمن رصيد صفحة عز الدين ميهوبي على "فيسبوك" سوى عدد محدود من الصور والفيديوهات تخص بعض أنشطته الانتخابية.
اقــرأ أيضاً
ولا يمكن تجاهل حضور "الصفحات المضادة" التي تستخدم في تشويه الخصوم، إذ تعتمد أساساً على الطعن والتحريض السياسي، وتستعيد مقاطع فيديوهات وحوارات سابقة للمرشحين وتوظفها في سياقات ضدية. ويحذر الباحث في الاتصال الجماهيري، محمد أمين بن الساسي، من "مغبة السقوط في منحدر الإشاعات والأخبار الزائفة والفيديوهات المفبركة"، لافتاً في تصريح لـ"العربي الجديد" إلى أن "الحملة الانتخابية تعد منافسة بين البرامج والقدرة على حشد الجماهير والتفافهم حول المقترحات في إطار يحدده القانون وتوضحه مواثيق واضحة، بينما الفضاء الافتراضي مجال مفتوح على كل أساليب الدعاية الانتخابية، والدعاية المضادة تصل إلى حد الكراهية وتشويه الآخر". وإلى جانب الصفحات المضادة، يواجه المرشحون معركة ضارية على صفحات "فيسبوك" من ناشطين رافضين للانتخابات الرئاسية المقبلة، فضلاً عن موجات السخرية اللاذعة.
وبدأت معركة الانتخابات الرئاسية الجزائرية باكراً على المواقع الافتراضية، قبل بدء الحملة الانتخابية يوم الأحد الماضي، إذ بادر القائمون على حملات المرشحين إلى فتح فضاءات وصفحات على موقع "فيسبوك"، تديرها فرق مختصة وإعلاميون وخبراء في الإعلام والاتصال، لتسويق صورة المرشح الرئاسي وبرنامجه وأنشطته، ونقل تحركاته وندواته الصحافية بالصوت والصورة.
ويظهر المرشح عبد القادر بن قرينة صاحب القدرة الكبرى على استغلال وسائط التواصل الاجتماعي، مقارنة بمنافسيه، إذ حرص شخصياً على متابعة صفحته، لكن مع قرب موعد الحملة الانتخابية سلّم فريقاً خاصاً إدارتها وتزويدها بالصور ومقاطع الفيديو والتصريحات ومقاطع للتجمعات الشعبية التي ينشطها. كذلك أطلقت حملته ومؤيدوه مجموعة من الصفحات الإضافية التي تروج له.
وحتى قبل إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية، أظهر رئيس الحكومة السابق، علي بن فليس، نيته المنافسة على المنصب، فكان أول من أطلق صفحة خاصة على "فيسبوك" حيث بدأ بنشر تصريحات وحوارات سابقة له تظهر مواقفه السياسية ومعارضته لنظام عبد العزيز بوتفليقة منذ عام 2004. ومع بداية الحملة الانتخابية، شرع فريق حملته بتفعيل حضوره بشكل لافت على الوسائط الافتراضية، عبر تضمين صفحته الرئيسية وصفحة حزبه، "طلائع الحريات"، مزيداً من الصور ومقاطع الفيديو لحوارات بن فليس الصحافية، كما عمد إلى تسجيل حوارات قصيرة تتضمن رداً على أسئلة وهواجس يطرحها الرأي العام. في المقابل، لا يبدي المرشح الرئاسي ورئيس الحكومة السابق، عبد المجيد تبون، اهتماماً كبيراً بالوسائط الافتراضية، ولا ينشط عليها بما يخدم حملته الانتخابية، وعدا الصفحة الرسمية لمديرية حملته الانتخابية لم ينجز تبون خريطة افتراضية، رغم أنه محاط بصحافيين معروفين ويدير حملته إعلامياً أستاذ جامعي في كلية الصحافة. لكن اللافت اعتماد تبون على صفحات جاهزة، تملك عدداً كبيراً من المتابعين، وانخرطت في حملة انتخابية لصالحه، وتقوم بالدعاية له، كما تهاجم خصومه، وتحديداً علي بن فليس.
الطبيب المرشح للرئاسة، عبد العزيز بلعيد، هو أقل المرشحين حضوراً في مجال الدعاية على وسائط التواصل الاجتماعي، ولا يراهن كثيراً على الخوض في هذه الساحة، وعدا صفحته الخاصة على "فيسبوك" لم توفر مديرية حملته الانتخابية حسابات تنشط في مجال الدعاية الانتخابية. والحال نفسه ينطبق على المرشح الخامس، وزير الثقافة السابق عز الدين ميهوبي الذي لا يعزز حضوره بالشكل المطلوب على وسائط التواصل الاجتماعي، ويفتقر فريق حملته إلى القدرة على النشاط الافتراضي، ولا أثر لوجود جهد فعلي في هذا الاتجاه. وقد راهن فريق الحملة على تسويق صورة ميهوبي كشاعر ومثقف، واتخذت الصفحة تسمية في هذا الاتجاه "كلنا المثقف عز الدين ميهوبي"، كما لا يتضمن رصيد صفحة عز الدين ميهوبي على "فيسبوك" سوى عدد محدود من الصور والفيديوهات تخص بعض أنشطته الانتخابية.
تجدر الإشارة إلى أن 22 مليون جزائري يملكون حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يعادل الرقم الرسمي للهيئة الناخبة التي تقدر بـ23 مليون ناخب. لكن المراقب يستطيع رصد ابتعاد المرشحين عن استغلال مواقع التواصل الاجتماعي مقارنة بحجم الوجود الجزائري عليها. وفي هذا السياق، لم يقدم مرشحون إلى الآن على تمويل صفحات "فيسبوك" أو شراء إعلانات تتضمن رسائلهم السياسية، على عكس تونس حيث لعبت منصة "فيسبوك" دوراً مهماً في تحديد نتائج الانتخابات النيابية والرئاسية، وصُرفت أموال طائلة في شراء صفحات ومساحات ترويجية على الموقع.
ويرى الناشط الإعلامي، محمد فادن، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "الفضاء الافتراضي يعتبر ساحة معركة قوية لجميع المرشحين، ووسيلة سهلة في الترويج لبرنامجهم وأفكارهم وتحركاتهم طوال فترة الحملة الانتخابية"، لكنه في الوقت نفسه "لا يمكن أن يحكم كل مرشح على ما يقدمه (فيسبوك) و(تويتر) من إعجاب وتعليقات، فهي في النهاية مجرد آراء لا يمكن أن تكون لها مصداقية في شحن وحشد التابعين والموافقين على برنامج أي مرشح". ويضيف فادن أن "التفاعل الجماهيري سيكون أكبر من حيث الكم الهائل للمتابعين، ومن مختلف ولايات الوطن، والكم الهائل أيضاً من حيث التعليقات، غير أنه ليس معياراً لتقييم مدى استجابة المواطنين للبرامج التي يعرضها المرشحون".ولا يمكن تجاهل حضور "الصفحات المضادة" التي تستخدم في تشويه الخصوم، إذ تعتمد أساساً على الطعن والتحريض السياسي، وتستعيد مقاطع فيديوهات وحوارات سابقة للمرشحين وتوظفها في سياقات ضدية. ويحذر الباحث في الاتصال الجماهيري، محمد أمين بن الساسي، من "مغبة السقوط في منحدر الإشاعات والأخبار الزائفة والفيديوهات المفبركة"، لافتاً في تصريح لـ"العربي الجديد" إلى أن "الحملة الانتخابية تعد منافسة بين البرامج والقدرة على حشد الجماهير والتفافهم حول المقترحات في إطار يحدده القانون وتوضحه مواثيق واضحة، بينما الفضاء الافتراضي مجال مفتوح على كل أساليب الدعاية الانتخابية، والدعاية المضادة تصل إلى حد الكراهية وتشويه الآخر". وإلى جانب الصفحات المضادة، يواجه المرشحون معركة ضارية على صفحات "فيسبوك" من ناشطين رافضين للانتخابات الرئاسية المقبلة، فضلاً عن موجات السخرية اللاذعة.