مناسك الحج 2016: السيلفي أولاً؟

16 سبتمبر 2016
يتصورون سيلفي (أحمد غربلي/فرانس برس)
+ الخط -
يبدو أن حمّى السيلفي ومواقع التواصل الاجتماعي وصلت إلى مناسك الحج هذا العام. إذ استغل الحجاج في مكة المكرمة خصوصاً الشباب منهم، هذه الذكرى لالتقاط صور سيلفي وتحميلها على تطبيقات "تويتر"، و"فيسبوك"، و"سناب تشات"، ليصبح للحج طقوسه الخاصة على الصفحات الافتراضية. 

انتشار صور مناسك الحج خطوة بخطوة، ابتداء من التعريف بأماكن الحج ومرافقه المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي أثارت جدلاً واسعاً بين الناشطين؟ إذ اعتبر البعض أن نشر الصور ومشاركتها مع الأصدقاء بهدف توثيق الذكرى ومشاركة اللحظات الدينية الجميلة أمر طبيعي. فيما اعتبر البعض الآخر أن اللهو بصور السيلفي وتحميلها على الصفحات يؤثر على الخشوع وأداء المناسك. 

بعض الحجاج نشروا صوراً وفيديوهات لهم على تطبيق "سناب تشات"، كما استخدم البعض الآخر خاصية "فيسبوك لايف" من مكة المكرمة بالرغم من حجب الخدمة أثناء مناسك الحج، للمشاركة المباشرة مع أهلهم وأصدقائهم وبدأوا بطلب الدعاء أمام الكعبة مباشرة، فيما البعض الآخر حملوا أوراقاً كتبت عليها أسماء من يتمنون وجوده معهم في أيام الحج.    

لم يقتصر الأمر على مشاركة مناسك الحج، فانتقلت العدوى الافتراضية الى المهنئين، إذ غدت تهنئة الحجاج على "تويتر" و"فيسبوك" أيضاً، بدلاً من الزيارات التقليدية في المنازل. هكذا انتشر وسمَا#ضيف_الرحمن_غالي_عيلنا و #حج_مبرور_وسعي_مشكور على تويتر بهدف تهنئة الحجاج. 

ما سبق أثار حفيظة رجال الدين وبعض العلماء الذين وصفوا سلوك التقاط السيلفي والفيديوهات بالسلوك السياحي الترفيهي، وفتحت بعض الشاشات الهواء لرجال الدين للتوعية من مخاطر الأمر.

قناة "الجزيرة" كذلك استخدمت خاصية "فيسبوك لايف" خلال موسم الحج وتحديداً من مكة المكرمة لتشارك متابعيها المناسك والأدعية وقد لاقى الأمر رواجاً كبيراً. 

ومن التعليقات التي انتشرت على "فيسبوك" و"تويتر"، كتبت هلا نصرالله: "من بعد ما كان الحج: والله ما حج إلا أنا وناقتي صارت القاعدة الجديدة عند حجاج بيت الله عبارة عن والله ما حج إلا انا والسيلفي". 


أما فايز عكاوي فقد كتب على صفحته على "فيسبوك": "حج مبرور وذنب مغفور لكل حاج وطئت قدماه جبل عرفات .. فالحج عرفة.. الغريب في رحلة الحج العظيمة أن بعضاً من الحجاج الشباب لا يتركون الموبايل أثناء رحلة حجهم ويتم " تشيير" كل صورة سيلفي مع إخوانهم ليسجلوا هذه اللحظة التاريخية في حياتهم ويعلقوا عليها، ونقوم نحن بدورنا بالرد عليهم بالمباركة فيردون علينا بالدعاء.. وهكذا .. سؤال: أين الخشوع؟! الإجابة: إنها مناسك التكنولوجيا الدينية الحديثة! كل حج وأنت طيب أيها الشاب العصري!". 


أما محمد العرفج فغرد: "ضيفنا الحاج لا تتذمر من خدمات الاتصال والتطبيقات المحجوبة لدينا، هيئة الاتصالات توفر لك عزلة إجبارية عن أهلك لتؤدي مناسك الحج بخشوع تام".