حلَّ شهر سبتمبر/أيلول على الأسر الجزائرية، حاملاً في أيامه الأولى حدثاً مهماً في روزنامة المواطنين، ألا وهو بدء موسم الدراسة، وما يعنيه ذلك من أعباء إضافية ستزيد من الضغوط على الجزائريين بعد نفقات عيد الأضحى بالتزامن مع غلاء الأسعار وتراجع القدرة الشرائية، من جراء تراجع سعر صرف الدينار، في واقع يضع ميزانية البيوت الجزائرية أمام امتحان صعب.
وخلال السنوات الأخيرة، أصبحت الأسر تعيش تحت وطأة ثلاث مناسبات متوالية، بداية بعطلة الصيف التي تبدأ في آب/ أغسطس مروراً بعيد الأضحى في اليوم 21 من الشهر ذاته، ثم العودة إلى المدارس في الثاني من شهر أيلول/سبتمبر.
ويقول محمد السعيد برمضان، وهو موظف في البريد إن "الأسرة الجزائرية متوسطة الدخل مجبرة على تدبير أوضاعها وسد احتياجات مناسباتها بطريقة معقولة، لأن الميزانية الإجمالية لتغطية نفقة هذه المناسبات تفوق بكثير مدخول الموظف العادي، مما يخلق فجوة كبيرة بين المصاريف والمداخيل".
ويضيف لـ"العربي الجديد" أن "تعاقب المناسبات يستنزف ميزانية الأسرة، أصبحنا اليوم نجري الكثير من الحسابات حتى لا نقع في العوز، وعمدنا إلى ترتيب الاحتياجات والتركيز على الأساسيات والتضحية بالكماليات".
من جانبها، تشرح المواطنة مريم عبدلي لـ"العربي الجديد" أن "توالي المناسبات أنهك ميزانية أسرتها، ففي ظرف أسبوع اضطر زوجها أن يشتري كبش العيد بحوالي 50 ألف دينار (442 دولاراً) وما يتبعه من لوازم بالإضافة إلى دفع فواتير الماء والكهرباء والغاز، في انتظار المدارس التي ستقضي على ميزانية الأسرة".
اقــرأ أيضاً
وتتربع نفقات بدء الموسم الدراسي على قائمة ميزانية الأسر في شهر سبتمبر/ أيلول. ويؤكد سعيد الناف، وهو موظف وأب لثلاثة أطفال، أن المصاريف الدراسية تضخمت في السنوات الأخيرة، من أسعار الأدوات المدرسية والكتب والملابس وصولاً إلى الأقساط.
ويشرح: "راتبي لا يتعدى 40 ألف دينار (353 دولاراً) ولدي ثلاثة أطفال مسجلين في المدارس، واحد في مدرسة خاصة والآخران في مدارس حكومية، وكلفة تعليم أبنائي وتأمين لوازمهم الأساسية، إضافة إلى تأمين الحاجات المنزلية الأساسية ودفع الفواتير، تفوق راتبي بأضعاف".
في حين تكشف صاليحة مشدال، وهي ربة بيت أن "تكلفة دراسة طفل واحد من أبنائها الأربعة تتعدى 15 ألف دينار (130 دولاراً) بما فيها الملابس الجديدة والأدوات المدرسية وحقوق الدراسة.
وتضيف أن راتب زوجها لا يتعدى 35 ألف دينار (309 دولارات)، وهو لا يكفيه لتغطية مصاريف الدراسة ومصاريف البيت، يضاف إلى ذلك أنه اضطر إلى الاستدانة بعد تلقيه راتب آب/أغسطس لشراء أضحية العيد، وعليه أن يسدد الدين هذا الشهر".
ويصف عدد كبير من الجزائريين كل موسم دراسي بـ "الهمّ"، في ظل النفقات الكثيرة استعداداً لانطلاق العام الدراسي حتى نهايته.
وتجد الأسر الجزائرية نفسها عاجزة في السنوات الأخيرة أمام تغطية نفقات أبنائها الدراسية في ظل تتابع المناسبات في ظرف وجيز، ما يدفعها إلى اللجوء نحو الاقتراض مرة ثانية في أقل من شهر، بعدما اضطر السواد الأكبر من الأسر إلى الاقتراض لشراء أضحية العيد.
ويكشف المواطن الطاهر مخلوف، وهو موظف في شركة خاصة وأب لطفلين، أنه تلقى راتب شهر آب/أغسطس في الخامس عشر من الشهر الماضي، وأنفق كل راتبه بعد عيد الأضحى بيومين، ومن المنتظر أن يتلقى راتب أيلول/سبتمبر في منتصف الشهر، أي بعد بدء موسم المدارس".
اقــرأ أيضاً
ويتابع الطاهر قائلاً لـ "العربي الجديد" إنه "اتصل بأحد أخوته واقترض منه 20 ألف دينار (190 دولاراً)، وسيتصل بأحد أصدقائه لاقتراض 10 آلاف دينار (95 دولاراً) أخرى على أن يسددها على أقساط في الأشهر المقبلة".
وتوالي المناسبات والتقاؤها، وضع ميزانية الأسر الجزائرية أمام امتحان الصمود في مواجهة ارتفاع الإنفاق وغلاء المعيشة، ما زاد في حجم عجز أرباب الأسر الذين لم يجدوا حلاً للمعادلة الإنفاقية الصعبة.
ويشير الخبير الاقتصادي جمال نور الدين إلى أن "الأسر تواجه ممراً إجبارياً من حين لآخر، تجتمع فيه عدة مناسبات، تتطلب إنفاقاً مالياً غير اعتيادي عدا عن النفقات المعيشية الأخرى، وهناك إشكالية تتعلق باختلال التوازن بين الدخل والإنفاق خاصة في المناسبات، التي يستغلها التجار لربح المزيد من المال من خلال رفع الأسعار".
ويتابع نور الدين في حديث مع "العربي الجديد" أن "الأسر الجزائرية وموازنتها عاشت امتحاناً صعباً منذ بداية الصيف، بداية من شهر رمضان (مايو/ أيار ويونيو/ حزيران) ومنتصف يونيو جاء عيد الفطر، ثم العطل الصيفية وبعدها عيد الأضحى والدخول المدرسي، كل هذه المناسبات عجلت بانهيار القدرة المالية للعائلات".
ويكشف الخبير الجزائري أن "متوسط دخل الأسر الجزائرية يتراوح بين 30 ألفاً و40 ألف دينار جزائري (265 و353 دولاراً) شهرياً حسب تحقيق أجراه الديوان الجزائري للإحصاء نهاية السنة الماضية، في حين يبلغ متوسط الإنفاق في هذه الأيام بين 50 ألفاً إلى 60 ألف دينار (442 و530 دولاراً) أي أن العجز يفوق 15 ألف دينار (130 دولاراً)".
ويقول محمد السعيد برمضان، وهو موظف في البريد إن "الأسرة الجزائرية متوسطة الدخل مجبرة على تدبير أوضاعها وسد احتياجات مناسباتها بطريقة معقولة، لأن الميزانية الإجمالية لتغطية نفقة هذه المناسبات تفوق بكثير مدخول الموظف العادي، مما يخلق فجوة كبيرة بين المصاريف والمداخيل".
ويضيف لـ"العربي الجديد" أن "تعاقب المناسبات يستنزف ميزانية الأسرة، أصبحنا اليوم نجري الكثير من الحسابات حتى لا نقع في العوز، وعمدنا إلى ترتيب الاحتياجات والتركيز على الأساسيات والتضحية بالكماليات".
من جانبها، تشرح المواطنة مريم عبدلي لـ"العربي الجديد" أن "توالي المناسبات أنهك ميزانية أسرتها، ففي ظرف أسبوع اضطر زوجها أن يشتري كبش العيد بحوالي 50 ألف دينار (442 دولاراً) وما يتبعه من لوازم بالإضافة إلى دفع فواتير الماء والكهرباء والغاز، في انتظار المدارس التي ستقضي على ميزانية الأسرة".
وتتربع نفقات بدء الموسم الدراسي على قائمة ميزانية الأسر في شهر سبتمبر/ أيلول. ويؤكد سعيد الناف، وهو موظف وأب لثلاثة أطفال، أن المصاريف الدراسية تضخمت في السنوات الأخيرة، من أسعار الأدوات المدرسية والكتب والملابس وصولاً إلى الأقساط.
ويشرح: "راتبي لا يتعدى 40 ألف دينار (353 دولاراً) ولدي ثلاثة أطفال مسجلين في المدارس، واحد في مدرسة خاصة والآخران في مدارس حكومية، وكلفة تعليم أبنائي وتأمين لوازمهم الأساسية، إضافة إلى تأمين الحاجات المنزلية الأساسية ودفع الفواتير، تفوق راتبي بأضعاف".
في حين تكشف صاليحة مشدال، وهي ربة بيت أن "تكلفة دراسة طفل واحد من أبنائها الأربعة تتعدى 15 ألف دينار (130 دولاراً) بما فيها الملابس الجديدة والأدوات المدرسية وحقوق الدراسة.
وتضيف أن راتب زوجها لا يتعدى 35 ألف دينار (309 دولارات)، وهو لا يكفيه لتغطية مصاريف الدراسة ومصاريف البيت، يضاف إلى ذلك أنه اضطر إلى الاستدانة بعد تلقيه راتب آب/أغسطس لشراء أضحية العيد، وعليه أن يسدد الدين هذا الشهر".
ويصف عدد كبير من الجزائريين كل موسم دراسي بـ "الهمّ"، في ظل النفقات الكثيرة استعداداً لانطلاق العام الدراسي حتى نهايته.
وتجد الأسر الجزائرية نفسها عاجزة في السنوات الأخيرة أمام تغطية نفقات أبنائها الدراسية في ظل تتابع المناسبات في ظرف وجيز، ما يدفعها إلى اللجوء نحو الاقتراض مرة ثانية في أقل من شهر، بعدما اضطر السواد الأكبر من الأسر إلى الاقتراض لشراء أضحية العيد.
ويكشف المواطن الطاهر مخلوف، وهو موظف في شركة خاصة وأب لطفلين، أنه تلقى راتب شهر آب/أغسطس في الخامس عشر من الشهر الماضي، وأنفق كل راتبه بعد عيد الأضحى بيومين، ومن المنتظر أن يتلقى راتب أيلول/سبتمبر في منتصف الشهر، أي بعد بدء موسم المدارس".
وتوالي المناسبات والتقاؤها، وضع ميزانية الأسر الجزائرية أمام امتحان الصمود في مواجهة ارتفاع الإنفاق وغلاء المعيشة، ما زاد في حجم عجز أرباب الأسر الذين لم يجدوا حلاً للمعادلة الإنفاقية الصعبة.
ويشير الخبير الاقتصادي جمال نور الدين إلى أن "الأسر تواجه ممراً إجبارياً من حين لآخر، تجتمع فيه عدة مناسبات، تتطلب إنفاقاً مالياً غير اعتيادي عدا عن النفقات المعيشية الأخرى، وهناك إشكالية تتعلق باختلال التوازن بين الدخل والإنفاق خاصة في المناسبات، التي يستغلها التجار لربح المزيد من المال من خلال رفع الأسعار".
ويتابع نور الدين في حديث مع "العربي الجديد" أن "الأسر الجزائرية وموازنتها عاشت امتحاناً صعباً منذ بداية الصيف، بداية من شهر رمضان (مايو/ أيار ويونيو/ حزيران) ومنتصف يونيو جاء عيد الفطر، ثم العطل الصيفية وبعدها عيد الأضحى والدخول المدرسي، كل هذه المناسبات عجلت بانهيار القدرة المالية للعائلات".
ويكشف الخبير الجزائري أن "متوسط دخل الأسر الجزائرية يتراوح بين 30 ألفاً و40 ألف دينار جزائري (265 و353 دولاراً) شهرياً حسب تحقيق أجراه الديوان الجزائري للإحصاء نهاية السنة الماضية، في حين يبلغ متوسط الإنفاق في هذه الأيام بين 50 ألفاً إلى 60 ألف دينار (442 و530 دولاراً) أي أن العجز يفوق 15 ألف دينار (130 دولاراً)".