في ما وصفه خبراء بالالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على شركة الطيران السورية الحكومية، بدأت شركة أجنحة الشام للطيران الخاصة يوم الجمعة الماضي بتسيير أولى رحلاتها من مطار دمشق الدولي إلى العاصمة السودانية الخرطوم، لتستمر الرحلات على نحو أسبوعي.
وتأسست شركة "أجنحة الشام" للطيران بسورية عام 2007 كأول شركة طيران خاصة، ولا تزال الوحيدة من نوعها داخل البلاد، واتخذت مطار دمشق الدولي مقراً لها، لتسيّر رحلات إلى بغداد وبيروت والكويت والدوحة ودبي وإسطنبول ومسقط.
وتم الترخيص لشركة "أجنحة الشام" لتعمل بأربع طائرات، اثنتان مستأجرتان، بعد تفرّد المؤسسة العربية للطيران، وذلك في أعقاب تهالك وقدم أسطول شركة الطيران السورية الحكومية، واقتصارها على بعض الرحلات الخارجية لبعض العواصم الخليجية وروسيا الاتحادية وإيران والعراق، بسبب العقوبات المفروضة منذ عام 2012.
وحسب معلومات "العربي الجديد"، ستضيف الشركة خدمة الشحن وتصدير واستيراد السلع من السودان، بعد تسييرها رحلات ونقل البضائع إلى كل من بغداد وبيروت والكويت والدوحة ودبي واسطنبول ومسقط.
ويرى الاقتصادي السوري سمير رمان في تعليقات لـ"العربي الجديد" أن رحلات "أجنحة الشام" هي التفاف على العقوبات المفروضة على شركة الطيران السورية الحكومية، لأن بعض الدول العربية والأوروبية التي فرضت العقوبات على شركة "الطيران السورية" الحكومية تتساهل مع شركة "أجنحة الشام".
ويضيف رمان أن نظام بشار الأسد سيتجه لخصخصة مؤسسة الطيران كلياً أو إدخال شركاء، بدليل الترخيص لشركة شموط، وما ألمحت إليه وزارة النقل أخيراً عن صدور مرسوم يسمح بدخول القطاع الخاص في ما تسميه إعادة هيكلة مؤسستي الطيران المدني والسورية والطيران، لأن أسطول نظام الأسد الأوروبي قديم ويعاني من مشاكل عديدة.
وتعاني مؤسسة الطيران السورية من خسائر بلغت 298 مليون ليرة عام 2010 تضاعفت بعد العقوبات والثورة، بحسب الاقتصادي رمان ما أدى لرفع أسعار التذاكر بنحو 4000 ليرة مطلع العام الجاري، وإلى إلغاء عقد شراء عشر طائرات روسية على مرحلتين، تتعلق المرحلة الأولى بشراء اربع طائرات قبل نهاية عام 2014 وست طائرات أخرى قبل نهاية العام 2016 وإدخال الطائرات الصغيرة والقديمة "يوشن" في الخدمة، نتيجة العقوبات الأوروبية المفروضة على المؤسسة.
ورجّح اقتصاديون سوريون تحويل مؤسسة الطيران السورية الحكومية إلى شركة مساهمة مغلقة، طبقاً لأحكام قانون الشركات، وقانون التجارة السوري.
وقال وزير النقل السوري غزوان خير بك: إنه ونتيجة النمو في الطلب على حركة النقل الجوي، وازدياد الحاجة إلى توفير عدد أكبر من الرحلات الجوية اليومية لتأمين التواصل مع مختلف بلدان العالم في أجواء تنافسية، كان لا بد من استقدام شركات محلية وخارجية للاستثمار في هذا المجال.
اقرأ أيضاً: داعش والمعارضة يسيطران على معظم اقتصاد سورية