وقال خاشقجي في اللقاء الذي تم تصويره في وقت سابق، إن السعودية "لم تعد تملك أوراقاً في سورية، وهي لم تعد لاعباً أساسياً في الحالة السورية، وتريد من واشنطن إخراج إيران من هناك".
واستعرض الصحافي السعودي أهم الأخطاء التي ارتكبتها بلاده في سورية، وقال إن الرياض
لم تتحمس للتغيير السوري، الذي كان سيجلب الحرية والديمقراطية، وذلك بسبب توجسها الدائم من صعود الإسلام السياسي.
وتابع خاشقجي: "كما أن السعودية لم تتعاون مع الأتراك الذين كانوا حلفاءها الطبيعيين، فهي كانت تنازع قطر هناك، وهو ما دفعت ثمنه الرياض والثورة السورية، فاستقرار إيران في سورية مضر جداً بمصالح الرياض الاستراتيجية".
وعن إمكانية عودة الدور العربي إلى سورية عبر نشر قوات عربية فيها، قال الصحافي السعودي: إن ذلك غير ممكن، فتواجد السعودية شرق الفرات يحتاج إلى "تليين" العلاقات مع تركيا، فضلاً عن تفاهمات مع الروس.
كما استبعد خاشقجي مشاركة مصر في نشر قواتها شرق نهر الفرات إلى جانب القوات الأميركية، وأضاف "إذا ذهبت قواتها هناك ستسلم المنطقة لبشار الأسد، فهناك توافق تام بينهم".
وأشار خاشقجي إلى التشابه بين الموقف السعودي والمصري تجاه ثورات الربيع العربي، وهو "الإيمان ببقاء الأنظمة القديمة، وإعادة تأهيلها"، ولفت إلى أن السعودية تتمنى بقاء بشار الأسد لكن من دون إيران.
وعن المواجهة الإيرانية ــ الإسرائيلية في سورية، استبعد الصحافي السعودي قيام إسرائيل بمهمة اقتلاع إيران من هناك، وحث الدول العربية التي لا تريد استقرار إيران في سورية على احتضان الثورة السورية والقتال معها دبلوماسياً وعسكرياً.
ويرى خاشقجي أن الثورة السورية لم تنتهِ مثلما الثورة المصرية والليبية لم تنتهِ أيضاً. فالنظام -على حد قوله- ما زال مطالباً بتوفير الحريات وتوفير الاستحقاقات الحياتية للمجتمع السوري الذي يقبع تحت سيطرته واحتلاله، وبشار الأسد لن يحكم سورية إلا كمحتل.
وكان خاشقجي قد اختفى بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول، يوم الثاني مِن أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، ولم يخرج منها. ورغم أن التصريحات الرسمية لم تعلن مقتله داخل القنصلية، إلا أن التسريبات الأمنية التي نقلتها وسائل إعلام تركية وغربية وعربية ذكرت أن تسجيلات داخل القنصلية تكشف أن فريقاً أمنياً سعودياً قام بقتل خاشقجي بطريقة وحشية.