ألقت الهزّة العنيفة التي تعرّض لها منتخب الجزائر لكرة القدم، بسبب "فيديو فاضح" للاعبه هاريس بلقبلة، بظلالها على تحضيرات "المحاربين" وكذلك الجماهير الجزائرية الغفيرة، التي تابعت ما حصل في معسكر الجزائر بالدوحة، قبل أيام فقط من انطلاق منافسة كأس أمم أفريقيا بمصر.
وكان المدير الفني للجزائر جمال بلماضي قد قرر، ليلة الثلاثاء، إبعاد اللاعب هاريس بلقبلة عن صفوف منتخب "الخضر"، الذي يستعد لخوض غمار بطولة أمم أفريقيا في مصر.
وجاء قرار استبعاد لاعب نادي بريست الفرنسي بسبب فيديو فاضح للاعب، انتشر أخيراً، أثناء ممارسة زميله الحارس في فريق نادي ميتز أليكسندر أوكيدجا لعبة "فورتنايت" الشهيرة، خلال وجود اللاعب برفقة منتخب بلاده بالمعسكر التدريبي التحضيري لمنافسات كأس أمم أفريقيا 2019.
وحصل "العربي الجديد" على تفاصيل مثيرة عن هذه الواقعة التي أفسدت إلى حدٍّ كبير الأجواء الرائعة التي كان يعيشها المنتخب الجزائري داخل المعسكر التدريبي، إذ أكد مصدر قريب من المنتخب أن لا أحد في البعثة الجزائرية كان على علم بتداول الفيديو "الفاضح" للاعب هاريس بلقبلة لاعب وسط نادي بريست الفرنسي، وتداعياته السلبية خاصة على مستوى الجماهير التي ثارت على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف المصدر ذاته أن أحد أفراد الجهاز الفني قام بعد المباراة مباشرة بالاتجاه صوب المدرب جمال بلماضي، بعدما أظهر له الفيديو المنتشر بقوة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتسبب ذلك في غضب عارم للمدرب الأسبق لنادي الدحيل القطري الذي كان أصلاً في قمّة الاستياء بسبب الأداء الذي ظهر عليه المنتخب الجزائري في مباراة بوروندي.
وأوضح المصدر ذاته أن بلماضي قام على الفور بالاتصال برئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي، وأخطره بما حصل مؤكداً له عدم حاجته للاعب وكذلك ضرورة إقصائه من قائمة اللاعبين المشاركين في "الكان" على الفور، ورغم مناشدة زطشي لبلماضي التريث قبل اتخاذ هذا القرار، إلا أن المدير الفني تشبث بموقفه، وطلب استبعاد بلقبلة من المنتخب.
وأضاف المصدر نفسه أن زطشي قام بعدها بالاتصال بمدير المنتخب الجزائري حكيم مدان، وطلب منه أن يخبر هاريس بلقبلة بالقرار المتخذ، وكذلك حزم أمتعته لمغادرة الفندق الذي يقيم فيه "الخضر"، قبل أن يستقل، صباح الأربعاء، أول طائرة متجهة من الدوحة إلى العاصمة الفرنسية باريس.
وعقد الجهاز الفني للمنتخب الجزائري اجتماعاً بمقرّ إقامته، بهدف تعويض استبعاد بلقبلة بسرعة، قبل انقضاء أجل إرسال قائمة المنتخب إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، الأربعاء. وبحسب المصدر نفسه، فقد فاضل الجهاز الفني بين لاعبين اثنين لتعويض بلقبلة، وهما أندي ديلور مهاجم نادي مونبلييه الفرنسي، وكذلك محمد بن خماسة لاعب وسط نادي اتحاد العاصمة الجزائرية، قبل أن يتم الاستقرار على الأخير للحلول بدلاً من لاعب بريست الفرنسي، وذلك لتعويض لاعب وسط بلاعب من المنصب نفسه، خاصة أن المنتخب يشكو نقصاً في هذا المركز.
وبالفعل تمّ الاتصال باللاعب بن خماسة، الذي كان في إجازة بعد نهاية التزاماته مع فريقه، إذ ينتظر أن يصل اللاعب إلى الدوحة في الساعات القليلة القادمة، قصد الانتظام في المعسكر التدريبي للجزائر، التي ستواجه مالي ودياً يوم 16 يونيو/حزيران الحالي قبل السفر إلى العاصمة المصرية القاهرة يوم 18 منه لإنهاء الاستعدادات هناك قبل أول مواجهة في "كان 2019" أمام كينيا يوم 23 من الشهر نفسه.
وقال المصدر ذاته إن اللاعب بلقبلة حاول عبثاً أن يشرح لبلماضي ما حصل، إلا أن الأخير رفض ذلك وتمسّك بقراره، قبل أن يقوم اللاعب بتقديم اعتذارات له ولباقي أفراد الجهازين الفني والإداري وكذلك لزملائه على ما بدر منه.
وبحسب المصادر نفسها، فإن واقعة بلقبلة خلّفت صدمة قوية لدى المدرب جمال بلماضي، وكذلك لاعبي الجزائر، وخصوصا أن المدير الفني كان يراهن عليه كثيراً لشغل منصب في التشكيل الأساسي بالنظر لقدراته الكبيرة، فضلاً عن أن الحسرة التي أصابت بلماضي كانت نابعة من أنه كثيراً ما هبّ للدفاع عن لاعبيه والثناء عليهم وعلى التزامهم وانضباطهم في كلّ مرة أمام الانتقادات اللاذعة و"الهجمات" التي يتعرضون لها، خاصة من وسائل الإعلام الجزائرية، بعد الأزمة التي حدثت أخيراً بخصوص اللاعب يوسف عطال نجم نادي نيس الفرنسي، الذي اتهمته بعض وسائل الإعلام المحلية بتورطه في فضيحة أخلاقية خلال معسكر المنتخب في شهر مارس/آذار الماضي.
وكان القرار الذي اتخذه بلماضي بطرده للاعب بلقبلة بمثابة رسالة إنذار قوية لبقية اللاعبين، وتحذيراً لهم من مغبة التلاعب بالأمور الانضباطية أو الخروج عن النص، وخاصة أنه قام أخيراً باستبعاد أكثر من لاعب من القائمة النهائية المشاركة في أمم أفريقيا للسبب ذاته.
وكان هاريس بلقبلة قد خطا خطواته الأولى مع المنتخب الأول خلال هذا المعسكر، بعدما لعب قبل 3 سنوات للمنتخب الأولمبي خلال دورة الألعاب الأولمبية التي جرت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية صيف عام 2016، لكن مغامرته الأولى مع "الخضر" انتهت بطريقة سيئة جداً.