وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الإثنين افتتاح مطار إسطنبول الثالث الذي يصادف ذكرى تأسيس الجمهورية التركية، بالحدث التاريخي، إذ إنه سيكون المطار الأكبر في العالم بعد استكمال جميع مراحله، فضلاً عن كونه مطاراً ذكياً يواكب المستقبل من خلال خصائصه وإدارته المدعومة بالتكنولوجيا، وسيوفر استهلاك الطاقة والمياه بنسبة 40%.
ويقع المطار في الطرف الأوروبي للمدينة، وقد بدأت عصر اليوم الإثنين، مراسم الافتتاح، وذلك بحضور الرئيس أردوغان، الذي اطّلع على معلومات حول المطار من مسؤولي الشركات المنفذة له، والتقط صورة تذكارية مع زعماء الدول والحكومات المشاركة في مراسم الافتتاح. كما رحب أردوغان بحضور بطل العالم للفنون القتالية المختلطة الداغستاني حبيب نورمحمدوف.
أردوغان قال في المناسبة: "أتمنى من الله أن يحمل مطار إسطنبول الخير للعالم بأسره ومنطقتنا وبلادنا"، وأعلن أن اسم المطار الجديد هو "مطار إسطنبول"، الذي يتزامن افتتاح مرحلته الأولى مع الذكرى السنوية لتأسيس الجمهورية التركية التي تصادف 29 أكتوبر/تشرين الأول.
كما قال إن "تركيا عازمة على أن تكون ضمن أكبر 10 اقتصادات العالم ورمزا للسلام والاطمئنان والأمن والرفاهية في منطقتها والعالم"، واعتبر أنه "مع دخول مطار إسطنبول إلى العمل سيتعين إعادة هيكلة المجال الجوي الأوروبي، حيث ستتغير مسارات الرحلات بين القارات إلى حد كبير نظرا لأن إسطنبول ستكون أهم نقطة عبور بعد اليوم".
وقال نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي في تغريدة له عبر صفحته في تويتر إننا "نهدي مطار إسطنبول الجديد الذي سيفتتح اليوم، لجمهوريتنا في ذكرى تأسيسها الـ 95"، مضيفا "مبارك لإسطنبول وتركيا والعالم بأسره، المطار سيغدو من أهم مراكز النقل الجوي".
بدوره، قال وزير النقل والبنى التحتية، جاهد طورهان، إن "مطار إسطنبول" الذي افتتح اليوم الإثنين سيصل قارات العالم بعضها ببعض، وإنه سيخدم ثلث سكان العالم.
وتحتفل تركيا، اليوم الإثنين، بالذكرى الـ95 لتأسيس الجمهورية، في 29 أكتوبر/ تشرين الأول 1923، حيث تقام فعاليات مختلفة بهذه المناسبة في أنحاء البلاد.
وبلغت استثمارات المرحلة الأولى من المطار ستة مليارات يورو، ومن المنتظر أن تقدم خدمات لـ90 مليون مسافر سنويًا، حيث سيتم افتتاح المطار على أربع مراحل، على أن تكتمل المراحل كافة عام 2023.
ويتم تشييد المطار على مساحة 76.5 مليون متر مربع، وتم إنشاء عشرات المنشآت الصناعية في موقع البناء، وتشمل قرابة ثلاثة آلاف آلة ثقيلة.
Twitter Post
|
ومن المنتظر أن يضم المطار ستة مدرجات مستقلة، وطاقة استيعاب لـ500 طائرة في آن واحد، كما سيضم مرآبًا مفتوحًا وآخر مغلقًا للسيارات، بسعة 70 ألف سيارة، إضافة إلى 200 مليون مسافر سنويًا، لينال بهذا لقب أكبر مطار حول العالم.
في منتصف عام 2014، اكتمل إعداد خطة العمل الرئيسية للمطار الذي يقوم أسلوبه المعماري على المخزون الثقافي لمدينة إسطنبول العريقة.
وتضم فرق التصميم في المطار أكثر من 250 معماريًا تركيًا وأجنبيًا مختصين في مجالات مختلفة، إضافة إلى ما يزيد على 500 مهندس.
وعقب دخوله الخدمة، يُتوقع أن تدفع الشركة المشغلة للمطار إلى الدولة التركية 1.1 مليار يورو سنويًا، لمدة 25 عاما.
ومن المتوقع إقلاع خمس رحلات وهبوط مثلها في اليوم الأول من افتتاح المرحلة الأولى من المطار، وأعلنت الخطوط الجوية التركية أن وجهة الرحلات الداخلية، في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، ستكون إلى ولايات: أنقرة وإزمير وأنطاليا.
وفيما ستكون وجهة الرحلات الدولية نحو جمهورية قبرص الشمالية التركية، في 1 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وإلى أذربيجان، في الثامن من الشهر ذاته، تعتزم سلطات المطار إتمام أعمال النقل من مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول إلى المطار الجديد، بحلول نهاية العام الجاري، لتتمكن بعدها ألفا طائرة من الإقلاع والهبوط يوميًا.
وستتجه طائرات 250 شركة نقل جوي من مطار إسطنبول الثالث (الجديد) نحو أكثر من 350 وجهة في أرجاء العالم.
وتبلغ مساحة المبنى الرئيسي للمطار مليوناً و300 ألف متر مربع، وهو بذلك الأكبر في العالم، واستوحى مصممو سقف المبنى تصميمهم من المعماري العثماني الشهير سنان آغا (1489: 1588).
من المتوقع أن تبلغ حصة المطار 4.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي التركي، بحلول 2025، وسيرتبط المطار بمركز مدينة إسطنبول بواسطة شبكة حديثة ومتطورة من مترو الأنفاق يتواصل العمل على إنشائها.
وحاليًا، تضم إسطنبول مطارين، هما: مطار "أتاتورك" في الشطر الأوروبي من المدينة، و"صبيحة غوكجن" في الشطر الآسيوي.
وتسعى تركيا إلى الانضمام لقائمة أكبر 10 اقتصادات في العالم، بحلول 2023، وهو عام المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية، على يد مصطفى كمال أتاتورك (1881: 1938).
ويأتي الافتتاح في إطار مواصلة الحكومة التركية تنفيذ مشروعات عملاقة، خاصة في مجال البنية التحتية كالمطارات والأنفاق وشبكات الطرق رغم الصعوبات الاقتصادية التي واجهتها البلاد، خلال الفترة الماضية، وشائعات حول تجميد الحكومة المشروعات الكبيرة بسبب المشاكل التي عانت منها أخيراً ومنها تراجع الليرة.
ومن المقرر أن تدفع الشركة التي أنشأت المطار الجديد 26 مليار يورو إلى الدولة، بما في ذلك الضرائب خلال مدة 25 عاما.
وسيحلّ مطار إسطنبول الجديد، بين المطارات الخمسة الأكثر ارتيادا في العالم، وقد يرتقي على المدى الطويل إلى المركز الأول بحسب فرانس برس. وبعد عشر سنوات، من المتوقع أن تبلغ قدرة استقبال هذا المطار 200 مليون مسافر سنوياً، بحسب شركة "مطار إسطنبول الكبير" (آي جي ايه) التي ستتولى تشغيله، وبالتالي سيصبح المطار الأول بين أكبر مطارات العالم من حيث قدرة الاستقبال، بحسب المنظمة الدولية للمطارات "ايربورت كاونسل انترناشونال" (ايه سي آي).
وبلغت استثمارات المرحلة الأولى من المطار الجديد ستة مليارات يورو، حيث يتم العمل بالمطار على أربع مراحل، على أن تكتمل كافة المراحل عام 2023 بتكلفة إجمالية مبدئية 14 مليار دولار.
وسيمهد مطار إسطنبول الجديد الطريق أمام الاقتصاد التركي لإحداث طفرة نوعية تدفعه إلى الانضمام لقائمة أكبر 10 اقتصادات بالعالم بحلول 2023، وهو عام المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية، بحسب خطة حكومية سابقة. ومن المتوقع أن تبلغ حصة المطار 4.9 % من الناتج المحلي الإجمالي التركي، بحلول 2025.