ارتفعت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، بأكثر من 1% بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف منشآت حيوية في السعودية، الدولة التي يعتمد عليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تعويض النفط الإيراني.
وجرى تداول عقود مزيج "برنت" العالمي، في جلسة منتصف اليوم بلندن، عند 71.23 دولارا للبرميل، بزيادة نسبتها 1.42% عن سعر التسوية السابق. في حين تم تداول عقود الخام الأميركي "غرب تكساس الوسيط" عند 61.57 دولارا للبرميل، بارتفاع نسبته 0.87% عن الإغلاق السابق.
وتبدو السوق النفطية هذه الأيام شديدة الحساسية لخسارة أي برميل نفط، خاصة من المنطقة العربية التي تملك الطاقة الإنتاجية الفائضة التي تعول عليها الأسواق العالمية في سد أي ثغرة تطرأ في الإمدادات.
وجاء الارتفاع بعدما أعلن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، أن هجوماً إرهابياً بواسطة طائرات "درون" مفخخة استهدف، صباح اليوم، محطتين تضخان النفط عبر خط أنابيب من حقول النفط في المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي.
وأضاف أن شركة "أرامكو" السعودية ستقيم الأضرار، وتصلح المحطتين لإعادتهما إلى وضعهما الطبيعي، واصفاً الهجوم بالإرهابي والتخريبي. كذلك أكد الوزير استمرار الإنتاج والصادرات السعودية من النفط دون انقطاع.
ووسط التوتر العسكري الذي تعيشه المنطقة حالياً، فإن أي هجوم على سفن أو منشآت نفطية بمنطقة الخليج سيكون له تأثير مباشر على أسعار النفط، حيث خسرت أسواق الطاقة العالمية كميات تراوح بين 1.3 و1.4 مليون برميل يوميا من صادرات النفط الإيراني، كما خسرت كذلك حوالى نصف مليون برميل يومياً من إنتاج النفط الفنزويلي، وهنالك مخاوف جيوسياسية وحروب أهلية قد توقف إمدادات النفط من بعض الحقول الليبية، ومن الدلتا النيجيرية.
ويستهدف الحوثيون منذ مدة ضرب منشآت نفطية سعودية، حيث ضربوا في إبريل/ نيسان من العام الماضي ناقلة نفط سعودية بباب المندب. ولكن حتى الآن لم تشكل هجمات الحوثيين تهديداً للملاحة الدولية، حسب ما ذكرت بعض التحليلات الإعلامية. وتسمح تقنيات طائرات الدرون التي أصبحت متاحة للحوثيين بالوصول إلى أهداف حيوية في السعودية والخليج. ولكن حتى الآن لا تبدو واشنطن قلقة من هذه الهجمات، وتبدو واثقة من أن السوق تتلقى إمدادات كافية.
في هذا الصدد، قالت وزارة الطاقة الأميركية، أمس الاثنين، إنها واثقة من أن أسواق النفط العالمية تتلقى إمدادات كافية، بعد عمليات التخريب التي تعرضت لها أربع سفن قبالة سواحل الإمارات العربية المتحدة، يوم الأحد، من بينها ناقلتان نفطيتان من السعودية.
ووفقا لوكالة "رويترز"، ذكرت شايلين هاينس، المتحدثة باسم الوزارة، تعليقاً على الهجمات التي وقعت قرب إمارة الفجيرة، أن "وزارة الطاقة على دراية بالجهود المبذولة لتعطيل شحن النفط مثلما ذكرت حكومتا السعودية والإمارات العربية المتحدة".
وتقع إمارة الفجيرة خارج مضيق هرمز مباشرة، وهي من أكبر مراكز التزود بوقود السفن في العالم. وهنالك شكوك حول من يقف وراء هذه الهجمات المضرة بالإمدادات النفطية إلى أسواق الطاقة في آسيا وأوروبا.
إلى ذلك، قال مسؤول تنفيذي كبير إن أرامكو السعودية تهدف إلى تعزيز إمداداتها النفطية إلى أوروبا بمقدار 300 ألف برميل يومياً في غضون العامين القادمين، في الوقت الذي توسع فيه عملياتها التجارية هناك من خلال فتح مكتب هذا الصيف في لندن. وتأتي هذه الإمدادات في إطار تعويض شحنات النفط الإيرانية.
وقال عبد العزيز القديمي، النائب الأعلى للرئيس للتكرير والمعالجة والتسويق لدى أرامكو، لرويترز، إن الشركة ستضع اللمسات النهائية على صفقات في العامين القادمين لمبادلة الخام السعودي بالأساس بالمنتجات النفطية لإمداد العملاء في أوروبا والبحر المتوسط.
وأضاف القديمي "سأراهن على أوروبا... نعتقد أن أوروبا سوق سنبقى فيها لفترة طويلة".
وتسعى السعودية وسط الضغوط المالية التي تتعرض لها وضغوط الرئيس ترامب بعدم السماح لأسعار النفط بالارتفاع فوق 75 دولارا للبرميل، إلى توريد الخامات لأوروبا وشراء منتجات التكرير.
ولدى أرامكو حالياً اتفاقات لتوريد النفط ومبادلة المنتجات تتجاوز الثلاثة ملايين برميل يومياً في أوروبا. وللشركة اتفاقات مع "بي.كيه.إن أورلن" البولندية وموتور أويل هيلاس اليونانية.