اصطف المجتمع الجزائري بكامل أطيافه لمساعدة العائلات المحتاجة والمتضررة من فيروس كورونا الجديد، الذي انتشر على نطاق واسع بالبلاد، إذ كان من بين المشاركين في حملات الخير والإعانة العديد من الرياضيين ولاعبي كرة القدم، على غرار تلك المبادرة التي أطلقها المتحدث الإعلامي السابق بالاتحاد الجزائري لكرة القدم، والعضو الحالي في الخلية الإعلامية للاتحاد الأفريقي للعبة، عادل حاجي.
ورصد "العربي الجديد" هذه المبادرة التي شارك فيها نجوم منتخب الجزائر، تحت اسم "Blida donate"، التي تهدف إلى جمع التبرعات إلى سكان مقاطعة البليدة، التي تعتبر أكثر المدن الجزائرية تضرراً من فيروس كورونا الجديد، والمدينة الوحيدة في البلاد التي تم فرض الحجر الكلي عليها، منذ تاريخ 23 مارس/آذار الماضي.
وتحدث عادل حاجي لـ"العربي الجديد"، عن تفاصيل هذه الحملة التضامنية والتطوعية التي تمت من خلال الاتصال بلاعبي المنتخب الوطني الجزائري حاليين منهم ومعتزلين، على غرار مجيد بوقرة، رفيق صايفي وسعيد بلكالام وكارل مجاني وياسين براهيمي وسفيان فيغولي وهلال العربي سوداني وآخرين، بحيث سيقدم هؤلاء اللاعبون المشاركون في المبادرة مقتنياتهم وتذكاراتهم الشخصية، كي تعرض للبيع على الصفحة الخاصة بهذه المبادرة على "فيسبوك".
ومن بين اللوازم التي قدمها اللاعبون، ذكر حاجي كرة بطولة أمم أفريقيا 2019 والموقع عليها من طرف اللاعبين المتوجين بالكأس في مصر، وقميص المنتخب البرازيلي الموقع عليه كذلك من نجوم منتخب "محاربي الصحراء" الذين شاركوا في بطولة كأس العالم 2014، إضافة إلى أقمصة أخرى للمنتخب الجزائري، وكرات وقفازات وأحذية رياضية، وغيرها من اللوازم، ليتم تحويل مداخيل بيعها إلى جمعية "ناس الخير"، التي بدورها ستحول تلك الأموال نحو مساعدة العائلات الفقيرة والمتضررة من فيروس كورونا الجديد.
وعن ردة فعل اللاعبين بعد اقتراح الفكرة عليهم، قال: "اللاعبون تفاعلوا مع المبادرة بشكل إيجابي وحماس كبير ورغبة في إنجاحها، لأنهم متأثرون بالوضع الحالي لبعض العائلات الفقيرة والمعوزة بمقاطعة البليدة في ظل تفشي فيروس كورونا والحجر الصحي الشامل للمدينة. حتى أن هناك بعضهم، بالإضافة إلى قبولهم المشاركة في هذه المبادرة، اقترحوا كذلك مساعدة هذه العائلات بتخصيص مبالغ مالية إضافة إلى امكانية مساعدة مستشفيات البليدة".
وأعطى حاجي لمحة عن مدى تفاعل المواطنين لاقتناء مستلزمات اللاعبين المتبرعين فتابع بقوله: "حتى ولو أن المبادرة هي الأولى من نوعها في الجزائر، إلا أن مشاركة المواطنين كانت مقبولة وجد محترمة وهذا ما يبرز الدور التضامني للشعب الجزائري في المحن والأزمات. كنا نود مشاركة أوسع خاصة من طرف المؤسسات والشركات لجمع أكبر عدد ممكن من المساعدات، ولكن الحمد لله العملية مرت في ظروف حسنة".