قضية كارلوس غصن تتفاعل... وتفاصيل جديدة حول هروبه

06 يناير 2020
911E551F-17C5-4C69-97EF-D151E8475889
+ الخط -

أظهرت تفاصيل جديدة، الإثنين، حول الساعات الأولى لفرار كارلوس غصن، كشفت أن المدير التنفيذي السابق لمجموعة رينو-نيسان استقل قطاراً من طوكيو إلى أوساكا، برفقة عدد من الأشخاص الذين لم تحدد الشرطة اليابانية هويتهم بعد.

واستقل غصن قطاراً سريعاً، الأحد 29 كانون الأول/ديسمبر، من طوكيو إلى أوساكا (غرب)، التي وصلها مساء اليوم نفسه، وفق صحيفة "يوميوري شيمبون" وقناة "إن تي في" اليابانيتين.

وسافر غصن برفقة عدد من الأشخاص تعمل الشرطة اليابانية حالياً على تحديد هوياتهم من خلال صور كاميرات المراقبة، وفق الصحيفة. وقالت قناة "إن تي في" إن غصن استقل سيارة أجرة إلى فندق في أوساكا قرب مطار كانساي الدولي بعد ذلك.

من جهتها، ذكرت شبكة "إن إتش كي" العامة، الاثنين، نقلا عن مصادر قريبة من التحقيق، أن غصن غادر منزله بمفرده بعد ظهر 29 كانون الأول/ديسمبر، والتقى رجلين في فندق في طوكيو. أضافت أن الثلاثة استقلوا قطارا فائق السرعة يطلق عليه "شينكانسن" من محطة شيناغوا في طوكيو، ووصلوا إلى محطة في غرب أوساكا.

ونزل الثلاثة في فندق قرب مطار كانساي، لكن كاميرات المراقبة رصدت فقط الرجلين المرافقين لغصن أثناء مغادرة الفندق في وقت لاحق ذلك المساء، وفق "إن إتش كي". وأضاف التقرير إن الرجلين كانا يحملان "صندوقين كبيرين" لم يقم موظفو الجمارك في المطار بفحصهما.

غير أن الغموض لا يزال يلف الكثير من التفاصيل عن مغادرته. وأفرج عن غصن، المتهم في اليابان بارتكاب مخالفات مالية، في نيسان/ إبريل 2019، لكنه أبقي قيد الإقامة الجبرية في طوكيو، ومنع من مغادرة اليابان خلال الفترة التي تسبق محاكمته.

وكان في إمكان غصن، بحسب شروط الإفراج عنه، أن يغادر بيته بحرية، والسفر لمدة تقل عن 72 ساعة داخل اليابان من دون طلب إذن المحكمة. في الوقت نفسه، يعتقد أن عناصر شركة خاصة، يشتبه بأن "نيسان" كلفتهم بمراقبة غصن، أبدوا نوعا من قلة الانتباه أو التركيز على مهمتهم، كما ذكر مصدر مقرب من محيط غصن لوكالة فرانس برس.

لذلك نجح غصن في المغادرة، وحيداً ومن دون عقبات، من بيته في طوكيو في 29 كانون الأول/ديسمبر، بحسب ما أظهرت صور كاميرات مراقبة اطلعت عليها الأسبوع الماضي وسائل إعلام يابانية. لكن المرحلة التالية من الفرار لا تزال غامضة حتى الساعة.

وبحسب المعلومات الأولية، استقل غصن طائرةً خاصة، ليل 29 كانون الأول/ديسمبر، باتجاه إسطنبول، ليصل إلى مطار أتاتورك صباح اليوم التالي، ومن هناك غادر إلى بيروت على طائرة خاصة أخرى. وقالت صحيفتا "الجمهورية" اللبنانية و"وول ستريت جورنال" الأميركية إن غصن اختبأ في صندوق لآلات موسيقية لتفادي المرور عبر السلطات في مطار اليابان. 

وعثر المحققون الأتراك على الصندوق في إحدى الطائرتين الخاصتين اللتين استخدمهما غصن، وعليه ثقوب تسمح له بالتنفس أثناء هروبه، وفق الصحيفة الأميركية. وليس إلزامياً في اليابان تفتيش حقائب الطائرات الخاصة بالأشعة السينية، وفق ما أكدت وزارة النقل اليابانية. 

وقالت اليابان، اليوم الاثنين، إنه ما زال بإمكانها مطالبة لبنان بتسليم كارلوس غصن. وفي أول إفادة للحكومة اليابانية منذ فرار غصن إلى لبنان الذي أمضى فيه طفولته، لم تتطرق وزيرة العدل اليابانية ماساكو موري بدرجة تذكر إلى تفاصيل ملابسات فراره، وكررت قولها للصحافيين بأنها لا يمكنها التعليق على التفاصيل لأن التحقيقات ما زالت جارية.

وأشارت موري إلى أنه، من حيث المبدأ، يمكن لطوكيو تقديم طلب تسليم لدولة لا تربطها بها اتفاقية تسليم. وأضافت للصحافيين في طوكيو أن مثل هذا الطلب يحتاج إلى فحص دقيق بناء على إمكانية "ضمان المعاملة بالمثل و(احترام) القانون المحلي للدولة الشريكة".

ولم توضح ما الذي يتطلب ضمان المعاملة بالمثل. ولم توضح كذلك ما إذا كان هناك أي مواطنين لبنانيين في اليابان مطلوبين لدى السلطات في بلادهم. وكسر المسؤولون اليابانيون الصمت، أمس الأحد، بشأن فرار غصن قائلين إنهم سيشددون إجراءات الهجرة، ووعدوا بتحقيق شامل. وأصدرت السلطات كذلك مذكرة اعتقال دولية بحق غصن.

وقالت السلطات اللبنانية إنها تلقت مذكرة اعتقال من الشرطة الدولية (الإنتربول) بحق غصن وإنه دخل البلاد بصورة قانونية. وقال مسؤول أمني لبناني بارز إن لبنان لا يسلم مواطنيه.


ويعقد غصن، الأربعاء، مؤتمرا صحافيا في بيروت، بحسب ما قال متحدث لوكالة فرانس برس الأحد. ومنذ وصوله إلى لبنان منذ نحو أسبوع كانت التصريحات الإعلامية لرجل الأعمال البالغ الخامسة والستين محدودة، ولم يخرج عن صمته سوى مرتين عبر بيانين.

وقال المتحدث لفرانس برس إن المؤتمر الصحافي "يعقد الأربعاء، الثامن من كانون الثاني/يناير الساعة 15.00 بتوقيت بيروت (13,00 بتوقيت غرينتش)" من دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل.


(فرانس برس, رويترز)

ذات صلة

الصورة
دبابة إسرائيلية على حدود لبنان من جهة الناقورة، 13 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

اشتدت حدة المواجهات البرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان مع دخول المعارك شهرها الأول من دون أن تتمكن إسرائيل من إحكام السيطرة.
الصورة
قصف إسرائيلي في محيط قلعة بعلبك الأثرية، 21 أكتوبر 2024 (نضال صلح/فرانس برس)

سياسة

انضمّت مدينة بعلبك إلى الأهداف الإسرائيلية الجديدة في العدوان الموسَّع على لبنان تنفيذاً لسياسة الأرض المحروقة ومخطّط التدمير والتهجير الممنهج.
الصورة
أنشطة ترفيهية للأطفال النازحين إلى طرابلس (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت منظمات وجمعيات أهلية في مدينة طرابلس اللبنانية مبادرات للتعاطي مع تبعات موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الأخيرة.
الصورة
دمار جراء غارات إسرائيلية على بعلبك، 25 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات دموية على مناطق عدّة في محافظة بعلبك الهرمل اللبنانية أدت إلى سقوط عدد كبيرٍ من الشهداء والجرحى وتسجيل دمار كبير
المساهمون