تحتل سلوفاكيا المركز الـ 32 عالمياً والـ 23 أوروبياً، وهي الدولة الشهيرة بأنها المتسبب الرئيسي في إخراج المنتخب الإيطالي من كأس العالم 2010، وهو البلد الذي ولد بعد تفكيك "تشيكوسلوفاكيا" 1993، ومنذ التأهل التاريخي إلى الدور الثاني في مونديال جنوب أفريقيا، أصبح المنتخب السلوفاكي رقماً صعباً في القارة الأوروبية، حتى تأهل لأول مرة في تاريخه إلى بطولات اليورو، حيثُ سيشارك في يورو 2016.
لمحة تاريخية
لم يحالف الحظ المنتخب السلوفاكي في التأهل إلى أي نسخة من بطولات اليورو، ففي كل مرة كان يفشل ويحتل المركز الثالث في المجموعة خلال التصفيات الأوروبية، ولم ينجح أي مدرب في فك هذه العقدة إلا المدرب يان كوزاك الذي قاد سلوفاكيا لأول مرة إلى أقوى بطولات أوروبا.
وربما أعظم إنجاز للمنتخب السلوفاكي أنه تأهل إلى مونديال 2010 في جنوب أفريقيا، وكانت المرة الأولى التي يصل فيها المنتخب إلى بطولة عالمية، ولم يدخل البطولة من أجل النزهة، لأنه هزم إيطاليا حاملة اللقب في عام 2006، بعد أن فاز عليها في المباراة الأخيرة من دور المجموعات (3 - 2)، لتتأهل سلوفاكيا لأول مرة في تاريخها إلى الدور الـ16 من البطولة العالمية أنذاك.
اصطدم المنتخب السلوفاكي بالمنتخب الهولندي وخسر (2 - 1)، ليخرج بشرف من البطولة بعد أن قدم كل ما في وسعه وحقق إنجازاً تاريخياً، ومنذ ذلك الحين أصبح المنتخب السلوفاكي واحداً من كبار القارة الأوروبية، الذي ينافس أقوى المنتخبات على البطاقات المؤهلة إلى البطولات القارية والعالمية.
في المقابل يجب ذكر أن 11 لاعباً من منتخب تشيكوسلوفاكيا، الذين لعبوا ضد ألمانيا الغربية في نهائي البطولة الأوروبية في عام 1976، ينحدرون من سلوفاكيا في الأصل، قبل أن تصبح سلوفاكيا دولة مستقلة عن تشيكيا وتبدأ بالبحث عن تاريخ كروي مشرف ومنفرد.
الطريق إلى اليورو
تأهل المنتخب السلوفاكي مباشرةً عن المجموعة الثالثة في التصفيات الأوروبية، بفضل انتصاراتها الستة المتتالية التي منحتها 18 نقطة في أول ست مباريات، الأمر الذي أراح كثيراً الجماهير السلوفاكية التي كانت تريد تحقيق الحلم بالوصول إلى اليورو الفرنسي.
بدأت سلوفاكيا التصفيات بفوز على أوكرانيا خارج الديار بهدف نظيف، ثم حققت فوزاً مفاجئاً على إسبانيا (2 - 1)، لتؤكد أنها ستنافس على إحدى البطاقات المؤهلة من دون منازع، قبل أن تعود وتحقق فوزاً مهماً على بيلاروسيا (3 - 1)، ثم تفوز على مقدونيا بهدفين نظيفين، وتفوز على لوكسمبورغ بثلاثة أهداف نظيفة، وتفوز على مقدونيا (2 - 1).
بعد ذلك خسرت من إسبانيا بهدفين نظيفين وتعادلت مع أوكرانيا بدون أهداف، ثم خسرت من بيلاروسيا وفازت أخيراً على لوكسمبورغ (4 - 2). وبعد أن حققت سبعة انتصارات وتعادلا وخسارتين، حققت سلوفاكيا 22 نقطة في التصفيات، كانت كافية لمنحها التأهل المباشر كوصيف عن المجموعة الثالثة خلف المتصدر إسبانيا.
سجل المنتخب السلوفاكي في التصفيات 17 هدفاً وتلقت شباكه ثمانية أهداف في عشر مباريات، وبالنسبة للمنتخب السلوفاكي هناك الكثير من اللاعبين الذين سجلوا الأهداف، لكن بالطبع هداف سلوفاكيا في التصفيات هو المهاجم القناص مارك هامسيك الذي سجل خمسة أهداف، ساهم من خلالها بأهداف حاسمة منحت سلوفاكيا بطاقة العبور إلى أول يورو في تاريخ البلاد منذ التأسيس.
تكتيك المنتخب
اعتمد مدرب المنتخب السلوفاكي يان كوزاك على خطتين تقريباً طوال التصفيات الأوروبية، إذ يعتمد دائماً على أربعة مدافعين في الخلف، وخمسة لاعبين في الوسط ومهاجم صريح (4-5-1)، وأحياناً يضع أربعة لاعبين في خط الوسط ويُسند لهامسيك دور المهاجم الوهمي المعروف بـ "الرقم 9"، لأن هامسك يتمركز خلف آخر مهاجم ويمكن أن يلعب دور المهاجم الصريح أو المُمول أو حتى صانع الألعاب (4-4-1-1).
ولا يمكن إغفال استعمال المدرب كوزاك خطة (4-2-3-1) التي تعتبر من الأكثر شيوعاً في كرة القدم، وهي التي تعطي الفريق التوازن والتحرك بحرية كبيرة، وذلك لأنها تعطي المهاجم حرية في التحرك، وخلفه ثلاثة لاعبين بأدوار خط وسط وهجوم في نفس الوقت، بينما يلعب اللاعبان اللذان يتمركزان بين الدفاع وخط الوسط دورا دفاعيا لمساندة الخط الخلفي.
وهذه الخطة قد تمنح سلوفاكيا التفوق على إنجلترا في اللقاء الأول، من خلال الاعتماد على الكرات الساقطة من الخلف، والأهم هو الفوز بالكرة في وسط الملعب بسبب الكثافة العددية لحرمان الخصم منها قدر الإمكان والحد من خطورته طوال 90 دقيقة.
حظوظ سلوفاكيا في المجموعة
لا تبدو حظوظ سلوفاكيا بخطف بطاقة مؤهلة إلى الدور الثاني سهلة، لكنها ليست مستحيلة في المجموعة الثانية، لكن بتواجد كل من المنتخب الإنجليزي والويلزي والروسي، الأمور تبدو معقدة على الورق. المنتخب السلوفاكي يملك عناصر جيدة على أرض الملعب، لكن منافسيه خصوصاً إنجلترا وويلز يملكان عناصر مرعبة قادرة على حسم الأمور في المجموعة باكراً.
المنتخب السلوفاكي بحاجة لفوز وحيد ربما في هذه المجموعة بغية ضمان العبور من المركز الثالث على أقل تقدير، لكن وإن فكرت سلوفاكيا بالعبور من بوابة المركز الأول أو الثاني، فعليها البدء من الآن في التفكير بحلول عبقرية لتخطي عقبة إنجلترا وويلز بشكل خاص، وأخيراً روسيا، التي تبدو أضعف منتخبات المجموعة على الورق.
سلوفاكيا تحتاج إلى عناصر الخبرة مثل هامسك وسكرتل وكوتشكا من أجل نشر التوازن في المنتخب والمساهمة في بلوغ الدور الثاني من دون مشاكل كبيرة، وإن كانت هذه المرة الأولى التي يلعب فيها المنتخب السلوفاكي في بطولة اليورو، إلا أن أحلام هذا المنتخب تبدو كبيرة منذ أن أخرج إيطاليا في عام 2010.
عناصر ألبانيا المتوقعة
حراسة المرمى: مارتن دوبرافكا، ماتوس كوزاسيتش، يان موشا.
خط الدفاع: إرلك كلكوس، يان دورسيا، نوربيرت، جيومبير، توماس هوبوكان، لوبومير ميكاليك، بيتير بيكاريك، جوزيف بلاسيتش.
خط الوسط: مارك هامسك، أودريج دودا، باتريك هروسوفسكي، جوراج كوتشكا، روبيرت ماك، فيكتور بيسوفسكي، فلاديمير ويلس، ميرولاف ستوش.
خط الهجوم: ميشال دوريش، أدام نيميتش، ستنسلاف سيستاش، مارتن ياكوبو.